كتب يوم الأحد,تموز 23, 2006
مازال هناك سقف للأمل رغم الضيم ورغم الألم..!!
يا أصحاب الجلالة والفخامة والفهم والعقل والحساب والسياسة…
يامن جعلناكم تيجانا على رؤوسنا رصعتموها بكل ما حزتموه من غال ونفيس، وجعلتمونا نعالا في أقدامكم فلا تصلح إلا للرفس والدوس.
مازال هناك سقف للحلم والأمل …. ، وما زالت شعوبكم تعلق أمالها عليكم رغم امتلاء صدورها بالغيظ منكم، والحزن والشفقة عليكم….
أيها الحكام العرب المغامرون على موائد القمار السياسية الأمريكية المغشوشة اقلبوا الطاولة على جورج بوش الذي جر عليكم لعنته وبؤسه، وتأبط لأجل ما تحت أقدامكم من نفط وما في أرصدتكم من مدخرات شره ونحسه….
قولوا كلمة: لاَ دون خوف أو استحياء أو وجل، في وجه أمريكا المتوحشة، واكتبوها بالبنط العريض الأحمر على أبواب قصوركم ومكاتب سفاراتكم….
كلمة واحدة خفيفة على اللسان عند الكلام، ثقيلة في ميزان العزة والكرامة. أطلقوها في وجه أمريكا الملعونة دفعة واحدة…
أما إسرائيل قطة أمريكا المدللة فقد كُشف عنها الغطاء، وصارت مذعورة هائمة في طرق المقاومة البرية، وما عاد لها شأن يذكر حتى في مطاردة الفئران الودودة الظريفة بعد أن دكت قلاعها الحصينة قذائفُ المقاومة الشعبية اللبنانية الجنوبية، فكيف يكون الحال إذا اتحدت معها سائر المقاومات العربية والإسلامية الشرقية والغربية والوسطى والشمالية، وإذا ما أفسح لها حكامنا الطريق في اتجاه ساحات الوغى …؟؟!!
أيها الحكام الأشاوس جربوا أن تقولوا كلمة: لا، مرة واحدة في حياتكم، وامسحوها في ذقون شعوبكم التي تعودت على أداء ضرائب تخلفكم ومراهنتكم على الخارج، وعندها تنالون من شعوبكم صك الغفران عن كل ما مضى، بل وتُمنحون وسام الاستحقاق والشهادة.
ما عاد هناك لكم من أمل إلا في شعوبكم التي استعبدتموها ردحا من الزمن، تصالحوا معها صلحا أبديا ولا تطلقوها بالثلاث فتحرم عليكم، ولا تحل لكم بعدها حتى تنكح غيركم، أطلقوا لها العنان وجردوها من قيود القهر والاستبداد، كما أطلقت عبس من قبل قيود عنترة فكان من أمره ما كان…
لا تبتسموا بعد اليوم في وجه أمريكا المتوحشة، وقد كشرت لكم عن أنيابها وأضراسها التي لازالت تقطر دما حارا غضا طريا من نهش لحمنا، وأمطرتكم بوابل من البُصاق الأمريكي المهين، واغتصبت جسد بلادكم من قبله ومن دبره، ومن فوق ومن تحت، وبالطول والعرض.
أما وقد عرت على سوأتها القذرة أمامكم وأمام نسائكم وأبنائكم وحرائركم وعبيدكم، فلا تمسحوا قذارتها بقذارة، ولا تلتمسوا لها العلل المهلكة لكم ولشعوبكم، بل اصفعوا وجهها الماجن المعربد ولو بنعالكم وقباقيب حريمكم، وردوا لها البصقة بصقتين والصاع صاعين.
فهذا عصر البصاق في الوجوه والنطاح والركل والرفس، وقد فعلها زين الدين زيدان وختم مشواره الرياضي الحافل بنطحته التاريخية في بطن العنصرية أمام أنظار كل العالم ساعة اللعب بالكرة، ومضى إلى حال سبيله غير آسف على كأس عالمهم الكروي والسياسي الذي يفيض حقدا وأنانية، وقدم درسا من دروس اعتبار الذات والعزة الشخصية، فكيف الحال بمن يستخف بنا ويلعب بنا، ويأخذا بعقلنا كل ما لدينا من سكر وحلاوة.
وأخيرا صرح عمرو موسى بأنهم يضحكون على ذقون حكامنا المرتبة والمهندسة بدقة فائقة، وأن سلامهم خدعة … فلتهنأ جامعتك العربية باكتشافك الباهر، وعوض الله شعوبكم العربية في كل ما ضيعتم عليها من وقت وجهد خلال نصف قرن أو يزيد…
أيها الحكام الأشاوس، فلتعلموا أن أمريكا أجبن وأغبى دولة في العالم، وهي إنما تتغذى وتستقوي عليكم وعلى شعوبكم من خوفكم وجبنكم وضعفكم، فأنتم علمتموها كيف تأكل أكتاف شعوبكم وتنقض على شرفاء هذه الأمة وتزدردها هبرا وفتاتا ..!!
ولأنها تعلم في سريرتها حقيقة قوة شعوبكم ومدخرات أمتكم التي عطلتموها أو رهنتموها لحساب مصالحكم العاجلة الفانية، فهي تتعمد إلى تبديدها وفق خططها الجهنمية في ضرب زيد بعمرو، وزرع بذور ( الفوضى البناءة ) حسب زعمها التي لم تنبت على أرض شعوبكم إلا الخراب والدمار. فهل تعتقدون أنكم في مأمن من لدغ وسم الحيتين: الكبرى وابنتها الصغرى ( أمريكا وإسرائيل )، فالحبل على الجرار ولينتظر كل واحد منكم مصيره على الطابور الأمريكي.
ومهما توسلتم وانبطحتم وبصبصتم لأمريكا فلن تزداد إلا انتفاخا وصلفا، ومغالاة في رفع سقف مطالبها، ولن يهنأ لها بال حتى تأخذكم وتأخذ شعوبكم مرة واحدة أو تنزع عنكم وعنها ما بقي من ملامح الإسلام الحق والعروبة.
ولن يعتدل مزاجها السياسي إلا إذا قلتم: لا وألف لا!! في وجه أمريكا وأمسكتم بذنبها المعوج ووضعتموه بين مطرقة وسندان: سندان الممانعة بلا وكلا وكفاية وغيرها..، ومطرقة الغضب الشعبي العربي العارم، فسلطوا عليها غضب شعوبكم، كما تسلط عليكم حقد بني صهيون، وتضربكم بذراعها العسكرية الأخطبوطية الملتوية…
فكفاكم اصطفافا مع الخارج والتفتوا إلى صوت شعوبكم في الداخل، وكونوا كرماء على شعبكم في الداخل لأنه الأبقى والأليق لكم على الدوام، وكونوا بخلاء على الخارج العابر بأرضكم على الأشلاء وحطام الدمار المتناثر هنا وهناك على أرضكم؛ فمطرب الحي القريب صار يطربنا، وقد صكت أسماعنا بالنشاز القادم من الخارج…
وياأيها العلماء والمفتون المفتنون الفاتنون الخائضون في دماء الحيض والنفاس حتى الأعناق خوضوا قليلا في دماء الشرفاء والشهداء من هذه الأمة، وأعلنوا فريضة الجهاد وألزموا بها حكامكم كما فعل أسلافكم، وكونوا حجة عليهم لا لهم، بدل أن تزينوا لهم شر أعمالهم…
لا أحسب كلامي الافتراضي العابر من هنا إلا معادا مكرورا. وقد سبقني المتلمس الضبعي وهو شاعر عربي جاهلي قديم، في زمن كان يعتصر فيه الكلام اعتصارا كما الدواء المر، ويشرب عند الشدائد وملمات المرض كما الترياق المستخرج من سم الأفاعي لدفع سمها من الجسم الملدوغ ، وداوني بالتي كانت هي الداء…
وقد قال المُتَلَِّمس في بيتين من الشعر العربي الفصيح ضمن قصيدة طويلة منبها وموقظا من الغفلة عن الذات البناءة، وهو شعار نرفعه مقابل شعار أمريكا سئ الذكر والغاية الذي تجأر به هذه الأيام على لسان وزيرة خارجيتها ذميمة الخلُق ودَميمة الوجه والخِلقة، وهو شعار الفوضى البناءة . وهو ، في الأصل، تعديل أمريكي للمثل المعروف ( فرق تسد )، ومثله مثل بقية المصطلحات الأمريكية المعدلة والمنقحة والمزيدة.
وهاهو ذا مخاض ولادة عسيرة دامية لشرق أوسط جديد تريده أمريكا على أنقاض أمة كاملة لتنسف رحمها الذي ما زال ينجب الشرفاء الأطهار، علها تصيبه بالعقم والبوار، فلا يعود يسمع لهذه الأمة حس أو صوت يمكن أن يعلو على صوت العلوج من أمريكا وبني صهيون وكل من والاهم في بلادنا وبلاد غيرنا.
وقد ساء الشاعرَ المتلمس حالُ قبيلته التي ركنت إلى السلامة، وجنحت إلى الهوان والخضوع، والتفت حواليه فلم يجد إلا شيئين اثنين يتجرعان الخسف والمهانة فلا تتحرك لهما شعرة، ولا ينبض لهما عرق نخوة وهما: عير الحي والوتد؛ أما الوتد فأمره معروف؛ فهو لا يشق الأرض حتى يُضرب ويُشج رأسه، وأما عير الحي فهو البعير أو الحمار عندما يكون مشتركا بين الناس؛ فهو يشتغل بالليل والنهار حتى يموت من الإنهاك قبل أن يحل أجله الافتراضي، فكل واحد من الناس يستخدمه لحاجته قال:
ولا يقيم على خسف يراد بـــــه
إلا الأذلان: عيرُ الحي والوتــــــدُ
هذا على الخسف مربوط برمتـه
وذا يُشج رأسه فلا يَرثي له أحـــدُ
وقال أبو تمام في محمد بن حميد الطائي:
وقد كان فوتُ الموت سهلا فرده
إليه الحِفاظُ المرٌ والخلقُ الوعـــــرُ
ونفس تعاف الضيم حتى كأنــــه
هو الكفر يوم الروع أو دونه الكفر
فأثبت في مستنقع الموت رجلَــه
وقال لها: من تحت أخمصِك الحشر
تردََّى ثياب الموت حُمْرا فما أتى
لها الليل إلا وهي من سندسٍِِ خضر
مازال هناك سقف للأمل رغم الضيم ورغم الألم..!!
يا أصحاب الجلالة والفخامة والفهم والعقل والحساب والسياسة…
يامن جعلناكم تيجانا على رؤوسنا رصعتموها بكل ما حزتموه من غال ونفيس، وجعلتمونا نعالا في أقدامكم فلا تصلح إلا للرفس والدوس.
مازال هناك سقف للحلم والأمل …. ، وما زالت شعوبكم تعلق أمالها عليكم رغم امتلاء صدورها بالغيظ منكم، والحزن والشفقة عليكم….
أيها الحكام العرب المغامرون على موائد القمار السياسية الأمريكية المغشوشة اقلبوا الطاولة على جورج بوش الذي جر عليكم لعنته وبؤسه، وتأبط لأجل ما تحت أقدامكم من نفط وما في أرصدتكم من مدخرات شره ونحسه….
قولوا كلمة: لاَ دون خوف أو استحياء أو وجل، في وجه أمريكا المتوحشة، واكتبوها بالبنط العريض الأحمر على أبواب قصوركم ومكاتب سفاراتكم….
كلمة واحدة خفيفة على اللسان عند الكلام، ثقيلة في ميزان العزة والكرامة. أطلقوها في وجه أمريكا الملعونة دفعة واحدة…
أما إسرائيل قطة أمريكا المدللة فقد كُشف عنها الغطاء، وصارت مذعورة هائمة في طرق المقاومة البرية، وما عاد لها شأن يذكر حتى في مطاردة الفئران الودودة الظريفة بعد أن دكت قلاعها الحصينة قذائفُ المقاومة الشعبية اللبنانية الجنوبية، فكيف يكون الحال إذا اتحدت معها سائر المقاومات العربية والإسلامية الشرقية والغربية والوسطى والشمالية، وإذا ما أفسح لها حكامنا الطريق في اتجاه ساحات الوغى …؟؟!!
أيها الحكام الأشاوس جربوا أن تقولوا كلمة: لا، مرة واحدة في حياتكم، وامسحوها في ذقون شعوبكم التي تعودت على أداء ضرائب تخلفكم ومراهنتكم على الخارج، وعندها تنالون من شعوبكم صك الغفران عن كل ما مضى، بل وتُمنحون وسام الاستحقاق والشهادة.
ما عاد هناك لكم من أمل إلا في شعوبكم التي استعبدتموها ردحا من الزمن، تصالحوا معها صلحا أبديا ولا تطلقوها بالثلاث فتحرم عليكم، ولا تحل لكم بعدها حتى تنكح غيركم، أطلقوا لها العنان وجردوها من قيود القهر والاستبداد، كما أطلقت عبس من قبل قيود عنترة فكان من أمره ما كان…
لا تبتسموا بعد اليوم في وجه أمريكا المتوحشة، وقد كشرت لكم عن أنيابها وأضراسها التي لازالت تقطر دما حارا غضا طريا من نهش لحمنا، وأمطرتكم بوابل من البُصاق الأمريكي المهين، واغتصبت جسد بلادكم من قبله ومن دبره، ومن فوق ومن تحت، وبالطول والعرض.
أما وقد عرت على سوأتها القذرة أمامكم وأمام نسائكم وأبنائكم وحرائركم وعبيدكم، فلا تمسحوا قذارتها بقذارة، ولا تلتمسوا لها العلل المهلكة لكم ولشعوبكم، بل اصفعوا وجهها الماجن المعربد ولو بنعالكم وقباقيب حريمكم، وردوا لها البصقة بصقتين والصاع صاعين.
فهذا عصر البصاق في الوجوه والنطاح والركل والرفس، وقد فعلها زين الدين زيدان وختم مشواره الرياضي الحافل بنطحته التاريخية في بطن العنصرية أمام أنظار كل العالم ساعة اللعب بالكرة، ومضى إلى حال سبيله غير آسف على كأس عالمهم الكروي والسياسي الذي يفيض حقدا وأنانية، وقدم درسا من دروس اعتبار الذات والعزة الشخصية، فكيف الحال بمن يستخف بنا ويلعب بنا، ويأخذا بعقلنا كل ما لدينا من سكر وحلاوة.
وأخيرا صرح عمرو موسى بأنهم يضحكون على ذقون حكامنا المرتبة والمهندسة بدقة فائقة، وأن سلامهم خدعة … فلتهنأ جامعتك العربية باكتشافك الباهر، وعوض الله شعوبكم العربية في كل ما ضيعتم عليها من وقت وجهد خلال نصف قرن أو يزيد…
أيها الحكام الأشاوس، فلتعلموا أن أمريكا أجبن وأغبى دولة في العالم، وهي إنما تتغذى وتستقوي عليكم وعلى شعوبكم من خوفكم وجبنكم وضعفكم، فأنتم علمتموها كيف تأكل أكتاف شعوبكم وتنقض على شرفاء هذه الأمة وتزدردها هبرا وفتاتا ..!!
ولأنها تعلم في سريرتها حقيقة قوة شعوبكم ومدخرات أمتكم التي عطلتموها أو رهنتموها لحساب مصالحكم العاجلة الفانية، فهي تتعمد إلى تبديدها وفق خططها الجهنمية في ضرب زيد بعمرو، وزرع بذور ( الفوضى البناءة ) حسب زعمها التي لم تنبت على أرض شعوبكم إلا الخراب والدمار. فهل تعتقدون أنكم في مأمن من لدغ وسم الحيتين: الكبرى وابنتها الصغرى ( أمريكا وإسرائيل )، فالحبل على الجرار ولينتظر كل واحد منكم مصيره على الطابور الأمريكي.
ومهما توسلتم وانبطحتم وبصبصتم لأمريكا فلن تزداد إلا انتفاخا وصلفا، ومغالاة في رفع سقف مطالبها، ولن يهنأ لها بال حتى تأخذكم وتأخذ شعوبكم مرة واحدة أو تنزع عنكم وعنها ما بقي من ملامح الإسلام الحق والعروبة.
ولن يعتدل مزاجها السياسي إلا إذا قلتم: لا وألف لا!! في وجه أمريكا وأمسكتم بذنبها المعوج ووضعتموه بين مطرقة وسندان: سندان الممانعة بلا وكلا وكفاية وغيرها..، ومطرقة الغضب الشعبي العربي العارم، فسلطوا عليها غضب شعوبكم، كما تسلط عليكم حقد بني صهيون، وتضربكم بذراعها العسكرية الأخطبوطية الملتوية…
فكفاكم اصطفافا مع الخارج والتفتوا إلى صوت شعوبكم في الداخل، وكونوا كرماء على شعبكم في الداخل لأنه الأبقى والأليق لكم على الدوام، وكونوا بخلاء على الخارج العابر بأرضكم على الأشلاء وحطام الدمار المتناثر هنا وهناك على أرضكم؛ فمطرب الحي القريب صار يطربنا، وقد صكت أسماعنا بالنشاز القادم من الخارج…
وياأيها العلماء والمفتون المفتنون الفاتنون الخائضون في دماء الحيض والنفاس حتى الأعناق خوضوا قليلا في دماء الشرفاء والشهداء من هذه الأمة، وأعلنوا فريضة الجهاد وألزموا بها حكامكم كما فعل أسلافكم، وكونوا حجة عليهم لا لهم، بدل أن تزينوا لهم شر أعمالهم…
لا أحسب كلامي الافتراضي العابر من هنا إلا معادا مكرورا. وقد سبقني المتلمس الضبعي وهو شاعر عربي جاهلي قديم، في زمن كان يعتصر فيه الكلام اعتصارا كما الدواء المر، ويشرب عند الشدائد وملمات المرض كما الترياق المستخرج من سم الأفاعي لدفع سمها من الجسم الملدوغ ، وداوني بالتي كانت هي الداء…
وقد قال المُتَلَِّمس في بيتين من الشعر العربي الفصيح ضمن قصيدة طويلة منبها وموقظا من الغفلة عن الذات البناءة، وهو شعار نرفعه مقابل شعار أمريكا سئ الذكر والغاية الذي تجأر به هذه الأيام على لسان وزيرة خارجيتها ذميمة الخلُق ودَميمة الوجه والخِلقة، وهو شعار الفوضى البناءة . وهو ، في الأصل، تعديل أمريكي للمثل المعروف ( فرق تسد )، ومثله مثل بقية المصطلحات الأمريكية المعدلة والمنقحة والمزيدة.
وهاهو ذا مخاض ولادة عسيرة دامية لشرق أوسط جديد تريده أمريكا على أنقاض أمة كاملة لتنسف رحمها الذي ما زال ينجب الشرفاء الأطهار، علها تصيبه بالعقم والبوار، فلا يعود يسمع لهذه الأمة حس أو صوت يمكن أن يعلو على صوت العلوج من أمريكا وبني صهيون وكل من والاهم في بلادنا وبلاد غيرنا.
وقد ساء الشاعرَ المتلمس حالُ قبيلته التي ركنت إلى السلامة، وجنحت إلى الهوان والخضوع، والتفت حواليه فلم يجد إلا شيئين اثنين يتجرعان الخسف والمهانة فلا تتحرك لهما شعرة، ولا ينبض لهما عرق نخوة وهما: عير الحي والوتد؛ أما الوتد فأمره معروف؛ فهو لا يشق الأرض حتى يُضرب ويُشج رأسه، وأما عير الحي فهو البعير أو الحمار عندما يكون مشتركا بين الناس؛ فهو يشتغل بالليل والنهار حتى يموت من الإنهاك قبل أن يحل أجله الافتراضي، فكل واحد من الناس يستخدمه لحاجته قال:
ولا يقيم على خسف يراد بـــــه
إلا الأذلان: عيرُ الحي والوتــــــدُ
هذا على الخسف مربوط برمتـه
وذا يُشج رأسه فلا يَرثي له أحـــدُ
وقال أبو تمام في محمد بن حميد الطائي:
وقد كان فوتُ الموت سهلا فرده
إليه الحِفاظُ المرٌ والخلقُ الوعـــــرُ
ونفس تعاف الضيم حتى كأنــــه
هو الكفر يوم الروع أو دونه الكفر
فأثبت في مستنقع الموت رجلَــه
وقال لها: من تحت أخمصِك الحشر
تردََّى ثياب الموت حُمْرا فما أتى
لها الليل إلا وهي من سندسٍِِ خضر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق