الخميس، 14 فبراير 2008

عام آخر على احتلال العراق

كتب يوم الإثنين,آذار 19, 2007

مرت أربعة أعوام كاملة على احتلال العراق الشقيق، منذ أن وطئت أقدام الغزاة الأمريكيين ومن والاهم من شرق وغرب أرض دجلة والفرات، مهد كثير من أمهات الحضارات الإنسانية الطريفة والتليدة.

ولاشك أن هذه السنة الرابعة من عمر الاستعمار الأمريكي الجديد على أرضنا العربية كانت الأكثر عنفا ودموية وشرا, فقد كان حصاد مزرعة الشر التي أقامها الطاغية بوش على معظم أرض العرب والمسلمين وافرا من جماجم العراقيين، ومن لحمهم ودمهم وعرضهم. وتلك المزرعة (البوشية) اللعينة طالما تحدثنا عنها في إدراجاتنا السالفة، وحاولنا أن نحاربها ببعض مبيدات التعبير والكلام، وذلك جهد المقل.

وكان أبرز ما في سلة المقطوفات الأمريكية لهذه السنة باقة متخيرة من الجماجم العراقية الكبيرة رأس الرئيس المخلوع صدام حسين وبعض من أعوانه المقربين. وقد قدمت تلك الجماجم طازجة طرية عبر كل الأطباق الفضائية عبر البث الحي المباشر ودون وصلة إشهارية تحبس الأنفاس وتقطع الشهية.

فبمجرد أن سقط رأس صدام غاب رأس بوش من الشاشات التلفزيونية التي كان يملأها هرجا وصخبا وتهديدا ووعيدا.

وكأنه ما جاء إلى العراق بكل قضه وقضيضه وجيوشه وبوارجه إلا من أجل الإطاحة برأس الرئيس. فلما أنجزت المهمة على نحو ما عهدناه في أفلام (الكاوبوي) الهليودية من نصب المشانق وممارسة لعبة القتل والموت، وما يصاحب ذلك من غبار يملأ الشاشة وجري وركض نحو صناديق الأموال والكنوز على إيقاع صوت الرصاص المتطاير في كل اتجاه.

لقد كان الاحتلال الأمريكي للعراق أشبه بمسلسل كابوي هوليودي مبتذل، بل هو أكبر فرية وأخزى كذبة في الألفية البشرية الثالثة، وفي العقد الأول من القرن الواحد والعشرين قرن التكنلوجيا والأنترنيت. وتلك الفرية الملعونة قد صدقها كثير من المغفلين، أو أرغموا على التصديق.

وقد بينت كل الأحداث المؤلمة التي تعاقبت على الشعب العراقي المطحون طيلة سنوات الاحتلال العجاف من كل مصلحة وخير على خسة ودناءة عصابة البيت الأبيض التي أمسكت بصنابير النفط العراقي المتدفقة بدون حدود وأضعفت الحكومة العراقية، إلا من زمرة الأذناب والمرتزقة والمنتفعين، وتركت الشعب العراقي في بيداء مقفرة من الشحناء والاقتتال على بقايا الفتات والمحترقة بشواظ الفتنة والعصبية المذهبية كالفراش الذي ينجذب بجسمه الرخو إلى لهيب النار.

ولم يكن احتلال أمريكا للعراق احتلالا فقط لأرض العراق واغتصابا لثرواته ومدخراته المادية والمعنوية بل كان احتلالا عقليا ووجدانيا لكل المواطنين العرب والمسلمين كافة في كل بقاع الدنيا، وطعنة كبرى في صميم كبريائهم، لما يمثله تاريخ العراق من عمق استراتيحي في نفوسهم وعقولهم ووجدانهم.

وإنه لمن المؤسف حقا، ومن العار على زعماء الأنظمة العربية وحكام العالم المتبجحين بالديموقراطية الجديدة أن يخيبوا آمال شعوبهم فيهم، وأن يستمروا على هذا الحال من الصمت تجاه ما يفعله حكام أمريكا المتصهينين بوجدان الشعوب العربية والمسلمة وكافة الشعوب الإنسانية المتعاطفة…!!

ليست هناك تعليقات: