الخميس، 14 فبراير 2008

رسالة إلى المبرمجين العرب وأصحاب المدونات التقنية

كتب يوم الخميس,كانون الثاني 18, 2007

الموضوع: مشروع جديد لإعادة النظر في تنسيق الكتابة العربية الإلكترونية
دعوة إلى التحكم في كتابة وتنسيق الحروف والنقط والحركات بشكل مستقل

عناصر الموضوع:
1 - مقدمة عامة، 2 – ملاحظة، 3 – سؤال واقتراح، 4 – خلاصة.

1 – مقدمة عامة:
احتاج الخط العربي إلى مراحل طويلة من التجريب والتطوير قبل أن يستقيم على الصورة النمطية التي هو عليها الآن.
وإذا حللنا هذه الصورة نجد أنها تتكون من ثلاثة مستويات أساسية، وهي:

1- مستوى الحرف أو الخط؛ وتمثله الحروف العربية الثمانية والعشرون المجموعة في الكلمات المعروفة التالية: ( أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت، ثخذ، ضظغ ).

2- مستوى النقط أو الإعجام؛ فهناك حروف تكتب معجمة بإضافة نقطة أو نقطتين أو ثلاث نقط . وعددها 15 حرفا. أما بقية الحروف فتكتب مهملة من غير نقط. وعددها 13 حرفا.

3- مستوى الشكل أو الحركات، وتشمل حركات الفتح والضم والكسر والسكون، بتنوين أو بغير تنوين، وبمد طويل عند اقترانها بحروف العلة: وهي الألف والواو والياء، أو من غير مد.

وهذه المستويات الثلاثة ( الحرف + النقط + الشكل ) تتعاون فيما بينها لتعطي كل حرف قيمته الصوتية عند النطق به، أو عند كتابته إما بواسطة القلم أو بواسطة مفاتيح لوحة الحاسوب.

وبعد هذه التوضيحات التي قد تبدو للبعض بديهية أخلص إلى ملاحظة وسؤال، وأنا أتوجه بهما إلى إخواني المدونين أصحاب المدونات التقنية، وإلى جميع الإخوة المهتمين بوضع برامج الكتابة العربية الإلكترونية:

2 - ملاحظة:
هناك اختلاف واضح بين الكتابة اليدوية بالقلم وبين الكتابة الإلكترونية:
ففي الكتابة اليدوية نبدأ بكتابة الحرف في المرحلة الأولى، ثم نضع النقط المناسبة فوقه أو تحته في المرحلة الثانية. وقد نضع الحركات أحيانا رفعا لكل لبس في المرحلة الثالثة. أما عند الكتابة بواسطة الآلة الكاتبة القديمة أو الحاسوب فإن هذه المستويات الثلاثة تتم دفعة واحدة، على شكل كتلة واحدة، بحيث يوحي هذا الاستخدام المعمم في الكتابة الرقمية أن الحرف أهم تقنيا وجماليا من النقط ومن الحركات..

وإذا رجعنا إلى تاريخ الخط العربي نجده يقدم لنا تدرجا في استعمال هذه المستويات الثلاثة؛ ففي بداية تشكل الخط العربي خلت الخطوط البدائية من أي أثر للنقط والشكل. ولازال الاعتقاد السائد عند المهتمين بقواعد الكتابة الخطية العربية أن هذا التدرج الذي توج بإضافة النقط والحركات إلى الخط العربي كان لغرض حماية اللغة العربية من اللحن والخطأ فقط، عندما ضعفت السليقة العربية بسبب العجمة. وتم التغاضي نهائيا عن الجوانب التقنية والجمالية لخصائص النقط والحركات عند التحامها بالحروف.

2 – سؤال واقتراح:
وهما مترتبان عن الملاحظة السابقة:
- هل هناك إمكانية لوضع برنامج للكتابة العربية الإلكترونية يفصل بين المستويات الثلاثة التي تحدثنا عنها آنفا؛ بحيث يصبح المستخدم العربي للحاسوب متحكما في مستوى الحروف ومستوى النقط ومستوى الحركات بشكل يكون فيه كل مستوى مستقلا عن الآخر.؟؟!!
وهكذا يمكنه مثلا حذف النقط من الحروف أو إضافتها إليها متى شاء بمعزل كل مستوى عن الآخر.

ومن المتوقع أن يكون لهذا المشروع، إن وجد طريقه إلى التحقيق والتنفيذ تطبيقات فنية وجمالية هائلة.
أما تطبيقاته التربوية والتعليمية فهي لا تخلو أيضا من فوائد جمة؛
ومثال ذلك أن نختبر مهارات التلميذ في قراءة وفهم النصوص الإلكترونية بعد أن ننزع منها النقط أو الحركات جزء أو كلا لغايات تربوية وتعليمية وتقنية وفنية، وغير ذلك من التحويرات الممكنة على شكل النصوص خطا ونقطا وشكلا، وذلك بمجرد ضغط مجموعة من الأزرار على لوحة التحكم الإلكترونية.

لا شك أن هذا البرنامج سيقدم خدمات كثيرة للقائمين على شؤون تعليم اللغة العربية في صفوف المبتدئين وحتى المتقدمين، عندما يصبح التعليم الإلكتروني رائجا ومطبقا في مدارسنا الابتدائية والثانوية وحتى الجامعية، وخاصة بالنسبة لتعليم قواعد الخط والإملاء والشكل.

لست أدري إن كان هناك برنامج موجود حاليا للتحكم بشكل تلقائي ومستقل في نسق الخط والنقط والشكل، فإن كان هذا البرنامج موجودا فليدلني عليه الإخوة الأفاضل لأنني أحتاجه في تطبيقات فنية وجمالية خاصة لإعادة صياغة كثير من النصوص العربية الأدبية الإبداعية القديمة والحديثة. وقد أعلن عنها لاحقا.

أماإذا لم يكن هذا البرنامج موجودا، فهذه دعوة مني إلى جميع إخواني المغاربة والعرب أصحاب المدونات التقنية، وإلى كل المبرمجين للتفكير مليا في هذا المشروع المهم الذي سيفتح آفاق جديدة لتطبيقات خطية عربية إلكترونية لا حصر لها.

خلاصة:
إن المستويات الثلاثة المكونة للخط العربي؛ من حرف ونقط وشكل إذا تفاعلت فيما بينها رقميا يمكن أن تغير كثيرا من شكل مدوناتنا بشكل خاص، ومن شكل الكتابة الإلكترونية العربية بشكل عام.

فهذه الإمكانية الهائلة لمزج عناصر الحرف والخط والشكل تتيحها لنا اللغة العربية بشكل تام. ولكننا لم نستغلها لحد الآن على الوجه المطلوب، وهي إمكانية لا توفرها لغات العالم الأخرى إلا بشكل جزئي وفي أضيق الحدود.
فلماذا لا نجرب هذه الإمكانية، ولماذا لا نستغل قوة الخط العربي الكامنة فيه؟!

ألتمس من الإخوة الكرام تداول هذه الفكرة وتبادل وجهات النظر حول هذا المشروع الرقمي المهم، (مشروع إعادة تنسيق وتصميم الحروف والنقط والحركات) الذي نتمنى أن يرى النور قريبا.
وما ذلك على همة الإخوة المغاربة والعرب التقنيين والمبرمجين ببعيد !!؟

ليست هناك تعليقات: