الخميس، 14 فبراير 2008

تبعات الغياب الافتراضي

كتب يوم الإثنين,أيلول 10, 2007

بعد مضي أربعة شهور من الغياب لم يعد لدي ما أقدمه من عذر بين يدي قراء وأصدقاء مدونتي ( كلمات عابرة ) الأعزاء، وزوار بيت (مكتوب) العامر بزواره ومدونيه.

ومهما كانت الأسباب التي أبعدتني عن العوالم الافتراضية كل هذا الوقت، فإني أقر بأن العودة إلى التدوين بعد فترة غياب طويلة أصعب بكثير من إنشاء مدونة ابتداء، أو انتشال صفحة ما من بياضها الإلكتروني…

وهاأنذا في هذه اللحظة أتخبط بين تردد وحيرة، وإقدام وإحجام. ومع ذلك، أجدني عاجزا عن مقاومة جاذبية العوالم الافتراضية التي تشدني إليها شدا لا أملك له مقاومة أوردا، وأسمع صدى صوت ينطلق من أعماقي يحثني على العودة سريعا، وعلى تجديد العهد مرة أخرى بمجتمع (مكتوب)، وبكل الأصدقاء.

ترى، هل تقبل عودتي من غير شرط أو جزاء، وهل لازال لي متسع في صدور جميع الإخوة والأصدقاء مدونين وقراء..؟؟ !!.

إن من أهم تبعات الانقطاع أو التوقف عن التدوين هذا الشرخ العميق الذي ينشأ فجأة فيفصل المدون عن قرائه وزواره وأصدقائه المتابعين، ويزداد هذا الشرخ عمقا كلما تقادم العهد بآخر إدراج… إلى أن يستحيل إلى نوع من التجاهل أو النسيان.

وقد سبق لي في إدراج قديم أن شبهت المدون أو الكاتب الافتراضي بالطباخ، فمبدأ الطراوة هو المبدأ المعمول به في العوالم الافتراضية، تماما كما في عوالم الطبخ.

فلا عذر للمدون إذن، في التأخر بأي حال من الأحوال عن تقديم وجباته اليومية من بنات أفكاره إلى قرائه وزواره، وإلا أحيل على الأرشيف الإفتراضي الذي يشبه مقابر الأموات الحقيقين المنسيين…

وحده محرك (كوكل) ومن لف لفه يحفظ أسماء وألقاب وشعارات المحالين على ذلك الأرشيف، ويحصي عددهم، ويرشد إلى مثواهم الافتراضي الأخير، وحتى إلى الأقدم فالأقدم عهدا….

ولكن، وحدها عوالم الكتب والمخطوطات تمتلك القدرة على الاحتفاظ بطراوتها أبد الدهر، ربما لأنها من حبر وورق، لا من دوائر كهربائية وحروف افتراضية كما هو حال عوالمنا الإلكترونية…!!

ليست هناك تعليقات: