السبت، 16 فبراير 2008

وداعا بوش … أهلا بروحه وبساركوزي

كتب يوم الثلاثاء,كانون الأول 25, 2007

كنت في إدراج سابق خصصته للحديث عن زيارة ساركوزي للمغرب قد تحدثت عن النزعة البوشية المتنامية لدى ساركوزي وعقدت مقارنة أولية بين خطيهما الحياتي والسياسي.

وقد بدا ساركوزي في الآونة الأخيرة، وخاصة بعد جولاته الماروتونية في كثير من بلدان العالم، ومنها دولة الفاتيكان الصغيرة حجما والكبيرة تأثيرا في عقائد كثير من حكام الغرب الأوروبي والأمريكي أكثر الزعماء الدوليين استعدادا لتقمص شخصية بوش والحلول في روحه حلولا كاملا.

وهذا الحلول يشبه كثيرا ذلك الحلول الذي يحدث لدى غلاة الصوفية ولدى من يعتقدون بتناسخ الأرواح من أتباع الديانات والعقائد المختلفة.

ومذهب الحلول بمفهومه الصوفي أو الهندوسي أو حتى بمفهومه الميتافيزيقي العام يقتضي أن يكون هذا التناسخ مبنيا على مبدأ المحبة الصادقة والولاء المطلق والوفاء التام بين الأقطاب من جهة والمريدين من جهة أخرى لتتمكن أرواحهم من أن تنسجم وتتوافق قبل أن يمتد بعضها في بعض، ويحل بعضها في بعض حلولا تدريجيا حتى يصل إلى درجة الانصهار والذوبان، تماما كما يذوب السكر في الماء، وكما يمتزج الملح الأجاج وحتى السم الزعاف بالطعام وبالسوائل.

ونحن إذا تتبعنا خريطة الزيارات الدولية لساركوزي منذ أن تسلم مقاليد الرئاسة حتى اليوم، فإننا نجد أن أقدامه تطأ دائما حيث كانت تطأ من قبل أقدام بوش، فهل هذا محض صدفة أم هو إمعان منه في اقتفاء آثار الشيخ بوش، وتيمنا منه وتبركا بمواطئ أقدامه الحديدية التي جثمت على صدر العالم الإسلامي منذ سنوات خلت ولا زالت، من حدود أقصى الباكستان شرقا إلى أقصى حدود فلسطين المحتلة غربا؟؟!!.

وهاهو بوش قد أصبح اليوم قاب قوسين أو أدنى من مغادرة المعترك السياسي الدولي بعيد الانتخابات الأمريكية المرتقبة لعام 2008، وهو يجرجر أذيال الخيبة السياسية والأدبية والأخلاقية التي جلبها لدولته أمريكا (الحرة) بسبب سياسته المتصهينة السافرة، مكررا نفس فعل أبيه السابق بسبب حروبهما الاستباقية الاستنزافية التي خاضاها وطبقاها على الأراضي العربية والإسلامية وحدها، دون بقية الخلق والعالم، بكل بطش وقوة ليبقى أثر مزرعة الشر التي أقامها بوش على أراضينا العربية والإسلامية ساري المفعول يطرح في كل يوم موتا ودمارا…

ومادام حكامنا الأشاوس يموتون في حب الغريب، وبعد أن أصيبوا بمرض فقدان الممانعة المزمن فليمدوا منذ الآن أذرعهم المخملية لمعانقة ساركوزي تيمنا ببركة الشيخ بوش الراحل عن قريب..

أما الشعوب العربية المغلوبة على أمرها فليس لها إلا أن ترضى مكرهة وبعد كتم الغيظ، في كل مرة، بهذا الوضع الجديد القديم منذ الأزل، اعتبارا بالقول العربي المأثور: ( من تزوج أمنا صار حتما عمنا).
ولله الأمر من قبل ومن بعد..!!

ليست هناك تعليقات: