الخميس، 14 فبراير 2008

بعض أشجان العيد والعام الجديد

كتب يوم الأربعاء,كانون الأول 27, 2006

منذ ثلاثة أيام متوالية، وكلما جئت إلى هذا الموقع الافتراضي لألملم خيوط بعض الكلمات العابرة يضيق صدري ولا ينطلق لساني، وتتبدد من حولي الحروف، وتخونني بلاغتي ولا يسعفني بياني.

أعرف أن هذه الحالة الخاصة التي تلم بي بين الفينة والفينة كثيرا ما تذهلني وتخرسني.
وأعلم علم اليقين أن كثيرا من الكتاب الصادقين والمدونين الغيورين على بلدانهم وأوطانهم يجري عليهم ما يجري علي، ويعتريهم ما يعتريني من الأحزان والهواجس والمخاوف كلما انغمسوا بفكرهم ووجدانهم في واقع حالنا ومآلنا، أو حاولوا أن يفكوا خيطا واحدا من خيوط واقعنا الذي غم أمره علينا.

لا أحب كثيرا أن أسترسل في هذا المقام المتلبد بالغمام، ولا أقصد أن أفسد على القراء والزوار الكرام فرحة العيد والعام الجديد القادمين بعد أيام، ولكنها ثورة النفس الشقية التي فقدت نكهة الأعياد العربية السعيدة منذ أعوام.

لقد أوجزت الحديث هنا وأومأت لأني أدرك أن مجرد الحديث عن أشجاننا وحقيقة أزمتنا الحضارية هو في حد ذاته نوع من الأزمة.

وفي ديننا الحنيف، كما يعرف الجميع، تتوقف التكاليف الدينية والدنيوية، بالنسبة للأفراد على مرحلة البلوغ. والبلوغ هو مرحلة يعي فيها الفرد منا حقيقة ذاته في حدود ما له وما عليه، دونما استئثار أو استعباد أو استبداد.

وما يجري على الأفراد في هذا المثال يجري أيضا على الجماعات والأحزاب والحكومات، فمنها الراشد ومنها القاصر ومنها المستهتر ومنها الأحمق الذي يستحق أن يحجر عليه.

ترى، وبعد كل الذي ذقناه وقاسيناه من أساليب الحكم المغشوش والتدبير المعلب والمستورد المؤيد بالعصا الغليظة وبأساليب الاستعمار والاستغفال و(الاستحمار)، كم بقي لنا من الوقت الضائع على حساب كرامتنا وشخصيتنا لتبلغ شعوبنا وحكوماتنا العربية حد البلوغ حتى تكون في حكم الوقت، وترفع عنها شروط الحجر والوصاية…؟؟!!

متى نلتفت إلى أنفسنا، و نتعلم كيف نعي حقيقة ذاتنا بذاتنا، كما هي، لا كما يراد لها أن تكون؟؟!!
ومتى يحين الوقت لنكنس بيوتنا ونجتث أصول مزرعة الشر اللعينة التي أقامها الاستعمار اللعين على أرضنا.
وحتى إذا ما استحكمت أصولها في تربتنا وأينعت جاء عمنا الطاغية ( بوش) ليشذب أوراقها وأغصانها على مقاس البيت الأبيض عندما ارتضاه زعانف هذه الأمة أن يكون عرابا لنا وزوجا معربدا لأمنا، يبغي الفساد في الأرض ويجرعلينا بؤسه ونحسه؟؟!!

ليست هناك تعليقات: