الأربعاء، 13 فبراير 2008

سكوت .. حكمت المحكمة

كتب يوم الأحد,تشرين الثاني 05, 2006

اليوم، الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2006، وبعد قليل من كتابة هذا الإدراج، ستنطق المحكمة العراقية، المنتدبة من قبل الاحتلال الأمريكي الغاشم، بالحكم في حق الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وقد عملت وسائل الإعلام المختلفة في العراق وفي غير العراق على تهيئة العراقيين خصوصا وباقي الشعب العربي عموما وحتى سكان العالم أجمع لقبول قرار الحكم النهائي بالإعدام، كما كان يتوقع الجميع، أو بالأحرى كما أريد لهم أن يتوقعوا ذلك، بعد عمليات كثيرة من الطبخ والإنضاج لامجال للحديث عنها الآن…!!

وقد بدأت بوادر تلك التهيئة منذ اللحظة الأولى لحادثه السقوط المريع لتمثاله بعد أن وطئت أقدام الغزاة بغداد، ثم ما كان من جره وسحبه في شوارعها، مرورا بوقوع صدام أسيرا ذليلا مهانا في شباك الأمريكيين التي نصبوها له حتى تسنى لهم رصد (مخبئه) تم استخراجه من الحفرة الملعونة، وانتهاء بمسلسل محاكمته في قضيتي (الدجيل) التي سيحسم أمرها اليوم، وقضية(حلبجة) هي الأخرى، بالإضافة إلى قضايا أخرى كثيرة معلقة.

ترى هل ستنتهي اللعنة التي حلت بالشعب العراق الشقيق، بقرار الحكم هذا، وطي هذا الملف بشكل نهائي لينتبه العراقيون إلى أنفسهم، وليبدأوا صفحة بيضاء جديدة، ويكونوا قدوة لباقي الشعوب العربية في فن صناعة الحياة، والانبعاث من الرماد، كما عودنا تاريخ العراق المجيد…!!

وكيف سيكون وقع هذا الحكم على باقي حكامنا وزعمائنا في مشارق الأرض ومغاربها، على غرار قولنا: إياك أعني واسمعي ياجارة، والحبل على الجرار؟؟

الكلام في هذا الموضوع شائك وله تداعيات كثيرة، ولكني سأوقفه الآن اضطرارا، حتى ألتحق بطابور المشاهدين والمتابعين لمجريات النطق بالحكم.

هامش إضافي:
بعد أقل من نصف ساعة عن إرسال هذا الإدراج تم النطق علنا بالحكم بالإعدام شنقا حتى الموت في حق صدام حسين، كما توقعنا من قبل، وكما توقع الجميع.

أما باقي الأحكام، بالنسبة لأعوانه السابقين، فقد تراوحت بين الإعدام أيضا وبين البراءة. وما بينهما يقع في حكم السجن المؤبد والسجن المحدد.
وتلك الأيام نداولها بين الناس، فهل يتعظ باقي حكامنا من درس صدام وأعوانه…!!

اللهم لا شماتة بحكامنا وأولياء أمورنا،على هذا النحو من الذل والخزي الذي جلبوه لهم ولشعوبهم على حد سواء أو أكثر، فإنهم كل حال منا وإلينا، ( فيدك منك وإن كانت شلاء أو جذماء).
فاللهم يالطيف، الطف بشعب العراق الشقيق، واكفه شر الفتن وغائلة الزمن، وارفع عنه كيد الأعادي.
آمين، والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات: