الخميس، 14 فبراير 2008

حالة سُبات قِممي

كتب يوم الجمعة,شباط 02, 2007

يبدو أن قممنا العربية قد دخلت حالة سُبات سرمدي يشبه سُبات الحيوانات ذات الدم الحار في فصل البرد والشتاء اقتصادا للطاقة وتوفيرا للجهد في معركتها للبقاء ومقاومة الموت والفناء.
فمنذ قمة الخرطوم الأخيرة المنعقدة في السودان التي كانت قمة بلا قمم، كما أوضحنا في إدراج سابق، لم نشهد نشاطا سياسيا جماعيا كبيرا على مستوى تحرك زعماء الحكومات العربية أو وزرائهم في الداخلية والخارجية.

فقد لزم كل واحد منهم حدوده، وأغلق عليه أبوابه، وصك سمعه وغض بصره عن تفاصيل المأساة المريعة التي تتفاقم يوميا في العراق الجريح الحبيب ومنطقة الهلال الخصيب، فلا حركة ولا حراك ولا مبادرة فعالة من زعيم هذا البلد العربي أو ذاك…!!

لقد آل مشوار القمم العربية الذي بدأ من منتصف القرن الماضي إلى حالة من الإخفاق والارتباك بعد أن طوف ردحا من الزمن بين العواصم العربية المختلفة مشرقا ومغربا، ليلقي عصا تطوافه أخيرا في الخرطوم منهكا محطما، دون أن ينجح في حل عقدة واحدة من عقد الأزمة العربية، أو فك خيط واحد من خيوطها المتشابكة الكثيرة.

وقد غدا تاريخ القمم العربية الطويل العريض بتكاليفه المادية والأمنية الباهظة وبمظاهر بذخه البروتوكولي الاستعراضي الفاحش تاريخا للفشل العربي الذريع في حل الخلافات العربية العربية وفض الصراعات والنزاعات البينية. فكانت إخفاقات تلك القمم الكثيرة أكثر من نجاحاتها القليلة المقتصرة غالبا على هاجس الأمن وسياسة فرض الأمر الواقع على الشارع العربي ضد كل ما من شأنه أن ….

بل كثيرا ما ساعدت تلك القمم على تعقيد الأمور بدل حلها بسبب تغليب الرؤية الذاتية والمصالح الآنية في نقاشاتها المعلنة والمستورة. وربما كان عدم انعقادها أجدى من انعقادها، فكثيرا ما تحل أمور هذه الأمة بتركها حتى تهدأ أو تذهب أدراج الرياح التي تهب عليها من كل اتجاه.

ترى ماذا تبقى للشعوب العربية، بعد أن أعلن الحكام العرب إفلاسهم وركونهم إلى هذه الحالة العجيبة من السبات، وبعد أن أسلموا مقاليد أمورهم ظاهرا وباطنا إلى الأعداء الأجانب المتغلبين والمتنفذين في المنطقة العربية من بني العم سام وبني صهيون وحتى من بني ساسان؟!.

أي أحداث أخرى ينتظرها حكامنا العرب المبجلين أفظع من هذا الذي يجري في العراق ولبنان وفلسطين لتنهضهم من سباتهم هذا؟؟!!

وهل حالات الفلتان الأمني والتشرذم المذهبي والطائفي التي تتفاقم وتستنزف الشعب العربي ومدخراته في كل يوم إلا تعبير صارخ عن حقيقة هذا السبات الذي ألمحنا إليه؟!.

ليست هناك تعليقات: