الخميس، 14 فبراير 2008

محطة ( إم إف إم ) مراكش وعودة الراديو إلى الواجهة

كتب يوم الأربعاء,شباط 28, 2007

تعرف إذاعة M F M مراكش إقبالا منقطع النظير في هذه الأيام. فقد تحول جمهور عريض من ساكنة مراكش والنواحي بسمعهم إلى هذه المحطة الإذاعية الفتية.

ومع أن انطلاق بث هذه المحطة الإذاعية لم يمر عليه إلا شهر واحد وبضعة أيام معدودة فلا حديث في أوساط المراكشيين الآن إلا عن إذاعة إم إف إم مراكش. فقد انطلق بث هذه المحطة، كما هو معلوم، يوم 16 يناير الماضي.

واستطاعت هذه الإذاعة في هذه المدة القصيرة أن تحصد نجاحا منقطع النظيربفضل نهجها الحيوي والتفاعلي مع المواطن المراكشي عبر الخطوط الهاتفية ليبث عبرها همومه المختلفة المتعلقة بتدبير الشأن العام لمدينة مراكش الحمراء التي عرفت في السنوات الأخيرة توسعا عمرانيا هائلا وتوافدا كبير للأجانب عليها إما بغرض السياحة القصيرة وإما بغرض الإقامة الطويلة. وقد سبق لنا في إدراج سابق أن عرضنا لظاهرة سكنى الأجانب بمراكش.

وتضم هذه الإذاعة كشكولا منوعا من البرامج الحوارية والترفيهية والرياضية والتنشيطية المباشرة، فضلا عن الوصلات الموسيقية الغنية المنوعة. ويحتل حيز المكالمات الهاتفية مع جمهور المستمعين الحيزالأعظم من الوعاء الزمني المخصص لتلك البرامج سواء في فقرات الصباح أوالظهيرة أوالمساء.

إن الارتفاع الكبير لوتيرة الاستماع لهذه الإذاعة في صفوف المراكشيين قد رافقه إقبال كبير على اقتناء أجهزة الراديو الجديدة والمستعملة، كما أن عددا كبيرا من الناس قد تفقدوا أجهزتهم الإذاعية المنسية المركونة منذ زمن في الإدراج ونفضوا عنها الغبار مرة أخرى وأعادوا تشغيلها وضبطوا مؤشرها على محطة إم إف أم مراكش، كما أن هناك من انتقل إليها من محطات أخرى كإذاعة (سوا) ذات الخلفية الثقافية الأمريكية وراديو (دوزيم) و(ميدي1) الفرانكفونيين وغير ذلك من المحطات الإذاعية التي تبث برامجها في منطقة حوز مراكش على ترددات FM.

وقد يكفي أن تقوم بجولة بسيطة في أسواق المدينة القديمة وفي حوانيت الباعة وأوراش الحرفيين الصغار الذين تحولوا بأسماعهم أيضا إلى هذه الإذاعة فضلا عن أصحاب السيارات والعربات، وأصحاب المنازل والبيوت الذين بدأوا يقتطعون جزء من وقت المشاهدة التلفزيونية للاستماع الإذاعي.

وقد جاء نهج هذه الإذاعة المتميز بالبساطة والسلاسة والتلقائية والذي يمزج بين اللغة العربية والدارجة المحلية واللهجة الأمازيغية متناسبا مع طبيعة الساكنة المراكشية في أحياء المدينة الراقية والشعبية، وفي الضواحي والهوامش المحيطة بها.

فقد بدأت شريحة عريضة من المراكشيين تتواصل بشكل كبير مع هذه الإذاعة بكل عفوية وصراحة. بل إن أغلب مستمعي هذه الإذاعة يقرون بأنها أصبحت صوتهم ومنبرهم المحلي الخاص يبثون عبرها مشاكلهم ويلقون لديها بعُجَرهم وبُجَرهم…

وقد انتقلت هذه الخاصية أيضا إلى طاقم هذه المحطة من مذيعين ومذيعات. ويبدو أنهم يتمتعون بروح معنوية عالية. ولعل أوضح مثال على ذلك قيدوم الإذاعيين المغاربة الأستاذ رشيد الصباحي الذي قدم من الرباط إلى محطة إم إف إم مراكش واستطاع بكل سهولة أن يتأقلم مع أجواء مراكش ويعمل بمرح وحيوية عجيبة، وأن يكتسب بسرعة حبا واحتراما كبيرين من عموم المستمعين والمستمعات .

ومع أنني لا أملك فكرة واضحة ودقيقة عن نهج هذه المحطة واستراتجياتها المرتقبة على المدى البعيد فلا أملك إلا أن أسجل إعجابي وتقديري لجهود العاملين بهذه المحطة. خاصة وأنهم قد عقدوا العزم على إسماع صوت المواطنين المراكشيين عاليا عله يصل إلى آذان القائمين على شأنهم. ولكن في آذانهم وقر شديد… ولعل خير دليل على ذلك عدم استجابة بعض المسؤولين إلى دعوة برامج هذه الإذاعة من أجل التحاور والإجابة عن أسئلة المواطنين إما تهربا وإما علوا واستكبارا…

ولا عجب أن تكتسح هذه الإذاعة أسماع عموم المراكشين ما دامت قد اختارت منذ البدء أن تستمع لهم وتجس نبضهم على مدار الساعة.

نتمنى لمؤسسة إم إف إم في مراكش وامتداداتها أو مثيلاتها في الدار البيضاء وفاس وأكادير مزيدا من التألق والتوسع والانتشار.

إنها فعلا خطوة رائدة لإعادة الثقة إلى المستمع المغربي الذي هجر الراديو منذ زمن عندما كان صوت الوطن العربي والبيبسي العربية في أوج ازدهارهما.

نتمنى أن يكون عمل محطة إم إف إم خطوة متقدمة لتصالح المواطن المغربي مع جهاز الراديو وبرامجه المغربية الحقيقية المسموعة بعيدا عن إكراهات سلطة المخزن في المراقبة والمصادرة.

ليست هناك تعليقات: