الخميس، 14 فبراير 2008

أيَّ رأس في العيد أهديك

كتب يوم السبت,كانون الأول 30, 2006

اليوم، السبت/ 30 ديسمبر كانون الأول من عام 2006، الموافق لصبيحة عيد الأضحى المبارك نفذ قرار حكم الإعدام في حق الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.

وكان هذا القرار قد استصدر تحت الإشراف المباشر للمحتل الأمريكي الغاشم يوم الأحد الخامس من نوفمبر تشرين الثاني الماضي.

وقدرت المهلة بين تاريخ إصدار ذلك الحكم وبين تاريخ تنفيذه بنحو ثلاثة أشهر، كما أوضحنا في إدراج سابق.

ولكن جرت رياح السياسة الدولية الهوجاء بما تشتهيه بوارج الاحتلال الأمريكي المعربدة في الخليج العربي. وتم استعجال تنفيذ الحكم بالإعدام شنقا في حق الرئيس صدام حسين، قبل استيفاء الوقت وقبل استنفاذ مداولات الحكم والقضايا الأخرى الكثيرة المرتبطة به التي لازالت معلقة وعالقة.

ففي وقت مبكر من صبيحة هذا اليوم الذي صادف عيد الأضحى المبارك علق رأس الرئيس في المشنقة، ليكون هذا الحدث المشؤوم لدى من أمروا بتنفيذه حدثا استفزازيا واستثنائيا بامتياز، وليصبح له في أذهان من عاينوه أو من استقبلوا خبره من عموم العرب والمسلمين قادة وشعوبا أكثر من معنى وأكثر من رسالة، فيما يشبه عند البعض صدمة العيد، وعند البعض هدية العيد الكبرى…!!

ومهما بلغ حقد الحاقدين وشمت الشامتين على مصير الرئيس العراقي المخلوع من لدن أعدائه في داخل العراق وخارجه, فلا أحد من هؤلاء ومن عموم العرب والمسلمين والمتعاطفين معهم في جميع بقاع الأرض يستطيع أن ينكر، في السر أو في العلن، جريمة انتهاك حرمة العيد، وإقحام هذا اليوم المجيد من من شهر ذي الحجة في لعبة سياسية دموية مكشوفة.

وكأن بوش، بهذا الاستعجال، وفي هذا التوقيت بالضبط، يريد أن يضع اللمسات الأخيرة على حلقة جديدة من مسلسل الإهانات الكبرى التي حاقت بالمسلمين في دينهم وعرضهم منذ أن وطئت أقدام جيوشه الغازية أرض العراق دونما اعتبار لحرمات المسلمين، في يوم من الأيام.

فأي قربان كرأس رئيس دولة من طينة صدام حسين يصلح هدية على مذبح حكام البيت الأبيض، وأي حصاد سياسي، في نهاية هذا العام، أوفر من حصاد مزرعة الشر التي أقامها بوش على أرضنا التي ما عادت تطرح أو تـُسقِط غير الجماجم…!!
وهل ستنفع رأس صدام المشؤومة المقطوفة، ربما قبل الأوان، في حقن دماء الشعب العراقي المستباح على مدار الساعة، ولتكون نقطة تحول جديدة في تاريخ العراق الشقيق تطوى معها صفحات الطغيان والإرهاب السوداء، أم ستكون بداية مرحلة جديدة من التأجيج والتصعيد؟؟!!

وياترى، على من سيكون الدور في العيد القادم ياأصحاب الفخامة والجماجم…!!
فالحمد لله الواحد الأحد الذي لا يحمد على مكروه سواه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وإنا لله وإنا إليه راجعون..

ليست هناك تعليقات: