الأربعاء، 13 فبراير 2008

رأس صدام ورأس بوش وجها لوجه

كتب يوم الجمعة,تشرين الثاني 10, 2006

ليس وضع رأس جورج بوش، الآن، أحسن حالا من وضع رأس غريمه الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، حتى بعد أن استـُصدر قرار حكم الإعدام شنقا في حقه يوم الأحد الماضي الموافق للخامس من نوفمبر تشرين الثاني من عام 2006.

وفي ذاك اليوم المشهود من تاريخ العراق الدامي، لم يكن هناك شخص متنفذ على وجه الأرض، أكثر تشوقا إلى مثل هذا القرار، ولا أكثر ابتهاجا به من الرئيس الأمريكي جورج بوش، لشدة حاجته إليه، وتوقف مصيره عليه؛ ربما أكثر بكثير من كل الحاقدين على صدام في داخل العراق وخارجه، ومن كل الذين يستعجلون موته لسبب أو لآخر، حتى تهدأ في نفوسهم جمرة الغضب، وتخبو في كيانهم شهوة الثأر والانتقام.

وقد بدا للجميع أن بوش إنما أراد أن يقدم رأس صدام حسين، في اللحظات الأخيرة من اليومين الماضيين الفاصلين الحاسمين، قربانا على مذبح البيت الأمريكي الأبيض علـَّه ينجو من البلاء السياسي الأمريكي الصعب، ويجنب حزبه الجمهوري كارثة السقوط والتردي في هاوية المستنقع العراقي، قبل العراقيين أنفسهم …

ولكن، وقعت الواقعة، وحلت ببوش وبحزبه الهزيمة النكراء، ولم ينفعه رأس صدام في شيء. إن لم يكن ذلك القرار هو من جر عليه اللعنة والنحس، فكان سقوط رأس بوش سياسيا أسبق من سقوط رأس صدام قضائيا.

ولكن، أمام الرئيس صدام حسين مسافة ثلاثة أشهر أخرى لكي ينفذ في حقه قرار الحكم النهائي بالإعدام، وليريح ويستريح، إلا أن يحدث الله أمرا…

أما الرئيس بوش فأمامه مسافة عامين كاملين، سيبقى خلالهما رأسه مترنحا بين مطرقة العراقيين وسندان الديموقراطيين، وسيبقى مكشوفا من غير غطاء أو إسناد من داخل قبة البرلمان، وسيكون عرضة لكل التقلبات السياسية والعواصف الإرهابية التي نتمنى أن تطيح به في أقرب وقت حتى نرتاح من شره ونحسه، هو الآخر. فمزرعة الشر التي أقامها على أرضنا العربية لم تنبت غير الخراب والدمار..!!

واعجبي من هذا الزمن العربي الرديء، عندما صارت جماجمنا لا تتغذى إلا بأطباق الجماجم.
فما أرخص الجماجم في بلادي العربية…!!
ولكن، ما أفدح الثمن!!
و حتى جماجم حكامنا المهيبة المجيدة صارت أرخص من التراب في مواسم القطاف السياسي الرديء المغشوش .

إلى متى ستبقى أمتي على هذا الوضع، لا تنشد الحياة إلا بالموت، كالرحى الدائرة، إن لم تجد ما تطحنه أكلت من بعضها البعض حتى تفنى من الفراغ والعبث…!!

ليست هناك تعليقات: