الخميس، 14 فبراير 2008

ما أحلى الرجوع إلى بيت التدوين العربي

كتب يوم الإثنين,شباط 26, 2007

توقفت كلماتي العابرة عند مشهد السبات القممي الذي عرضت له في آخر إدراج منذ ما ينيف عن عشرين يوما.
وقد شاءت مساوئ الصدف أن يكون مشهد السبات ذاك نذير شؤم على مدونتي أيضا فيما يشبه حالة أنفلونزا السبات المستشرية هذه الأيام بين كثير من المدونين الذين غادروا ساحة التدوين لأسباب شتى …
وهكذا بدأت بوادر شؤم ونحس ذلك الإدراج تلوح في الأفق بتقطع في خط الاتصال وانخفاض حاد في الصبيب المتدفق إلى حاسوبي الخاص لأول مرة، ورافقه تشويش وصفير في الهاتف الثابت مدة ثلاثة أيام متواصلة أصبت فيها بحالة من الإحباط الشديد لتعذر وصولي إلى مدونتي ومدونة الأصدقاء.
فأنا من الذين لا يطيقون الجلوس في مقاهي الأنترنت، ولا أستطيع الكتابة إلا عبر جهازي الخاص الذي لا أستطيع عنه حولا.

وقد توهمت أول الأمر أن الخلل في جهازي لا في خطوط الاتصال، ولكن عندما غابت حرارة الاتصال عن الجهاز وعن الهاتف نهائيا أيقنت أن مصدر العطب كامن لا محالة في خيوط وزارة الاتصال التي تصبح في لحظات المطر القصيرة القليلة التي تعرفها مدينة مراكش أوهى من خيوط العنكبوت.

وقد استغرق أمر إصلاح ذلل الخلل الفني مدة أسبوع كامل بين طلب الشكوى لدى المصالح المختصة أولا، وانتظار خروج التقني المختص ثانيا لتتبع مسار حرارة الاتصال عبر البنية التحتية للشبكة، ومن ثم الكشف عن نقطة تماس أو تقطع الخطوط، قبل معالجة الضرر وإرجاع الوضع إلى حالته الطبيعية.

ولكن، هل ينجح تقنيو وزارتنا في الاتصال في ترميم خيوط التفكير ولملمة جراح التمزق النفسي الذي يصيب المغاربة الكادحين بسبب جشعها وسلوكها البيروقراطي في معاملتهم ..؟؟!

هيهات ثم هيهات !!، فالجانب المعنوي والنفسي هو ما لاتعيره مصالح وزاراتنا في هذا البلد أي اهتمام رغم كثرة الكلام عن ثقافة حقوق الإنسان في هذه الأيام…
وكيف لها أن تعوض المواطنين عن الأضرار النفسية وهي تتردد وتراوغ كثيرا حتى في تعويض الأضرار المادية الجسيمة وتكيل في سبيل الإجحاف بحقوق المواطن بكل مكاييل التطفيف.

وأصعب شئ على المواطن المغربي المغلوب على أمره التفكير في ولوج أبواب مصالح حكوماتنا ووزاراتنا المعنية بأمر المواطن للشكوى، أما أمر الولوج إلى تلك المصالح المختلفة وتخطي عتبة الأبواب فدونه ما دونه من انتظار وتسويف ومماطلة…!!

الآن، وبعد أن عادت الحرارة إلى الهاتف وارتفع صبيب الأنترنت المتدفق إلى جهازي أحسست ، مع الأسف الشديد، بانخفاض شديد في منسوب شغب التفكير والتعبير لدي، وكأن خواطري قد جمحت بعيدا عن ساحة مدونتي فيما يشبه حالة الاحتجاج المضاد على هذه الحالة الطارئة أسبوعا آخر حتى مرت كل هذه الأيام الطوال العجاف التي جاوزت في عدتها عشرين يوما، أو يزيد.

والحمد لله فقد بدأ مزاجي الذي عكرته خطوط الاتصال المهترئة يعود إلى صفائه واتزانه، وقد آن لخيول تفكيري وتعبيري أن تعود لمضمارها بعد فتره جموح وسراح مؤقت. وأن تركض عبر مساحة هذه المدونة بحرية وفي كل اتجاه.

شكرا لكل من تفقد مدونتي خلال أيام السبات الاضطراري، فسأل عني عبر التعليق أو المراسلة.
وليعذرني الأصدقاء إن غبت عنهم وعن مدوناتهم بتعليقاتي وكلماتي العابرة.

ليست هناك تعليقات: