كتب يوم السبت,كانون الثاني 14, 2006
ربما تغيرت مشاعر الرجل العربي قليلا أو كثيرا تجاه زوجته عند مقدم الأطفال إلى دنيا حياتهما. فترجح عاطفة الأبوة الجامحة على كل العواطف التى ادخرها لها سابقا، ويدخل الزوج مرحلة جديدة من الهواجس تكاد تشغله تماما عنها.
ويعلق الأب، خلال فترة الحمل، كل آماله العريضة على مافي بطن الأم، وتتملكه مشاعر خوف كبيرة على الوضع الصحي لخلفه وسره غير عابئ بمصير الأم والزوجة، وخاصة عندما تضطره ظروف عمله إلى التغيب عن بيت الأسرة، فتصيبه حالة من الذهول المزمنة تكاد تنسيه أن في حياته امرأة وزوجة؛ فإذا تذكر أو تخيل سارعت صورة المولود المرتقب إلى الواجهة ماحية كل ذكريات الغرام والهيام والأشواق الملتهبة إبان أوقات التعارف الأولى، وربما لم يكن لها نصيب ما حتى في مجرد دعائه، عند ركوعه أو سجوده.
وفي الحكاية التالية إشارة وعبرة :
( حكي أن رجلا كانت له امرأة حاملا وأراد سفرا، فلما خرج لسفره قال: اللهم إني استودعتك ما في بطن هذه المرأة، ثم غاب. فلما قدم من سفره سأل عنها، فقيل له: إنها ماتت وهي حامل. فلما كان الليل خرج إلى المقابر فرآى نورا فتبعه فإذا هو في قبرها، فنبش عليها فإذا بالصبي يرضع في ثديها، فهتف به هاتف:
ياهذا إنك قد استودعتنا الولد فوجدته أما أنك لو استودعتنا أمه لوجدتهما جميعا). (1)
———–
هامش:
(1) الحكاية مقتبسة من كتاب ( إيقاظ الهمم… ) لابن عجيبة توفي بالطاعون عام 1224 هج. وهو أحد رجال التصوف
ربما تغيرت مشاعر الرجل العربي قليلا أو كثيرا تجاه زوجته عند مقدم الأطفال إلى دنيا حياتهما. فترجح عاطفة الأبوة الجامحة على كل العواطف التى ادخرها لها سابقا، ويدخل الزوج مرحلة جديدة من الهواجس تكاد تشغله تماما عنها.
ويعلق الأب، خلال فترة الحمل، كل آماله العريضة على مافي بطن الأم، وتتملكه مشاعر خوف كبيرة على الوضع الصحي لخلفه وسره غير عابئ بمصير الأم والزوجة، وخاصة عندما تضطره ظروف عمله إلى التغيب عن بيت الأسرة، فتصيبه حالة من الذهول المزمنة تكاد تنسيه أن في حياته امرأة وزوجة؛ فإذا تذكر أو تخيل سارعت صورة المولود المرتقب إلى الواجهة ماحية كل ذكريات الغرام والهيام والأشواق الملتهبة إبان أوقات التعارف الأولى، وربما لم يكن لها نصيب ما حتى في مجرد دعائه، عند ركوعه أو سجوده.
وفي الحكاية التالية إشارة وعبرة :
( حكي أن رجلا كانت له امرأة حاملا وأراد سفرا، فلما خرج لسفره قال: اللهم إني استودعتك ما في بطن هذه المرأة، ثم غاب. فلما قدم من سفره سأل عنها، فقيل له: إنها ماتت وهي حامل. فلما كان الليل خرج إلى المقابر فرآى نورا فتبعه فإذا هو في قبرها، فنبش عليها فإذا بالصبي يرضع في ثديها، فهتف به هاتف:
ياهذا إنك قد استودعتنا الولد فوجدته أما أنك لو استودعتنا أمه لوجدتهما جميعا). (1)
———–
هامش:
(1) الحكاية مقتبسة من كتاب ( إيقاظ الهمم… ) لابن عجيبة توفي بالطاعون عام 1224 هج. وهو أحد رجال التصوف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق