كتب يوم الخميس,كانون الثاني 12, 2006
عندما هبت رياح ( برامج الواقع) على بعض التليفزيونات العربية التي استقطبت عينات مختلفة من الشباب العرب الذكور و الإناث، من المحيط إلى الخليج، ومن كل البلدان المحافظة والمتفتحة، والغنية والفقيرة، خيل إلي أن حلم الوحدة العربية قد تحقق أخيرا، وأننا قد دخلنا عهد الجمهورية العربية (التليفزيونية) من بابه الواسع، فلا حديث هنا عن الخلافات الحدودية، ولا عن التصعيد العسكري لدول الجوار، ولا عن المضاربات النفطية، ولا المزايدات السياسية…
حياة هادئة، ومرح يبدو بريئا أو أريد له أن يبدو كذلك، لشباب وشابات في عمر الزهور المتفتحة … يمضون الساعات الطويلة في الأكل والنوم والمرح والغناء بعد أن طووا صفحة الدروس المملة، ونسوا وجوه مدرسيهم القاسية العابسة.
يحدث كل هذا على مرأى ومسمع من الجميع، ومن خلال بث مباشر لا يكاد ينقطع إلا لعرض الوصلات الإشهارية، والمعجبون والمعجبات من خارج التليفزيون تتفطر أكبادهم، ويهيمون في أودية الخيالات الحالمة، بين مفتون ومجنون ومخبول.
وعند نهاية الأ سبوع يستفيق الجميع على كابوس (البرايم)، وتدق ساعة الحسم لتوديع أو لطرد أحد مواطني تلك الجمهورية التليفزيونية الحالمة، ليلقى به خارج الشاشة غير مأسوف عليه، وليودع وداعا له ألف دلالة ودلالة .
وعند إعلان نتائج التصويت فقط، يتبخر الحلم العربي اللذيذ وتنكشف اللعبة، وينجلي المستور، وتصدمنا الحقيقة الراسخة على أرض وطننا العربي أن: (لا وحدة إلا على اللاوحدة)، فأول الخارجين من هذه البرامج الحية في نسختها العربية هم أبناء الدول الأقل عددا وعدة.. ولأنهم مساكين، وليس لذويهم ما يكفي من الرصيد الهاتفي لإبقائهم داخل الشاشة أطول فترة ممكنة، عليهم أن يتقبلوا نتيجة التصويت، ولوعلى مضض، ولكن يحق لهم أن يتعللوا بألف سبب وسبب.
عندما هبت رياح ( برامج الواقع) على بعض التليفزيونات العربية التي استقطبت عينات مختلفة من الشباب العرب الذكور و الإناث، من المحيط إلى الخليج، ومن كل البلدان المحافظة والمتفتحة، والغنية والفقيرة، خيل إلي أن حلم الوحدة العربية قد تحقق أخيرا، وأننا قد دخلنا عهد الجمهورية العربية (التليفزيونية) من بابه الواسع، فلا حديث هنا عن الخلافات الحدودية، ولا عن التصعيد العسكري لدول الجوار، ولا عن المضاربات النفطية، ولا المزايدات السياسية…
حياة هادئة، ومرح يبدو بريئا أو أريد له أن يبدو كذلك، لشباب وشابات في عمر الزهور المتفتحة … يمضون الساعات الطويلة في الأكل والنوم والمرح والغناء بعد أن طووا صفحة الدروس المملة، ونسوا وجوه مدرسيهم القاسية العابسة.
يحدث كل هذا على مرأى ومسمع من الجميع، ومن خلال بث مباشر لا يكاد ينقطع إلا لعرض الوصلات الإشهارية، والمعجبون والمعجبات من خارج التليفزيون تتفطر أكبادهم، ويهيمون في أودية الخيالات الحالمة، بين مفتون ومجنون ومخبول.
وعند نهاية الأ سبوع يستفيق الجميع على كابوس (البرايم)، وتدق ساعة الحسم لتوديع أو لطرد أحد مواطني تلك الجمهورية التليفزيونية الحالمة، ليلقى به خارج الشاشة غير مأسوف عليه، وليودع وداعا له ألف دلالة ودلالة .
وعند إعلان نتائج التصويت فقط، يتبخر الحلم العربي اللذيذ وتنكشف اللعبة، وينجلي المستور، وتصدمنا الحقيقة الراسخة على أرض وطننا العربي أن: (لا وحدة إلا على اللاوحدة)، فأول الخارجين من هذه البرامج الحية في نسختها العربية هم أبناء الدول الأقل عددا وعدة.. ولأنهم مساكين، وليس لذويهم ما يكفي من الرصيد الهاتفي لإبقائهم داخل الشاشة أطول فترة ممكنة، عليهم أن يتقبلوا نتيجة التصويت، ولوعلى مضض، ولكن يحق لهم أن يتعللوا بألف سبب وسبب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق