كتب يوم السبت,شباط 11, 2006
أقدم في هذا الإدراج قراءة لأهم الأفكار التي تروج الآن على الشبكة العنكبوتية، وفي المشهد الإعلامي العربي بخصوص قضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لشخص الرسول الكريم منذ صدورها بنحو ثلاثة شهور أو يزيد، ملخصة ومركزة في النقط التالية:
· تفانى جميع المسلمين في إعلان حبهم للرسول الكريم، واسترخصوا في سبيل ذلك مهجهم وأرواحهم، وسطروا صفحات مشرقة عبقة من الإطراء والثناء على سيرته الشريفة، وتفننوا في طرق الصلاة والتسليم على حضرته الكريمة…
· يمكن اعتبار خروج جماهير المسلمين الحاشدة، في كافة البلدان العربية والإسلامية إلى الشوارع واحتجاجاتهم بطرق مختلفة ومتفاوتة أمام العواصم الأوربية المعنية بقضية الرسوم الكاريكاتورية أكبر دليل على هذا الحب المتمكن في النفوس، وعلى روح الإيمان المتغلغلة في القلوب . وهذا ما يفتقده الأوربيون، ويثير إعجابهم ويدفعهم ربما أكثر إلى الاهتمام بالإسلام ومدارسته . (ورب ضارة نافعة).
· تفاوتت مظاهر التجاوب العاطفي المختلفة بين الدعاء على أصحاب الرسوم بالويل والثبور، واستعجال العقاب المعجل الماحق لهم من الله عز وجل في الدنيا قبل الآخرة، وبين الدعاء لهم بالهداية والتوبة، أسوة بصنيع الرسول الكريم مع الذين آذوه وانتقدوه من الكفار، فلم يؤثر ذلك فيه ولم يحل بينه وبين الاستمرار في تبليغ الأمانة ونشر الرسالة الإسلامية السمحة، ثقة في عون الله ونصرته.
· حذر الكثيرون من الانجراف العاطفي المفرط، ودعوا إلى التزام التروي والهدوء، والتدبير العقلاني للمشكلة بدل التمادي العاطفي المفرط إلى حد النهب والتكسير والحرق، وتدمير وتعطيل مصالح العباد.
· أعرب الكثيرون عن تخوفهم من تنامي موجة العنف والتخريب التي قد يتخذها الأعداء ذريعة أخرى لمزيد من الإهانات والتدخلات، لأننا وإن كنا نملك أقوالا وردود أفعال، فينبغي أن ننتبه إلا أن العدو يملك ذلك وزيادة… وشتان بين صواريخنا الكلامية التي تضيع في الهواء وصواريخهم الحقيقية المدمرة المنصوبة في اتجاهنا.
· أعطى هذا الخروج الحاشد الانطباع الأكيد بأن الأمة العربية الإسلامية لا زالت بخير، وإذا كان القصد من تلك الرسوم هو جس نبض الشارع العربي والإسلامي، فلا شك أن النتيجة قد خيبت ظن من سولت لهم نفسهم اقتراف ذلك الفعل الشنيع. خاصة وأن موضوع تلك الرسوم قد تم الإعداد له إعدادا خاصا من قبل المشرفين على الصحيفة الدنمركية المعلومة، وأنها كانت قد هيأت الجمهور الدنمركي لتقبل تلك الرسوم التي استنفرت لها حفنة من الرسامين الكاركاتوريين في ( إطار مسابقة )، وربما تكون قد اقترحت عليهم ما اقترحت تحت أعين المراقبين والمسؤولين. وكل ذلك تم تحت غطاء الحرية الفردية، و ذريعة استقلال التعبير الصحافي عن أجهزة الدولة الدنمركية التي آثرت أن تدفن رأسها في الرمال، مكتفية بإعلان براءتها من عمل الصحافة الذي يبقى شأنا خاصا بها، وعليها وحدها تقع المسؤولية.
· ويعتقد البعض أن المسألة لا ينبغي أن تبقى محصورة في الدنمرك وحدها، وإن احتلت مكان الواجهة، وإنما فيما يمكن أن يكون وراءها ( فوراء الأكمة ما وراءها! )، ومن هنا بدأ البعض يلوح بنظرية المؤامرة ويشير إلى قائمة المتآمرين الطويلة المعروفة. وإلا فما الذي جعل تلك الصحيفة تحجم عن نشر رسوم كاريكاتورية أخرى عرضت عليها، كما أشارت إلى ذلك بعض التقارير الصحفية الأوربية المطلعة، كرسوم المحرقة، أورسوم النبي عيسى عليه السلام؟!! أم لأن مشاعر المسلمين أقل قيمة في نظرها من مشاعر اليهود وحتى المسيحيين مع احترامنا وتقديرنا لكل الرموز الدينية السماوية. ؟!!
· فالسؤال الذي يبقى عالقا هو: من الذي أعطى هذه الفكرة السيئة للرسامين الدنمركيين عن سابق إصرار وترصد؟ وحبذا لو أجاب أولئك الرسامون أنفسهم عن هذا السؤال، حتى تنجلي الحقيقة، وتنكشف خيوط تلك المؤامرة الرفيعة؟ ثم لماذا؟ ولأي غرض؟ وكيف غرر بهم وجروا إلى هذه اللعبة السخيفة التي ربما لجهلهم أو تجاهلهم حسبوها لعبة أو نكتة سخيفة من حياتهم المادية التافهة العابرة المليئة بالعهر والشذوذ والتحلل من كافة الالتزامات الأخلاقية، أو نوعا من المزاح الثقيل الذي يمكن أن يحول الإسلام إلى نوع من ( الإسلاموفوبيا ) المحرضة للدنمركيين وللأوربيين كافة ضد مسلمي أوربا لإخراجهم والتحايل على طردهم ، وهو ما تسعى إليه فرنسا الآن حيث قررت التخلص من العناصر الأجنبية غير المنتجة أو غير النافعة لاقتصادها. لا شك أن أولئك الرسامين قد أدركوا الآن، وبعد أن سبق السيف العذل، أنهم كانوا يلعبون بالنار، وأن لعبهم الذي ربما اعتبروه نوعا من المزاح قد انقلب إلى جد، وأنهم من حيث لا يشعرون، أثاروا فتنة بل فجروا قنبلة!! أو ليس هذا إرهابا؟ أم عن أي إرهاب آخر يتحدثون ليل نهار..!!
· بعض الأصوات وجهت أصابع الاتهام إلى الداخل قبل الخارج، وإلى واقع العرب والمسلمين أنفسهم قبل غيرهم، بسبب ابتعادهم عن جوهر الدين، وبسبب تخلفهم وتخاذلهم وتناحرهم وانقسامهم إلى طوائف شتى يكفر بعضها بعضا؛ فهذا شيعي وهذا سني، وهذا متطرف وهذا معتدل، وهذا علماني ملحد وهذا أصولي، وهذا رجعي وهذا تقدمي… و مما زاد الطين بلة تخبط جميع أمورنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفشل برامجنا التعليمية والتنموية. فربما نكون نحن من أعطيناهم الانطباع بأننا على هذه الحالة التي نتحمل جانبا كبيرا من عبئها، ثم نحن الذين سمحنا لأنفسنا بالخنوع والخضوع لهم. فهم قد استعمرونا قديما ودفعنا لهم الثمن غاليا لتحررنا من النفس والعرض والمال، ولكن استعمارهم الحقيقي لنا ظل مستمرا إلى الآن لأننا نعتمد عليهم في كل شئ.
· وتساءل البعض عن طبيعة موقف الفاتيكان، رغم كل ما أبداه المسيحيون العرب من شجب واستنكار.
· ولم يغفل البعض أن يشيد بجهود بعض الباحثين والدارسين الأكاديميين ومعظم مثقفي أوربا المسلمين أو المتعاطفين مع الثقافة العربية والإسلامية، وخاصة أولئك المتحررين من النزعات الاستشراقية الاستعمارية البغيضة، وكثير من هيئاتها العلمية والحقوقية والجمعوية، وكل الفعاليات الغربية النزيهة التى رسمت بالقلم وبالحروف صورة نقية ناصعة مشرقة للإسلام، بل إن بعض الجهود الغربية ذهبت بعيدا عندما بوأت شخص الرسول الكريم المكانة العظمى، والدرجة البشرية الأولى باعتباره أعظم قائد في تاريخ الإنسانية جمعاء.
· و لكن تبقى الكلمة الأولى والأخيرة في هذا الموضوع الشائك، أو الذي أريد له أن يكون كذلك، للمسلمين. ولكن، إذا استطاعوا توحيد صفوفهم وتكوين رأي متبلور حقيقي للمجتمع الإسلامي كله بعيدا عن كل المزايدات والمصالح الضيقة الرخيصة، إرضاء للحكام والسياسيين المنتفعين في الداخل أو الخارج.
· وفي إطار تفعيل المقاطعة التي اعتبرت أنجع الحلول وأقوى سلاح للمواجهة، قام الكثيرون بجرد قائمة بأسماء جميع المنتجات الدنمركية المسوقة إلى العالم العربي والإسلامي المراد مقاطعتها، وخاصة مواد الحليب ومشتقاته، والمشروبات، والآلات الصناعية والالكترونيات وغير ذلك، وكذا المنتجات الأوربية التي تساهم الشركات الاسرائيلية فيها، أو تلك التي يذهب بعض ريعها لخدمة مصالح اليهود في الأراضي المحتلة.
· كما ناشد البعض الهيئات التعليمية داخل العالم الإسلامي كله بتخصيص حصص وأيام دراسية لشرح السيرة النبوية، والعمل على تخليصها من جميع الشكوك والأوهام التي علقت بها، كما طالب البعض بالصوم الجماعي خلال أيام محددة مع ترديد أدعية وأذكار مناسبة.
· و تجمع الآراء على ضرورة تصحيح الصورة المزيفة السيئة عن المسلمين والتي يسعى الأعداء جاهدين لإقناع العالم (الحر) بها، بتقديم الصورة الحقيقية الناصعة منذ أكثر من أربعة عشر قرنا قبل أن يعلوها الصدأ، في وقت قصير، نتيجة تقصيرنا وتفريطنا. وهذا لن يتأتى إلا بتطوير حقيقي وفعال لجميع القدرات الذاتية للمسلمين المشتتة والضائعة في حمأة الانشقاقات والاختلافات والمصالح الذاتية الضيقة، كخطوة لتحقيق الاستقلال التام عن الغرب، الذي يكبلنا بحاجتنا إليه. وهذا لن يتحقق إلا إذا اقترنت الوحدة بالإرادة وبالعدل وبالعمل وبالتآخي وبالتسامح.
· وفي النهاية لا بد لساستنا أن يضعوا أمام أعينهم هذا الدرس الذي قدمه صلاح الدين الأيوبي للمسلمين عندما جعل الوحدة شرطا أساسيا للقضاء على جميع الفتن والأمراض الظاهرة والباطنة، ولم الطاقات المتفرقة الضعيفة في طاقة واحدة قوية. وقد طبق ذلك في كثير من المواقف الحرجة؛ ومن ذلك قوله من رسالة إلى الخليفة العباسي: ( ولو أن أمور الحرب تصلحها الشركة لما عز علينا أن يكون هناك كثير من المشاركين، ولا ساءنا أن تكون الدنيا كثيرة المالكين، وإنما أمور الحرب لا تحتمل في التدبير غير الوحدة ).
أقدم في هذا الإدراج قراءة لأهم الأفكار التي تروج الآن على الشبكة العنكبوتية، وفي المشهد الإعلامي العربي بخصوص قضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لشخص الرسول الكريم منذ صدورها بنحو ثلاثة شهور أو يزيد، ملخصة ومركزة في النقط التالية:
· تفانى جميع المسلمين في إعلان حبهم للرسول الكريم، واسترخصوا في سبيل ذلك مهجهم وأرواحهم، وسطروا صفحات مشرقة عبقة من الإطراء والثناء على سيرته الشريفة، وتفننوا في طرق الصلاة والتسليم على حضرته الكريمة…
· يمكن اعتبار خروج جماهير المسلمين الحاشدة، في كافة البلدان العربية والإسلامية إلى الشوارع واحتجاجاتهم بطرق مختلفة ومتفاوتة أمام العواصم الأوربية المعنية بقضية الرسوم الكاريكاتورية أكبر دليل على هذا الحب المتمكن في النفوس، وعلى روح الإيمان المتغلغلة في القلوب . وهذا ما يفتقده الأوربيون، ويثير إعجابهم ويدفعهم ربما أكثر إلى الاهتمام بالإسلام ومدارسته . (ورب ضارة نافعة).
· تفاوتت مظاهر التجاوب العاطفي المختلفة بين الدعاء على أصحاب الرسوم بالويل والثبور، واستعجال العقاب المعجل الماحق لهم من الله عز وجل في الدنيا قبل الآخرة، وبين الدعاء لهم بالهداية والتوبة، أسوة بصنيع الرسول الكريم مع الذين آذوه وانتقدوه من الكفار، فلم يؤثر ذلك فيه ولم يحل بينه وبين الاستمرار في تبليغ الأمانة ونشر الرسالة الإسلامية السمحة، ثقة في عون الله ونصرته.
· حذر الكثيرون من الانجراف العاطفي المفرط، ودعوا إلى التزام التروي والهدوء، والتدبير العقلاني للمشكلة بدل التمادي العاطفي المفرط إلى حد النهب والتكسير والحرق، وتدمير وتعطيل مصالح العباد.
· أعرب الكثيرون عن تخوفهم من تنامي موجة العنف والتخريب التي قد يتخذها الأعداء ذريعة أخرى لمزيد من الإهانات والتدخلات، لأننا وإن كنا نملك أقوالا وردود أفعال، فينبغي أن ننتبه إلا أن العدو يملك ذلك وزيادة… وشتان بين صواريخنا الكلامية التي تضيع في الهواء وصواريخهم الحقيقية المدمرة المنصوبة في اتجاهنا.
· أعطى هذا الخروج الحاشد الانطباع الأكيد بأن الأمة العربية الإسلامية لا زالت بخير، وإذا كان القصد من تلك الرسوم هو جس نبض الشارع العربي والإسلامي، فلا شك أن النتيجة قد خيبت ظن من سولت لهم نفسهم اقتراف ذلك الفعل الشنيع. خاصة وأن موضوع تلك الرسوم قد تم الإعداد له إعدادا خاصا من قبل المشرفين على الصحيفة الدنمركية المعلومة، وأنها كانت قد هيأت الجمهور الدنمركي لتقبل تلك الرسوم التي استنفرت لها حفنة من الرسامين الكاركاتوريين في ( إطار مسابقة )، وربما تكون قد اقترحت عليهم ما اقترحت تحت أعين المراقبين والمسؤولين. وكل ذلك تم تحت غطاء الحرية الفردية، و ذريعة استقلال التعبير الصحافي عن أجهزة الدولة الدنمركية التي آثرت أن تدفن رأسها في الرمال، مكتفية بإعلان براءتها من عمل الصحافة الذي يبقى شأنا خاصا بها، وعليها وحدها تقع المسؤولية.
· ويعتقد البعض أن المسألة لا ينبغي أن تبقى محصورة في الدنمرك وحدها، وإن احتلت مكان الواجهة، وإنما فيما يمكن أن يكون وراءها ( فوراء الأكمة ما وراءها! )، ومن هنا بدأ البعض يلوح بنظرية المؤامرة ويشير إلى قائمة المتآمرين الطويلة المعروفة. وإلا فما الذي جعل تلك الصحيفة تحجم عن نشر رسوم كاريكاتورية أخرى عرضت عليها، كما أشارت إلى ذلك بعض التقارير الصحفية الأوربية المطلعة، كرسوم المحرقة، أورسوم النبي عيسى عليه السلام؟!! أم لأن مشاعر المسلمين أقل قيمة في نظرها من مشاعر اليهود وحتى المسيحيين مع احترامنا وتقديرنا لكل الرموز الدينية السماوية. ؟!!
· فالسؤال الذي يبقى عالقا هو: من الذي أعطى هذه الفكرة السيئة للرسامين الدنمركيين عن سابق إصرار وترصد؟ وحبذا لو أجاب أولئك الرسامون أنفسهم عن هذا السؤال، حتى تنجلي الحقيقة، وتنكشف خيوط تلك المؤامرة الرفيعة؟ ثم لماذا؟ ولأي غرض؟ وكيف غرر بهم وجروا إلى هذه اللعبة السخيفة التي ربما لجهلهم أو تجاهلهم حسبوها لعبة أو نكتة سخيفة من حياتهم المادية التافهة العابرة المليئة بالعهر والشذوذ والتحلل من كافة الالتزامات الأخلاقية، أو نوعا من المزاح الثقيل الذي يمكن أن يحول الإسلام إلى نوع من ( الإسلاموفوبيا ) المحرضة للدنمركيين وللأوربيين كافة ضد مسلمي أوربا لإخراجهم والتحايل على طردهم ، وهو ما تسعى إليه فرنسا الآن حيث قررت التخلص من العناصر الأجنبية غير المنتجة أو غير النافعة لاقتصادها. لا شك أن أولئك الرسامين قد أدركوا الآن، وبعد أن سبق السيف العذل، أنهم كانوا يلعبون بالنار، وأن لعبهم الذي ربما اعتبروه نوعا من المزاح قد انقلب إلى جد، وأنهم من حيث لا يشعرون، أثاروا فتنة بل فجروا قنبلة!! أو ليس هذا إرهابا؟ أم عن أي إرهاب آخر يتحدثون ليل نهار..!!
· بعض الأصوات وجهت أصابع الاتهام إلى الداخل قبل الخارج، وإلى واقع العرب والمسلمين أنفسهم قبل غيرهم، بسبب ابتعادهم عن جوهر الدين، وبسبب تخلفهم وتخاذلهم وتناحرهم وانقسامهم إلى طوائف شتى يكفر بعضها بعضا؛ فهذا شيعي وهذا سني، وهذا متطرف وهذا معتدل، وهذا علماني ملحد وهذا أصولي، وهذا رجعي وهذا تقدمي… و مما زاد الطين بلة تخبط جميع أمورنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفشل برامجنا التعليمية والتنموية. فربما نكون نحن من أعطيناهم الانطباع بأننا على هذه الحالة التي نتحمل جانبا كبيرا من عبئها، ثم نحن الذين سمحنا لأنفسنا بالخنوع والخضوع لهم. فهم قد استعمرونا قديما ودفعنا لهم الثمن غاليا لتحررنا من النفس والعرض والمال، ولكن استعمارهم الحقيقي لنا ظل مستمرا إلى الآن لأننا نعتمد عليهم في كل شئ.
· وتساءل البعض عن طبيعة موقف الفاتيكان، رغم كل ما أبداه المسيحيون العرب من شجب واستنكار.
· ولم يغفل البعض أن يشيد بجهود بعض الباحثين والدارسين الأكاديميين ومعظم مثقفي أوربا المسلمين أو المتعاطفين مع الثقافة العربية والإسلامية، وخاصة أولئك المتحررين من النزعات الاستشراقية الاستعمارية البغيضة، وكثير من هيئاتها العلمية والحقوقية والجمعوية، وكل الفعاليات الغربية النزيهة التى رسمت بالقلم وبالحروف صورة نقية ناصعة مشرقة للإسلام، بل إن بعض الجهود الغربية ذهبت بعيدا عندما بوأت شخص الرسول الكريم المكانة العظمى، والدرجة البشرية الأولى باعتباره أعظم قائد في تاريخ الإنسانية جمعاء.
· و لكن تبقى الكلمة الأولى والأخيرة في هذا الموضوع الشائك، أو الذي أريد له أن يكون كذلك، للمسلمين. ولكن، إذا استطاعوا توحيد صفوفهم وتكوين رأي متبلور حقيقي للمجتمع الإسلامي كله بعيدا عن كل المزايدات والمصالح الضيقة الرخيصة، إرضاء للحكام والسياسيين المنتفعين في الداخل أو الخارج.
· وفي إطار تفعيل المقاطعة التي اعتبرت أنجع الحلول وأقوى سلاح للمواجهة، قام الكثيرون بجرد قائمة بأسماء جميع المنتجات الدنمركية المسوقة إلى العالم العربي والإسلامي المراد مقاطعتها، وخاصة مواد الحليب ومشتقاته، والمشروبات، والآلات الصناعية والالكترونيات وغير ذلك، وكذا المنتجات الأوربية التي تساهم الشركات الاسرائيلية فيها، أو تلك التي يذهب بعض ريعها لخدمة مصالح اليهود في الأراضي المحتلة.
· كما ناشد البعض الهيئات التعليمية داخل العالم الإسلامي كله بتخصيص حصص وأيام دراسية لشرح السيرة النبوية، والعمل على تخليصها من جميع الشكوك والأوهام التي علقت بها، كما طالب البعض بالصوم الجماعي خلال أيام محددة مع ترديد أدعية وأذكار مناسبة.
· و تجمع الآراء على ضرورة تصحيح الصورة المزيفة السيئة عن المسلمين والتي يسعى الأعداء جاهدين لإقناع العالم (الحر) بها، بتقديم الصورة الحقيقية الناصعة منذ أكثر من أربعة عشر قرنا قبل أن يعلوها الصدأ، في وقت قصير، نتيجة تقصيرنا وتفريطنا. وهذا لن يتأتى إلا بتطوير حقيقي وفعال لجميع القدرات الذاتية للمسلمين المشتتة والضائعة في حمأة الانشقاقات والاختلافات والمصالح الذاتية الضيقة، كخطوة لتحقيق الاستقلال التام عن الغرب، الذي يكبلنا بحاجتنا إليه. وهذا لن يتحقق إلا إذا اقترنت الوحدة بالإرادة وبالعدل وبالعمل وبالتآخي وبالتسامح.
· وفي النهاية لا بد لساستنا أن يضعوا أمام أعينهم هذا الدرس الذي قدمه صلاح الدين الأيوبي للمسلمين عندما جعل الوحدة شرطا أساسيا للقضاء على جميع الفتن والأمراض الظاهرة والباطنة، ولم الطاقات المتفرقة الضعيفة في طاقة واحدة قوية. وقد طبق ذلك في كثير من المواقف الحرجة؛ ومن ذلك قوله من رسالة إلى الخليفة العباسي: ( ولو أن أمور الحرب تصلحها الشركة لما عز علينا أن يكون هناك كثير من المشاركين، ولا ساءنا أن تكون الدنيا كثيرة المالكين، وإنما أمور الحرب لا تحتمل في التدبير غير الوحدة ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق