الثلاثاء، 12 فبراير 2008

أسئلة التدوين

كتب يوم السبت,آب 26, 2006

الآن، وبعد أن قطع التدوين العربي أشواطا متقدمة، في حساب الزمن الافتراضي، وبعد أن اغتنى بكثير من تجارب النجاح و التخبط أو الفشل، يحق لنا أن نتمهل قليلا، ونلقي نظرة متأملة صوب خطواتنا السابقة على دروب التدوين العربي التي بدأت تلتف وتتشابك كما الحديقة المهملة التي تحتاج إلى تهذيب وتشذيب…

لن أطيل الكلام، وسأكتفي في هذا الإدراج بطرح مجموعة من أسئلة التدوين. وهي أسئلة يمكن أن تكون أجوبتها في نفس كل مدون أو قارئ أو زائر. ولست وصيا على أحد، ولا مسؤولا مفوضا من أحد عن هيأة التدوين العربي، ولا يحق لي أن أفرض رأيا على أحد؛ فكل مدون أدرى بنفسه، وتعلم الخِمْرة لا يُهدى للعَوان، كما قالت العرب قديما في أمثالها.

غير أن طرح السؤال في حد ذاته أمر مهم لأنه يتيح إمكانية الجواب، وقد يمهد لحوار أو نقاش يثمر في العقل والنفس والوجدان، حتى ترجع جداول التدوين العربي إلى ينابيعها وإلى صفائها، قبل أن تضيع في صحراء قاحلة لا تأوي إليها إلا غربان الشؤم، والذئاب المتربصة والسباع الضارية ..

وعدد الضحايا المتساقطين صرعى أو جرحى على دروب التدوين كل يوم في ارتفاع؛ فكم من مدون أغلق مدونته، وفر هاربا بعرضه وعقله، وكم من مدون أصابته الخيبة من تعليق مستفز، وكم من مدون حل به اليأس، أو أقام بعالم التدوين على كره أو ضيم في انتظار أن ينصلح حاله مع قرائه، أو أن يستقيم نهج التدوين على أرض مستوية، وهيهات…!!وإليكم الآن هذه الأسئلة مرتبة حسب المجموعات التالية:

1 - أسئلة الانطلاق:
- لماذا جئت إلى عالم التدوين: هل صدفة، أم اختيارا، أم فرارا، أم اضطرارا..؟؟!!
- هل جئت زائرا أم مقيما، وما موقعك من آداب الزيارة أو السكن والتعايش في بيت (مكتوب) أو غيره..؟؟!!
- ماذا أعددت لمقامك في موقعك من (مكتوب) أو غيره، من زاد ومتاع وأثاث وتحف، إن كنت قررت إطالة المكوث ؟؟!!
- هل تملك مشروعا فكريا ما؟؟
- هل تتبنى قضية ما تحاول فرضها والدفاع عنها؟؟
- هل لديك ما يكفي من وضوح الرؤية حول ما تكتبه، وهل تؤمن بجدوى التدوين؟؟
- هل أخذت التدوين على محمل الجد، أم أنه مجرد محطة تجريبية وجس للنبض، أم هو محض عبث ولهو وتسلية. ؟؟

2 - أسئلة الحصاد:
- ماذا ربحت من التدوين؛ هل اكتسبت أصدقاء، أم إطراء، أم علاقات إنسانية جديدة، أم فهما جديدا، أم اتساعا لدائرة الوضوح لديك …؟؟!!
- ماذا ربحه غيرك من تدوينك …؟؟
- ماذا خسرته بسبب تدوينك، وماذا خسره غيرك أيضا ….؟؟

3 - أسئلة عملية:
- ما هي شروط النجاح التي توفرها لإدراجاتك، من حيث تخير الموضوع، تنسيق الخطوط بشكل ملائم مريح للعين والحس، تنظيم الفقرات، وضع علامات الترقيم في أماكنها الصحيحة، إغناء الإدراج بالمرفقات اللازمة كالصور والوثائق، والروابط ذات الصلة، والإحالات والهوامش الضرورية…؟؟
- هل تقرأ إدراجاتك بعد إرسالها على الشبكة، وهل تكلف نفسك عناء تصحيحها مرة أخرى، أم تتجاهلها وتتركها على حالها الأول ؟؟
- هل تقيس ما تكتبه على ما يكتبه غيرك، شكلا ومضمونا؟؟
- ما رأيك في المتحايلين لجلب أكبر عدد ممكن من القراء والمعلقين، إما بالمراوغة والمصادرة على الموضوعات والأفكار، وإما بالاستفزاز أو التحريض أو الإثارة؟؟
- أيهما أهم لديك قيمة موضوعاتك، أم عداد الزوار وكثرة التعليقات ؟؟
- هل عدد الزوار والمعلقين يتناسب دوما مع قيمة المدونة شكلا ومضمونا، وهل قلة الزوار وانعدام المعلقين يعني فشل المدونة وخلوها من كل قيمة موضوعية أو فنية؟؟
- ما رأيك في الذين يتسولون القراء والمعلقين، من خلال التجول واقتحام المدونات من غير استئذان أو لباقة أو احترام، ثم توزيع الإعلانات بغرض التشهير والإشهار والاستجداء، وبث الإعلانات المشبوهة والمغرضة؟؟

4 - أسئلة التواصل:
- هل استطاعت المدونات، ومن ضمنها مدونات (مكتوب) أن توحد بين العرب، قراء ومعلقين، أم أن التدوين، هو الآخر، يرسخ أفكار التشرذم والانقسام ؟؟.
- هل نوعية الإدراجات والتعليقات حالة مناسبة لقياس مدى انغلاق المدونات على الذات أم انفتاحها على المحيط العربي الخاص والعام.؟؟
- هل ربط المدونات مع بعضها البعض عبر الروابط وعبر المواقع المتخصصة والعامة كاف لفك العزلة عن المدونات العربية؟؟
- هل تقرأ فقط لمن يقرأ لك، وهل تعلق فقط على من يعلق على إدراجاتك؟؟
- هل تبحث عن ضالتك في المدونات أنى وجدتها..؟؟
- هل تشهر مدونتك، وهل لك نسخ أخرى منها على مواقع أخرى خاصة أو عامة؟؟
- ما هي نوع المشاكل التقنية والعملية التي تصادفك وتحد من انطلاقك ؟؟

5 - سؤالا المشروع:
- هل لديك الاستعداد للانخراط في مؤسسة التدوين الجماعي، جهويا أو قطريا أو عربيا..؟؟
- هل تحبذ وضع ميثاق شرف لعمل التدوين أم لا؟

هذه بعض الأسئلة وردت على الخاطر في هذه اللحظة وليست كل الأسئلة، وأكيد أن لدى الإخوة المدونين والقراء والزوار أسئلة كثيرة أخرى قد تفترق معها وقد تلتقي، وهذه مجرد خطوة أولى لتجميع أكبر قدر منها، قبل الشروع في البحث عن الأجوبة وإيجاد الحلول. وجل من لا يخطئ .

ليست هناك تعليقات: