الثلاثاء، 12 فبراير 2008

يوم لمدونتي

كتب يوم الأربعاء,آب 30, 2006

قررت أن أخصص هذا اليوم كُلَّه لمدونتي. سأُسْكِت وعيي وإحساسي بالوجود من حولي وأدخلُ مدينتي الافتراضية وحدي، وأبسط كل ما سودته في الأيام الخوالي من صفحات أمام ناظري على مائدة واحدة، وأعرضها بالطول والعرض على مرآة عقلي ونفسي وضميري؛ فقرة فقرة، وكلمة كلمة، وصعودا ونزولا، ومن أول إدراج إلى آخر إدراج، منتشيا بزادي، وأكل بعضي لبعضي…

سأتحدى نفسي بنفسي، وأخلق منها نفوسا كثيرة بعدد زوار مدونتي، وأتقمص حالاتهم في الإقبال وفي الإعراض، وفي القبول والرفض، وفي الاتفاق والاختلاف، وفي كل حالات التضاد والانقسام المتبقية…

سأتوارى عن الخلق برهة من الزمن، بعيدا عن الأنظار، حتى أمارس على نفسي طقوس التنكر، واحتفالية جلد الذات بالذات. وربما عضضت على شفتي بقوة أسفا على ما بدر مني، وربما قرعت سن الندم على ما فرطت فيه، في جانب من جوانب التفكير والتعبير التي لا تعد ولا تحصى….

أريد أن أنفض ما تراكم من غبار وتراب النسيان على كلماتي العابرة، وأعيد إلى بعض إدراجاتي المهملة العوانس قدرا من الاعتبار، وأمني نفسي دوما بالزوار والخطاب.

أعترف لكم أن إدراجاتي القديمة أقل حظا من إدراجاتي الحديثة، ربما بسبب فارق الزمن بينها، تماما مثلما يكون لفارق السن بين الأخت الصغرى والكبرى من ضرر أوأثر، رغم خروجهما من رحم واحد، وتعرضهما لنفس أو جاع المخاض العسير.

ومن ألقى منكم نظرة عجلى على إدراجاتي الأولى لشهر ديسمبر كانون الأول من سنة 2005، أو أول شهر من سنة 2006 أدرك هذه الحقيقة، وتملكه الإشفاق على حالها تماما عندما ينظر أحدنا إلى عانس، مع اعتذاري لكل عوانس العالم المغمورات والمشهورات، ولو كن من طينة كويندي رايس التي نجحت في إدارة أعناق وأرداف ساستنا وحكامنا العرب على إيقاع الهوى والرقص الأمريكي، بما عجزت عنه العذارى الفاتنات…

ولا أريد هنا أن أثير حفيظة العوانس، ولا أخلط هذا الموضوع الشخصي بالسياسة، ولكن الكلام قد يجر بعضه بعضا. ثم إني لا أومن كثيرا بنظرية فارق السن في أوساط الإناث أو حتى الذكور، لأن قيمة المرء تتحدد أكثر بما يتقنه أو يحسنه، وفيما يفيد به غيره، سواء أكان صغيرا أو كبيرا، جميلا أو دميما، أبيض أو أسود، قصيرا أو طويلا، غنيا أو فقيرا. وقد سبق لي أن أحطت ببعض جوانب هذا الموضوع في إدراجات سالفة.

سأعيد ترتيب إدراجاتي المتراكمة بشكل أكثر دقة وصرامة، مراعيا فيها وحدة الموضوع، وتشابه خطوط العرض والطول، لتبدو حزما متراصة يذوب بعضها في بعض، ويؤدي بعضها إلى بعض؛ كحزمة ما كتبته عن لبنان والمقاومة في فلسطين، وحزمة ما كتبته عن المدونات، وحزمة ما كتبته عن العراق، وبوش، وقضايا المغرب وتاريخه وتراثه، ومراكش، وغير ذلك مما تراه في قائمة الفئات..

فالمدونة من غير تنظيم وتنسيق، كالحديقة المهملة، وكبيتك الفوضوي الذي قد يعجزك ويتعبك عند البحث عن قبعتك، أو ساعة معصمك؛ فقد لا تهتدي إليهما إلا بعد بعثرة كل ما في الأدراج والرفوف…

سأوحد خط جميع الإدراجات على النمط العادي الأسود، باستثناء الاستشهادات والنقول التي سأجعلها باللون الأزرق، أما الشعر فقد ميزته باللون الأخضر.

سأجعل جملي قصيرة، والعلاقة فيها واضحة بين المسند والمسند إليه، لا تتعب القارئ كثيرا في إيجاد المبتدأ وخبره، أو الفعل وفاعله، بسبب تباعد موقعهما في سياق الجملة، أو كثرة ما يحول بينهما من جمل معترضة.

أفضل أن أقسم الفقرة الواحدة إلى مجموعة جمل بسيطة بدل أن أجعل الفقرة كلها جملة واحدة مركبة، وأترك فراغا بقدر سطر واحد بين الفقرتين، وفراغا عند بدية كل فقرة بقدر أربعة حروف..

لا أحب أن أرى حرفا متطرفا عند نهاية السطر مفصولا عن بقية الكلمة لدى أول السطر الموالي، ولا أحب الفاصلة أو النقطة تسبقني إلى بداية السطر…

سآخذ ما يكفي من وقتي لترتيب بيتي المتواضع، وإصلاح ما اختل من أوضاعه، وتداعى من أركانه، ليكون جديرا بأهله وزواره…

وليخصص إذن، كل مدون يوما لمدونته، ليجدد فيها النظر. وحبذا لو اتفقنا نحن ـ معشر المدونين ـ على يوم موحد نجعله خاصا بالتدوين العربي؛ كبقية الأيام العالمية، رغم تحفظي الشديد عليها…

ولتتحد همتنا، في هذا اليوم المخصوص، على المراجعة والتصحيح، ولينبه كل واحد منا غيره على أخطائه وهفواته، وعلى ما يمكن أن يقترحه من توجيه أو تصويب.

وقد اخترت هذا اليوم الموافق ل 30 من آب أغسطس، ومهدت لذلك سابقا بإدراجات مناسبة، ليكون يوما خاصا لمدونتي، وقد يمتد هذا اليوم، على قدر ما يسعف به الوقت للمراجعة والتقويم الذاتي.

فهل تقبلون هذه المبادرة، بعد أن أعياني انتظار الأجوبة المناسبة عن أسئلة التدوين التي طرحتها في الإدراج السابق، وهل تقبلون مني النقد والتصحيح، بشكل بعيد عن كل أشكال التنقيص والتجريح إذا زرت مدوناتكم مستقبلا…؟؟!!

وشكري وامتناني لكل من تواصل معي معترضا أو منتقدا، وجل من لا يخطئ، كما قلت سابقا، في نهاية ثاني إدراج من مدونتي…

ليست هناك تعليقات: