الجمعة، 8 فبراير 2008

خيال مجنح

كتب يوم الأربعاء,كانون الأول 28, 2005

يقوم علماء الفيزياء والطاقة والطيران اليوم، بأبحاث نظرية وتجارب ميدانية تهدف إلى مقاومة جاذبية الأرض، بقصد الوصول إلى تحقيق التحليق الحر للأجسام في الفضاء الواسع دونما حاجة إلى طاقة نووية هائلة، استعدادا للانفصال والتحرر من الجاذبية التي تبقينا في سجن الأرض.

وهذا الهدف، إن تحقق في الأمد القريب أو البعيد سيحرر الإنسان من كل الأ نماط والمظاهر ( الأفقية ) التي تطبع حياة الإنسان على وجه البسيطة الممتدة أفقيا، وستبدأ مرحلة جديدة من أنماط وأشكال أخرى لحياة أكثر ملامحها(عمودية)؛

تخيل معي مثلا أنك تسافر رأسا أو نزولا في طبقات الجو، وأن جميع سكان الأرض يقيمون في منازل ومدن معلقة بين السماء والأرض، وأن أرضنا قد خلت من العمران والمصانع والدخان، وأنها عادت كما كانت مزرعة كبيرة، وأنها قد دخلت مرحلة نقاهة سرمدية، تتخلص فيها من كل الأوضار والأوساخ العالقة بها منذ عهد أبينا آدم وأمنا حواء. لقد دخلنا في علاقتنا مع الأرض مرحلة جديدة مطبوعة بكثير من التهديد والوعيد، فهذه قضمة تسونامي وتلك صفعة كاترينا وذاك كي البراكين المحرقة وشواظ مواسم الجفاف الطويلة …

فهل أعذر من أنذر، وهل حان موسم الهجرة إلى عنان السماء، قبل أن تطوى صفحتنا على هذه الأرض بعُجـَرها وبُجـَرها، أو أن ندعها تخلد إلى بعض الراحة والسكينة…!!؟؟

ما أكثر عقوقنا لأمنا الأرض العجوز!!، وما أكثر عيثنا وإفسادنا فيها!!، وما أقل وفاءنا لبرها وحنانها!!.
قد يشقى الآباء بأبناهم وقد يشقى الأبناء بآبائهم، فيتخلى البعض عن البعض، ولكن ما أشقانا لو قررت أمنا الأرض التخلي عنا، فحبست غيثها وربيعها، وأوقفت نمو شجرها وزهرها، أو زادت شراهتها إلى التهامنا، أوطوتنا في بطنها طي السجل للكتاب؟؟!!

ليست هناك تعليقات: