الجمعة، 8 فبراير 2008

استراحة مراكشية

كتب يوم الخميس,كانون الأول 29, 2005

كان الأسبوع الأخير من سنة 2005 ممطرا، في مدينة مراكش الحمراء، لا أنكرأني أحب المطر يأتي من السماء، يغسل أديم الأرض المتجهم. ما أجمل أن تودع عامك القديم على إيقاع المطر والبَرَد لتستقبل عامك الجديد بوجه نقي صَبُوح.

خرجت إلى بعض البساتين المجاورة، أوغلت فيها حتى توارى خلفي الإسمنت والإسفلت.
البناء في مراكش واطِئ جدا، والنظر يمتد بعيدا في الأفق حتى يصطدم بسلاسل الأطلس المكسوة ببياض الثلج.

النخيل ميزة هذه المدينة الأثرية، والمراكشيون يتعهدون هذه الشجرة لتبقى مدينتهم مزهوة بشعارها العالمي (مدينة النخيل)، ولذلك لا تعجب إذا رأيت النخيل فيها يطاول العمران في الأحياء العتيقة والجديدة، ويتوسط بعض الطرقات العامة، وإن كان يعرقل حركة السير فيها بعض الشئ وخاصة بالنسبة للزوار الجدد الذين لم يألفوا وجود النخيل وسط الطرقات.
وعندما ينضج البلح يتخير الأطفال بل حتى الكبار ما تساقط منه على الثرى، وقد يرجمون عرجونه بالحجارة ، ثم يتسابقون إلى ما تناثر منه في مرح وعناد طفولي.
بعض السكان المجاورين لأشجار النخيل قد يتابع سلوك الأطفال هذا خوفا على واقيات سياراتهم الزجاجية ونوافذ منازلهم ، وقد يزجرونهم بعيدا، ثم ما يلبث أن يعود بعضهم إذا نامت عيون الرقباء عنهم .
يتكرر هذا المشهد كل عام، يكبر الأطفال وقد يتحولون إلى رقباء، ثم ينشأ أطفال جدد، ويبقى النخيل في مكانه شاهدا على هذا الشغب الطفولي البريئ.

ليست هناك تعليقات: