الجمعة، 8 فبراير 2008

وقفات تراثية

كتب يوم الثلاثاء,كانون الأول 27, 2005

ــ أصل كلمة ( عصامي ):
كثيرا ما نتحدث عن الأفراد العصاميين، وعن الشعوب العصامية التي تصنع نفسها بنفسها، ولكن هل تساءلنا عن أصل هذه التسمية؟
تقول العرب في أمثالها: كن عصاميا لا عظاميا. معناه لا تفتخر بشرف آبائك ولكن بما يؤثر من أنبائك.

وأصل استعمالنا لهذه الكلمة مشتق من اسم (عصام )، وعصام هذا كان رجلا سوقة، ثم صار صاحبا للنعمان بن المنذر، فسئل عن سبب وصوله إلى هذه المنزلة العالية، فقال: نفس عصام سودت عصاما وعلمته الكر والإقداما وصيرته ملكا هماما.

ـــ في الصمت والكلام:
مما قيل في هذا الموضوع:
الصمت منام، والكلام يقظة
حاجة الناس إلى مواد الكلام كحاجتهم إلى مواد الأغذية
لو كان الصمت أفضل من الكلام لتعبدنا الله به فيما انتدبنا إليه بالإلهام، وكان توحيد الله بحجج العقول في غنى عن واسطة أو رسول
إنك تمدح الصمت بالنطق ولا تمدح النطق بالصمت.

ــ من بلاغات اللسان:
تكلم رجل بين يدي المأمون فأحسن فقال له المأمون: ابن من أنت؟ قال: ابن الأدب ياأمير المؤمنين، فقال: نعم الحسب الذي انتسبت إليه
أرسل أعرابي ولده في حاجة فرجع خائبا، فسأله عن سبب خيبته فقال: أتيت سوق الظما فبكت السما، وضحك البرق، وقهقه الرعد فرجعت
قيل لأعرابي،: كيف حالك؟ فقال: أمزق ديني وأرقعه بالاستغفارمحنة العقل ونعمة الجهل والحظ:
قال أهل التجارب: العقل وسوء الحظ كالعلة والمعلول لا مفصل لأحدهما عن الآخر
وقيل: استأذن العقل على الجَد فحجبه فقال: اذهب أنت بي لا أنا بك.

دعت أم الإسكندر لولدها فقالت: رزقك الله حظا يخدمك به ذوو العقول، ولا رزقك عقلا تخدم به ذوي الحظوظ.
قال عبد القاهر الجرجاني، وهو من هو في علمه وبلاغته :

كبر على العقل ياخليلي
ومل إلى الجهل ميل هائم
وكن حمارا تعش بخير
فالسعد في طالع البهائـــم

و هذا الكلام من عبدالقاهر لا يعني ا لدعوة إلى الجهل والبطالة بقدرما هو تقرير واقع أمة عندما تسلم علماءها وأدباءها إلى محنة الضياع .

ليست هناك تعليقات: