كتب يوم الجمعة,آب 11, 2006
دخلت الحرب الصهيونية الدائرة في لبنان على كل قدم وساق شهرها الثاني، دون أن يُحسم أمرها، سواء على أرض المعارك البرية في الجنوب اللبناني حيث دروع المقاومة الباسلة التي تتصدى لكل محاولة تقدم أو توغل، أو سواء داخل دهاليز السياسة في نيويورك حيث مناورات العصابة الأمريكية تسعى سعيها الخبيث المفضوح لتعطيل كل جهود الوساطة الدولية من أجل تسوية سياسية عادلة لوقف إطلاق النار…
ويبدو أن أمريكا تراوغ بشكل قذر ومكشوف لإطالة أمد هذه الحرب المجنونة عنوة وعن سابق إصرار وترصد. فهذه الحرب قد صارت حربها الآن، وقد سحبت البساط من تحت أقدام الصهاينة، بعد أن أعلنت صراحة عن نواياها الخبيثة في جعل هذه الحرب جزء من مشروعها لبناء الشرق الأوسط الكبير الجديد على أنقاض الشرق الأوسط القديم، بعد تفتيته قطعة قطعة، وطوبة طوبة..
كما تريد في نفس الوقت أن تكون حرب لبنان امتدادا لحروبها الهلامية المطاطة على الإرهاب، أو ما تسميه بسلسلة محاور الشر. وتمتد هذه السلسلة بشكل متراص بدء من أفغانستان وإيران والعراق وسوريا ولبنان وانتهاء بفلسطين.
وربما اعتقد بوش المغرور قبل أولمرت وبيريس الصهيونيين القادمين توا إلى الحرب دون سابق تجربة كافية، أن لبنان هي الحلقة الأضعف والأهم في هذه السلسلة المتراصة؛ لاحتلالها المركز الوسط، ولانجذابها بسبب أو بآخر نحو المقاومة الإسلامية في فلسطين والعراق وأفغانستان من جهة، ونحو الممانعة العاتية للمشروع الأمريكي في سوريا وإيران، من جهة ثانية.
وربما اعتقدت إدارة الشر في أمريكا أنه آن الأوان لقلب الشرق الأوسط كله ظهرا لبطن، بتحويله إلى ساحة معارك كبرى ممتدة في الزمان والمكان.
وليس لهذه الإدارة الشريرة ما تخسره، بل ستكون أرباحها أضعافا مضاعفة من كل خراب تزرعه على أرض العرب والمسلمين، أو دمار توقعه على رؤوسهم التي لا تساوي في نظرها مقدار قلامة ظفر …
وكيف لا تستمر تلك الإدارة الخبيثة في نهج سياسة الأرض المحروقة على أرض العرب والمسلمين التي حولتها إلى ساحة تجارب لاختبار قوة أسلحتها وعتادها وكفاءة جنودها مادامت هذه السلسلة من المعارك والفتن تجري في أرض الغير، بعيدا عن أراضيها؛
فهي من ناحية جزء من حربها الاستباقية ضد كل أشكال المقاومة والممانعة، ورد لبعض أشكال الاعتبار عن الصفعة التي تلقتها إدارة بوش سابقا في عقر ديارها، صفعة 11 أيلول سبتمبر التي ستحل بعد شهر من اليوم…
وهي من ناحية أخرى وسيلة لإنهاك الشرق الأوسط واستنزافه تدريجيا وبالتتابع بلدا تلو بلد، بالحروب المباشرة وغير المباشرة من خلال إثارة القلاقل والفتن، ليتحول الشرق الأوسط في نهاية المطاف، كما تريد هي، إلى بقرة حلوب خانعة لا تدر غير النفط على عصابة البيت الأبيض الأمريكي ومن والاهم من تجار وسماسرة الحروب والشعوب …
فكيف سيكون واقع الشرق الأوسط إذا دخلت إيران طرفا في الصراع القائم في لبنان بين معسكر حزب الله المقاوم، وبين المعسكر الأمريكي الذي يحارب عنه الصهاينة المرتزقة بالوكالة، والمستحوذ على كل القرارات الدولية التي يمكن أن تقف في وجه المصالح الأمريكية والصهيونية المتحدة كليا على ضرب مصالح العرب والمسلمين وتعطيلها بالحرب وبالسياسة وبالمكر والدسائس والخديعة….؟؟!!
لقد أثبت تاريخ العرب أن صراعاتهم الطويلة مع عدوهم البعيد لم تكن تحسم، في الغالب، إلا بدخول طرف ثالث مسلم متغلب من غير العرب؛ وهناك أمثلة عديدة على ما نقوله ونذهب إليه:
ـــ فقد امتد الصراع العربي البيزنطي ردحا من الزمن، وظل يراوح مكانه حتى جاء السلاجقة، وهم أتراك مسلمون سنة، فحسموا هذا الصراع لأول مرة لصالح العرب والمسلمين في موقعة “ملا ذكارد” الشهيرة سنة 463 هجرية الموافق لسنة 1071 ميلادية، بقيادة السلطان السلجوقي الثاني ألب أرسلان الذي انتصر على الإمبراطور البيزنطي رومانوس ديوجينيس ( romanos diogenes)، وساقه أسيرا يرسف في قيود الخزي والهزيمة.
ـــ ومعلوم أيضا أن الصراع العربي الصليبي لم يحسم إلا بمجيء الدولة الأيوبية الكردية السنية عقب معارك حطين الشهيرة التي قادها صلاح الدين الأيوبي. وقد تمكن المسلمون على إثرها من استرجاع بيت المقدس في شهر ربيع الآخر من سنة 583 هجرية الموافق لسنة 1187 ميلادية. فعاد البيت المقدس إلى حظيرة المسلمين بعد أن ظل زهاء قرن من الزمان بيد ممالك الصليبين التي تمكنوا من إقامتها ببلاد الشام على أشلاء الفرقة والحقد والضغينة والمشاحنات بين المسلمين، تماما كما هو حاصل الآن، أو كما يُراد له أن يحصل من قِبل الأمريكيين والصهاينة.
ولولا حرص صلاح الدين الأيوبي على تطبيق مبدأ الوحدة بين العرب والمسلمين تطبيقا صارما، وبدون رحمة أو هوادة، وتوفيره لكل الجهود المبعثرة هنا أو هناك، لما أتيح للمسلمين ذلك النصر الحاسم…!!
ـــ ومعلوم أيضا أن الصراع العربي مع التتار المغول لم يحسم إلا بجهود دولة المماليك الأتراك، وهم أيضا مسلمون سنة، عقب انتصار القائد مظفر قطز الشهير في معركة عين جالوت الحاسمة في شهر رمضان من سنة 658 هجرية الموافق لشهر آب أغسطس من سنة 1260 ميلادية.
فهل سيعيد التاريخ نفسه ويكون للفرس الإيرانيين وللشيعة، هذه المرة، دور في حسم الحرب الدائرة الآن في لبنان الشقيق. وهي لا زالت بعد مرور شهر كامل، في مخاضها العسير، ومفتوحة على كل الاحتمالات الممكنة والمستحيلة…. ؟؟!!
….. وعسى أن تكون هذه الحرب ولادة قيصرية لأمة جديدة تعيد الاعتبار للشعوب العربية، ودرسا لحكامنا الأشاوس ليتعلموا، ربما لآخر مرة، أن الخير مع شعوبهم القريبة على فقرها ودمامتها، لا مع الحسناء أمريكا السادية المتوحشة القادمة من بعيد لتنقض على رقاب شعوبنا وحكامنا على حد سواء…
ولكن، حب حكامنا للبعيد الغريب أمر عجيب يحيون به وتشقى به شعوبهم، حتى يأتي ذاك المتغلب فيحل محلهم، فهل جاء الدور على إيران لتتغلب على حكامنا الأشاوس، كما عودنا التاريخ…!!
دخلت الحرب الصهيونية الدائرة في لبنان على كل قدم وساق شهرها الثاني، دون أن يُحسم أمرها، سواء على أرض المعارك البرية في الجنوب اللبناني حيث دروع المقاومة الباسلة التي تتصدى لكل محاولة تقدم أو توغل، أو سواء داخل دهاليز السياسة في نيويورك حيث مناورات العصابة الأمريكية تسعى سعيها الخبيث المفضوح لتعطيل كل جهود الوساطة الدولية من أجل تسوية سياسية عادلة لوقف إطلاق النار…
ويبدو أن أمريكا تراوغ بشكل قذر ومكشوف لإطالة أمد هذه الحرب المجنونة عنوة وعن سابق إصرار وترصد. فهذه الحرب قد صارت حربها الآن، وقد سحبت البساط من تحت أقدام الصهاينة، بعد أن أعلنت صراحة عن نواياها الخبيثة في جعل هذه الحرب جزء من مشروعها لبناء الشرق الأوسط الكبير الجديد على أنقاض الشرق الأوسط القديم، بعد تفتيته قطعة قطعة، وطوبة طوبة..
كما تريد في نفس الوقت أن تكون حرب لبنان امتدادا لحروبها الهلامية المطاطة على الإرهاب، أو ما تسميه بسلسلة محاور الشر. وتمتد هذه السلسلة بشكل متراص بدء من أفغانستان وإيران والعراق وسوريا ولبنان وانتهاء بفلسطين.
وربما اعتقد بوش المغرور قبل أولمرت وبيريس الصهيونيين القادمين توا إلى الحرب دون سابق تجربة كافية، أن لبنان هي الحلقة الأضعف والأهم في هذه السلسلة المتراصة؛ لاحتلالها المركز الوسط، ولانجذابها بسبب أو بآخر نحو المقاومة الإسلامية في فلسطين والعراق وأفغانستان من جهة، ونحو الممانعة العاتية للمشروع الأمريكي في سوريا وإيران، من جهة ثانية.
وربما اعتقدت إدارة الشر في أمريكا أنه آن الأوان لقلب الشرق الأوسط كله ظهرا لبطن، بتحويله إلى ساحة معارك كبرى ممتدة في الزمان والمكان.
وليس لهذه الإدارة الشريرة ما تخسره، بل ستكون أرباحها أضعافا مضاعفة من كل خراب تزرعه على أرض العرب والمسلمين، أو دمار توقعه على رؤوسهم التي لا تساوي في نظرها مقدار قلامة ظفر …
وكيف لا تستمر تلك الإدارة الخبيثة في نهج سياسة الأرض المحروقة على أرض العرب والمسلمين التي حولتها إلى ساحة تجارب لاختبار قوة أسلحتها وعتادها وكفاءة جنودها مادامت هذه السلسلة من المعارك والفتن تجري في أرض الغير، بعيدا عن أراضيها؛
فهي من ناحية جزء من حربها الاستباقية ضد كل أشكال المقاومة والممانعة، ورد لبعض أشكال الاعتبار عن الصفعة التي تلقتها إدارة بوش سابقا في عقر ديارها، صفعة 11 أيلول سبتمبر التي ستحل بعد شهر من اليوم…
وهي من ناحية أخرى وسيلة لإنهاك الشرق الأوسط واستنزافه تدريجيا وبالتتابع بلدا تلو بلد، بالحروب المباشرة وغير المباشرة من خلال إثارة القلاقل والفتن، ليتحول الشرق الأوسط في نهاية المطاف، كما تريد هي، إلى بقرة حلوب خانعة لا تدر غير النفط على عصابة البيت الأبيض الأمريكي ومن والاهم من تجار وسماسرة الحروب والشعوب …
فكيف سيكون واقع الشرق الأوسط إذا دخلت إيران طرفا في الصراع القائم في لبنان بين معسكر حزب الله المقاوم، وبين المعسكر الأمريكي الذي يحارب عنه الصهاينة المرتزقة بالوكالة، والمستحوذ على كل القرارات الدولية التي يمكن أن تقف في وجه المصالح الأمريكية والصهيونية المتحدة كليا على ضرب مصالح العرب والمسلمين وتعطيلها بالحرب وبالسياسة وبالمكر والدسائس والخديعة….؟؟!!
لقد أثبت تاريخ العرب أن صراعاتهم الطويلة مع عدوهم البعيد لم تكن تحسم، في الغالب، إلا بدخول طرف ثالث مسلم متغلب من غير العرب؛ وهناك أمثلة عديدة على ما نقوله ونذهب إليه:
ـــ فقد امتد الصراع العربي البيزنطي ردحا من الزمن، وظل يراوح مكانه حتى جاء السلاجقة، وهم أتراك مسلمون سنة، فحسموا هذا الصراع لأول مرة لصالح العرب والمسلمين في موقعة “ملا ذكارد” الشهيرة سنة 463 هجرية الموافق لسنة 1071 ميلادية، بقيادة السلطان السلجوقي الثاني ألب أرسلان الذي انتصر على الإمبراطور البيزنطي رومانوس ديوجينيس ( romanos diogenes)، وساقه أسيرا يرسف في قيود الخزي والهزيمة.
ـــ ومعلوم أيضا أن الصراع العربي الصليبي لم يحسم إلا بمجيء الدولة الأيوبية الكردية السنية عقب معارك حطين الشهيرة التي قادها صلاح الدين الأيوبي. وقد تمكن المسلمون على إثرها من استرجاع بيت المقدس في شهر ربيع الآخر من سنة 583 هجرية الموافق لسنة 1187 ميلادية. فعاد البيت المقدس إلى حظيرة المسلمين بعد أن ظل زهاء قرن من الزمان بيد ممالك الصليبين التي تمكنوا من إقامتها ببلاد الشام على أشلاء الفرقة والحقد والضغينة والمشاحنات بين المسلمين، تماما كما هو حاصل الآن، أو كما يُراد له أن يحصل من قِبل الأمريكيين والصهاينة.
ولولا حرص صلاح الدين الأيوبي على تطبيق مبدأ الوحدة بين العرب والمسلمين تطبيقا صارما، وبدون رحمة أو هوادة، وتوفيره لكل الجهود المبعثرة هنا أو هناك، لما أتيح للمسلمين ذلك النصر الحاسم…!!
ـــ ومعلوم أيضا أن الصراع العربي مع التتار المغول لم يحسم إلا بجهود دولة المماليك الأتراك، وهم أيضا مسلمون سنة، عقب انتصار القائد مظفر قطز الشهير في معركة عين جالوت الحاسمة في شهر رمضان من سنة 658 هجرية الموافق لشهر آب أغسطس من سنة 1260 ميلادية.
فهل سيعيد التاريخ نفسه ويكون للفرس الإيرانيين وللشيعة، هذه المرة، دور في حسم الحرب الدائرة الآن في لبنان الشقيق. وهي لا زالت بعد مرور شهر كامل، في مخاضها العسير، ومفتوحة على كل الاحتمالات الممكنة والمستحيلة…. ؟؟!!
….. وعسى أن تكون هذه الحرب ولادة قيصرية لأمة جديدة تعيد الاعتبار للشعوب العربية، ودرسا لحكامنا الأشاوس ليتعلموا، ربما لآخر مرة، أن الخير مع شعوبهم القريبة على فقرها ودمامتها، لا مع الحسناء أمريكا السادية المتوحشة القادمة من بعيد لتنقض على رقاب شعوبنا وحكامنا على حد سواء…
ولكن، حب حكامنا للبعيد الغريب أمر عجيب يحيون به وتشقى به شعوبهم، حتى يأتي ذاك المتغلب فيحل محلهم، فهل جاء الدور على إيران لتتغلب على حكامنا الأشاوس، كما عودنا التاريخ…!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق