الثلاثاء، 12 فبراير 2008

ماذا لو توفر للمقاومة اللبنانية غطاء من البحر والجو..؟

كتب يوم الثلاثاء,آب 15, 2006

قد لا يُقر بعض حكامنا الأشاوس بانتصار المقاومة اللبنانية الباهر الذي أحرزته عن جدارة واستحقاق، جحودا أو لؤما أو خوفا أو توجسا من أن تستشري جرعتها القوية في الكيان العربي الضعيف، فينتفض انتفاضة رجل واحد عل كل عدو قريب أو بعيد.

ما أسهل الكلام والتخرص في هذه اللحظات على من كان لا يُرتجى منه فعل أو رد على فعل ساعة احتدام المعارك، والتحام صفوف المقاومة التحاما واحدا متراصا على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، حتى انكسرت على صخرتها أوهام العدو الصهيو أمريكي وأساطيره، ورضخ صاغرا حقيرا لقرار وقف الحرب لأول مرة، ورضي من الغنيمة بالإياب، كما قال امرؤ القيس عن نفسه في الزمن العربي الأول.

هناك أسئلة كثيرة يجري الآن طرحها عن واقع ما بعد الحرب السادسة بعد انتهائها، تماما كما طرحت أسئلة كثيرة عن جدوى المقاومة عند بدايتها، وأثناءها، وحتى قبيل انتهائها، إن هي انتهت فعلا؛ فنكث العهود هي حقيقة الكيان الصهيوني مع العباد، وحتى مع رب العباد….!!

وهناك أشياء كثيرة أخرى تتغير وتتفاعل الآن في العقول والنفوس بعد أن وضعت هذه الحرب المشؤومة أوزارها؛ كل من موقعه، وبحسب طبيعة نظرته إلى عمل المقاومة ومكاسبها أو خسائرها المادية والمعنوية، على المدى القريب المشهود والبعيد الموعود …

سؤال واحد ظل عالقا بذهني بعد قرار وقف الحرب، وهو: ماذا لو أوجدت هذه المقاومة لنفسها في المستقبل غطاء من الجو والبحر يمكنها من إحكام سيطرتها على العدو أرضا وجوا وبحرا، وأخذ زمام المبادرة من العدو …!!

فهذا هو وجه الاختلاف الوحيد القائم بين حالها وحال العدو. وهو الحد الفاصل في معارك اليوم بين معسكر قوى الاستعباد والهيمنة وقوى التحرر والمقاومة.

غير أن سلاح المقاومة اللبنانية من قوة الإرادة والثبات أقوى بكثير مما لدى العدو الصهيوني والأمريكي اللذين يداريان خوفهما وجبنهما بالضجيج والصراخ عند اقتحام البيوت الآمنة…!!

ولو تحقق للمقاومة ذلك الغطاء ما عاد في إمكان أحد أن يقول عنها إنها مغامرة من غير حساب، أو شكلا من أشكال الإرهاب…!!

ولو أمكن للحكومة اللبنانية أن تقوى بمقاومتها على نحو مؤتلف، ووفرت لها ذلك الغطاء لصارت أقوى دولة عربية، على صغر حجمها بالقياس إلى حجم باقي الدول العربية، وليتأكد لمن يحتاج إلى إيضاح أو تأكيد أن حسم المعارك يكون بالأفعال لا بالأقوال، وبالقوة قبل السلام..
أما غطاء معظم الدول العربية، فهو حاسر، وأقل ما يقال عنه أنه أقل بكثير من لحافها..!!
ووجود القواعد الأمريكية على أراضيها وعهود السلام المهترئة مع الكيان الصهيوني يمنع طائراتها الحربية من التوغل أو المناورة خارج حدودها، وتلك الطائرات مكبلة كما الشعوب العربية، فهي لا تعدو أن تكون إحدى مظاهر جوقة الاستعراض..

ليست هناك تعليقات: