الثلاثاء، 12 فبراير 2008

على هامش مدونة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد

كتب يوم الخميس,آب 17, 2006

كثر الحديث بين الإخوة المدونين العرب عن مدونة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وكأن تدوين الرؤساء والحكام عجيبة من عجائب هذا الزمن…!!

والحق أن من يقرأ سيرة هذا الرجل العادي (الرئيس) المتواضع بسلوكه مع كل البسطاء، القوي بمواقفه ولهجته مع كل الجبابرة لا يمكنه أن يجد سببا واحدا للاستغراب أو الدهشة؛ فليس لهذا الرئيس ما يخشاه الآن من جمهور قراء مدونته، بعد انحيازه السافر إلى عموم الشعب جملة وتفصيلا، وبعد كل ما أبداه من جرأة وقوة في تحدي أمريكا وربيبتها إسرائيل جهارا من غير استحياء أو خشية أو مواربة، ثم هو الذي أرهق أمريكا بالجري في دهاليز الأمم المتحدة جيئة وذهابا، وصعودا ونزولا، من أجل الالتفاف على مشروع دولته النووي.

وربما رسَّخ انتصارُ حزب الله في الحرب السادسة، وهو المدعوم بسلاح إيران العسكري والعقدي والاستراتيجي والمالي، مخاوف كثير من حكامنا العرب وحلفائهم في القرب والبعد المتوجسين من تنامي ظاهرة “حزب الله ” داخل بلدانهم أكثر من أي وقت مضى…

ومعلوم أن أمريكا وحلفاءها كانوا قد عولوا كثيرا على إسرائيل في هذه الحرب الأخيرة علها تقطع يد حزب الله وتُقلص نفوذ إيران الممتد داخل لبنان، ليخلو لها الجو وتبيض وتفرخ هناك كما فعلت في العراق. لكن صمود حزب الله أمام الآلة العسكرية الصهيونية الرهيبة استطاع أن يخيب آمال الجميع، ويحبط مسعاهم، ويسحب البساط من تحت أقدامهم.

ولم تكن هذه الحرب انتصارا فقط لحزب الله ومؤيديه بل انتصارا لإيران؛ فكأن انتصار إيران قد حل في هذا الحزب، أو كأن انتصار الحزب قد حل فيها، وكأن هذا الحزب من تلك الدولة، فلست أدري وجه الخلاف الحقيقي والبين بين حزب الله وحكومة إيران.
ولكن، ربما كان نهجهما المتشابه أحد وجوه التطبيع الممكنة بين العرب وجيرانهم الفرس، إن صح التعبير.

وهذا التطبيع بين حزب الله وإيران قد جلب للعرب من حيث لا يحتسبون نصرا صغيرا في شكله كبيرا في مضمونه، وربما تقوى مع مرور الزمن ليتطابق الشكل والمضمون، وليصبحا وجهين لعملة إيرانية واحدة تطغى على ما سواها من عملات الشرق الأوسط الخالية من علامات القوة، ولتتصدر إيران واجهة الصراع كله في الشرق الأوسط أمام أمريكا وإسرائيل، وتحل محل العرب كما أوضحت في إدراج سابق، مؤرخ بيوم الجمعة 11 آب أغسطس 2006.

وهذا التطبيع في رأيي المتواضع أهم وأجدى من التطبيع مع إسرائيل وأمريكا والغرب برمته الذي لم يجرَّ على بلادنا العربية غير الخراب والدمار والفرقة والاستنزاف والإذلال والاحتقار.

ثم لا ننسى أن للتطبيع العربي الفارسي جذورا قوية متأصلة في التاريخ العربي الفارسي المشترك على مدى قرون عدة من حكم العباسيين والدول المتتابعة على حكم البلاد العربية بالمشرق، وله تجليات لا تعد ولا تحصى في جوانب الدين والثقافة والفكر والعلوم والسياسة والآداب وهلم جرا..

وبمناسبة تدوين الرؤساء والحكام كنت في إدراج سابق خصصته لأخينا كامل النصيرات قد أشرت إشارة عابرة إلى موضوع تدوين الرؤساء والحكام العرب قلت فيه ساخرا: ” وكم كنت أتمنى على حكامنا وساساتنا وأولياء أمورنا أن ينشئوا مدوناتهم الخاصة، ويحكوا تفاصيل حياتهم الرغيدة مثلهم مثل سائر عباد الله، ربما تغيرت عندهانكهة التدوين العربي، واغتنت بكل ما لذ وطاب من رقيق عيشهم بدل مدوناتنا ومدونتك يا أخ كامل التي خلت من كل شيء، إلا من الجوع والعطش وشظف العيش“.

ولكنني عدلت عن أمنيتي الآن؛ فقد أثبتت الحرب السادسة أنه ليس عند حكامنا العرب فائض من الوقت يمكن أن يصرفوه خارج حدود اهتماماتهم وهمومهم الذاتية، ثم إني أشفق على أناملهم المرمرية أن تنكسر من الحنو والرقة عند النقر على لوحة المفاتيح قبل أن يتمكنوا من إرسال أحد إدراجاتهم على الشبكة العنكبوتية، ثم لِمَ ولمن يرسلون ذلك الإدراج؟؟!!، أليقرأه من هب ودب، وهم من هم سموا وجلالة ورفعة ؟؟!!، أم لينالهم من أذى التعليقات البذيئة المجهولة ما ينالنا نحن معشر المدونين المستضعفين الذين يبحثون بعزم وإخلاص عن بقعة ضوء صغيرة داخل هذا العالم الافتراضي العجيب، ولينفضوا عن أنفسهم غبار الوحدة والعزلة في بيئتهم الواقعية المحدودة ؟؟!!…
ثم قد تكفيهم مواقع حكوماتهم ووزاراتهم الثابتة على حال واحدة من غير تحيين، كما هو واقع مواطنيهم…!!
وقد تكفيهم أيضا مواقع كثير من المدونين، من بيننا، المتزلفين المتملقين الذين يركبون كل موجة عابرة، ويصبحون ويمسون كل مرة على قناع…!!

هؤلاء المتزلفون المزيفون من أشباه المدونين وأنصافهم وأشباحهم لا يقلون ضررا وخطرا عن لدغ الأفاعي ولسع القارب، فلتحذروهم ولتثقفوهم..!! إنهم يملأون ساحة التدوين بالتوافه ويزرعون السم في الدسم، ويفتنون ويدلسون، ويزايدون على الحق بالباطل…!!

ليست هناك تعليقات: