السبت، 9 فبراير 2008

وماذا بعد النجاح الديموقراطي الفلسطيني

كتب يوم الثلاثاء,كانون الثاني 31, 2006

يحل اليوم عام هجري جديد على المسلمين 1427، بعد شهر فقط من حلول عام ميلادي آخر جديد 2006، على المسيحيين.
ولكن هذه المرة على وقع الإساءة المرة والصفعة المبرحة التى تلقوها من الصحف الدنمركية، بإساءتها إلى شخص الرسول صلى الله عليه وسلم في رسوم كاريكاتورية ساخرة مهينة لكرامة الإنسان العادي فضلا عن أن يتعلقالأمر بشخص نبي معصوم اختاره الحق سبحانه لتبليغ رسالة الإسلام إلى الناس كافة.

حدثان مثيران ومتباينان عرفهما هذا الشهر:
الأول هو الذي ذكرناه سابقا بخصوص ما أثارته الصحف الدنمركية من جراح في القلوب، وشروخ في العلاقات الإنسانية بين الشرق والغرب، رغم محاولات الحكومة الدنمركية الجاهدة للتخلص من ورطتها بالاعتذار المتذبذب، ولرأب ذلك الصدع بأقصى سرعة ممكنة، وعلى مضض من السلطة الرابعة، ولأسباب اقتصادية في المقام الأول، عندما هددت بمقاطعة بضائعها وخاصة من اللحوم والجبن والزبدة التي لا تكاد تخلو منها بيوت العرب والمسلمين كافة إن في الشرق أو في الغرب.

أما الحدث الثاني فهو نجاح حماس الكاسح في الاختبار الديمقراطي الأخير، وولوجها إلى محك سياسي فريد من نوعه لم نعهده من قبل، الشئ الذي أثار ذهول واستغراب المتتبعين العاديين للشأن الفلسطيني، قبل المحللين والعارفين المتخصصين بشؤون السياسة وطبخاتها العجيبة .

ولكن، لم تهنأ حماس ومعها الشعب الفلسطيني والعربي وكل المتعاطفين المسلمين وغير المسلمين بوهج العرس الديموقراطي المزعوم، ووجدت نفسها أخيرا في فوهة بركان يتهيأ لقذف حممه بين الفينة والأخرى، ورهينة لتجاذبات مصالح أمريكا وحلفائها الذين يحلو لهم أن يدللوا ويريحوا الشعب الإسرائلي إلى النهاية، ودون قيد أو شرط، ولكن لا بأس إذا تم كل ذلك على حساب خبز المواطن الفلسطيني الجائع والمحاصر أصلا بالجدار والنار، فضلا عن باقي حقوقه الدنيا في العيش الكريم والعمل الشريف.

عجيب أمر أمريكا مع الشأن الديموقراطي داخل الوطن العربي، لا تعجبها أبدا النكهة الديموقراطية العربية، لمجرد أنها عربية، ومهما بذل في سبيلها من جهد، وحتى لو احترقت معها كل الأصابع أو سقطت في القدر.

وهاهي تلجأ إلى مقايضة رخيصة لحق شعب كامل، لا لشئ لأنه اختار أن يكون ندا لها في الشفافية والديموقراطية، وليكتشف الناس مرة أخرى بعد مرات عديدة، هنا أوهناك من بقاع العالم التي وطأتها أقدامها، زيفها وخداعها.

لقد كان الشأن الفلسطيني شأنا عربيا وإسلاميا، قبل أوسلو. وبعدها صار شأنا فلسطينيا خالصا واليوم يراد لهذا الشأن أن يضيق أكثر بين حماس (الشريرة)، وإرادة البيت الأبيض لتضرب بحجر حماس الواحد عصافيرها التي كثرت عليها هذه الأيام، ابتداء بحماس نفسها وحزب الله وسوريا والمقاومة العراقية وإيران وانتهاء بأفغانستان.

والأعجب أنها تعرف دوما كيف تلبس لكل حالة طارئة عليها أومتعدية لنطاق حساباتها القريبة والبعيدة لباسا جديدا من المكر والخداع، ولا يهنا لها بال حتى تضيف بالقوة ألى تلك النكهة توابل وبهارات على ذوقها الخاص.
وهاهي مرة أخرى تسعى إلى تشويه ملامح ذلك المولود الديموقراطي الفلسطيني الجديد الذي اختارت، منذ البداية أن تكون له راعية وعرابة.

ليست هناك تعليقات: