السبت، 9 فبراير 2008

محطات تراثية

كتب يوم الأحد,كانون الثاني 29, 2006

حديث القلب:
صاحب الفراسة يسمى جاسوس القلوب.
إذا استطعت أن تقوي قلبك، وأن لا تغضب لشئ من الدنيا فافعل.
القلب أصل ابن آدم، وقالب ابن آدم تبع له.
غذاء القلب العلم والحكمة، وبهما حياته.
رجلان من الناس لا يذهبان في العشق إلى أقصاه؛ أحدهما: الفقير المدقع لأن قلبه منشغل بتحصيل قوته. وثانيهما: صاحب الرياسة الكبرى لأن قلبه منشغل بالتدبير والسياسة عن التوغل في الحب والاحتراق في العشق.

حديث الخوف والرجاء:
سئل أحدهم : ما لنا لا نرى خائفا؟! فقال: لو كنتم خائفين لرأيتم الخائفين. إن الخائف لا يراه إلا الخائفون.
الخوف والرجاء زمامان على النفوس لئلا تخرج إلى قسوتها ورعوناتها.

حديث الحرية:
إن الحرية إذا تحققت في الباطن لا بد من رشحات تظهر على الظاهر. الناس سواسية كأسنان الحمار، ومثله القول المأثور المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بصيغة ألطف وأحلى: الناس سواسية كأسنان المشط؛ قال الشاعر كثيرعزة، في المعنى العربي الأول:
سواسية كأسنان الحمار فلا ترى
لذي شيبة منهم على ناشئ فضلا

استغن عمن شئت تكن نظيره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره.
إنما يملك المولى من عبده بدنه، وأما قلبه فليس له عليه سلطان. والسلطان نفسه، وإن ملك رقاب الأمة، فالناس يختلفون من جهة الطاعة؛ فمنهم من يطيع بالرغبة، ومنهم من يطيع بالرهبة، ومنهم من يطيع بالمحبة، ومنهم من يطيع بالديانة.

القول والعمل وحكاية العافية:
لقلة العاملين وكثرة الواصفين قيل: العارفون أكثر من الواصفين، والواصفون أكثر من العاملين.
وهذه حكاية الحمال مع العافية والعمل:

حكي عن بعضهم أنه كان يقول: أبدا العافية …العافية… العافية!! فقيل له: ما معنى هذا الدعاء؟! فقال: كنت حمالا في ابتداء أمري، وكنت حملت يوما صدرا من الدقيق، فوضعته لأستريح، فكنت أقول: يارب، لو أعطيتني كل يوم رغيفين من غير تعب لكنت أكتفي بهما. فإذا رجلان يختصمان، فتقدمت أصلح بينهما. فضرب أحدهما رأسي بشئ أراد أن يضرب به خصمه، فدمي وجهي. فجاء صاحب الربع فأخذهما. فلما رآني ملوثا بالدم أخذني وظن أنني ممن تشاجر، أدخلني السجن مدة أوتى كل يوم برغيفين. فرأيت ليلة في المنام قائلا يقول لي: إنك سألت الرغيفين كل يوم من غير نصب(1)، ولم تسأل العافية، أعطيت ما سألت. فانتبهت وقلت: العافية العافية..!! فرأيت باب السجن يقرع، وقيل: أين عمر الحمال؟… فأطلقوني وخلوا سبيلي.
—————-
هامش: (1) ، النصب: التعب الشديد

ليست هناك تعليقات: