كتب يوم السبت,كانون الثاني 28, 2006
يتحدث الناس عادة عن ( الفـَجْوة الرقمية )، للتعبير عن التفاوت الحاصل في استخدام تكنولوجيا الحاسوب وتطبيقاتها الهامة في الحياة الاقتصادية والصناعية والتعليمية وفي جميع المجالات الحيوية بين سكان العالم، في الشمال أو الجنوب، في الشرق أو الغرب، أو بين العواصم والمدن الكبرى وبين الهوامش الحضرية والقرى النائية.
ولكنهم لا يتحدثون عن ( الجَفْوة الرقمية ) التي يمكن أن تكون في كل مكان ما من العالم؛ بين المؤسسات نفسها على اختلاف توجهاتها واختصاصاتها، وبين الأفراد، على اختلاف أذواقهم وميولاتهم الثقافية والعلمية، وربما حتى بين الأب وابنه، وبين الأخ وأخيه، والزوج وزوجته. إذ كثيرا ما يختلف أفراد الأسرة الواحدة في درجة قوة انجذابهم أو إعراضهم عن الحاسوب، بغض النظر عن الأسباب والدوافع الشخصية التي تتدخل فيها الطبائع الشخصية المعقدة وعادات التربية والتنشئة الثقافية النمطية.
ولازال الكثيرون اليوم، يبدون قدرا كبيرا من الامتعاض تجاه الحاسوب وتجاه مستعميله وصانعيه، وليست عندهم ثقة كافية في برامجه وفي المعلومات والبيانات التي تستقى منه.
ففي كثير من المؤسسات التعليمية مثلا، في عالمنا العربي لازالت كشوف التلاميذ ومحاضر النتائج والنقط تحرر بطرق يدوية تقليدية لأن بعض المدراء لا يثقون كفاية في معطيات الحاسوب، أو أن الثقة لديهم لا تثبت إلا بمعاينة خطوط الأساتذة والمعلمين على اللوائح والمحاضر، وإن كلفهم ذلك أعباء إضافية مجانية في المراجعة وإدخال البيانات التي يمكن برمجتها آليا ربحا للوقت واختصارا للمجهود، وتلافيا لكثير من الأخطاء البشرية الناجمة عن الغفلة أو التعب أو السهو والنسيان.
وهذه حالة تشبه كثيرا حالة الرواة الشفاهيين قديما، عندما دخل الخط والتدويين البيئة الثقافية العربية من بابه الواسع، مع نهاية القرن الهجري الأول وبداية الثاني، فكان الرواة الحفاظ ينعتون أصحاب الكتب والأقلام ب (الصحفيين)، للحط من مصداقيتهم، لأن العرب لا تعتد بالمخطوط على الصحف قدر اعتدادها بالمحفوظ في الصدور.
وفي داخل البيوت قد تتحول نعمة الحاسوب لدى الزوج مثلا إلى نقمة لدى الزوجة إذا أشعرها بانشغاله الزائد عنها بالحاسوب، بغض النظر عن طبيعة استخدامه له. وقد يصل بها حنقها أن ترى في الحاسوب صورة لضرتها، سواء أسرت ذلك في نفسها أو أعلنته من خلال سلوكها وتصرفها وكلامها.. والعكس صحيح أيضا إذا كانت الزوجة في نفس وضعية الرجل في استخدامه له…
أما الحديث عن الفـَجْوة الرقمية بين جيل الآباء والأبناء، وبين الذكور والإناث داخل البلدان العربية فموضوع طويل عريض، سنعود إليه في إدراجات لاحقة…
يتحدث الناس عادة عن ( الفـَجْوة الرقمية )، للتعبير عن التفاوت الحاصل في استخدام تكنولوجيا الحاسوب وتطبيقاتها الهامة في الحياة الاقتصادية والصناعية والتعليمية وفي جميع المجالات الحيوية بين سكان العالم، في الشمال أو الجنوب، في الشرق أو الغرب، أو بين العواصم والمدن الكبرى وبين الهوامش الحضرية والقرى النائية.
ولكنهم لا يتحدثون عن ( الجَفْوة الرقمية ) التي يمكن أن تكون في كل مكان ما من العالم؛ بين المؤسسات نفسها على اختلاف توجهاتها واختصاصاتها، وبين الأفراد، على اختلاف أذواقهم وميولاتهم الثقافية والعلمية، وربما حتى بين الأب وابنه، وبين الأخ وأخيه، والزوج وزوجته. إذ كثيرا ما يختلف أفراد الأسرة الواحدة في درجة قوة انجذابهم أو إعراضهم عن الحاسوب، بغض النظر عن الأسباب والدوافع الشخصية التي تتدخل فيها الطبائع الشخصية المعقدة وعادات التربية والتنشئة الثقافية النمطية.
ولازال الكثيرون اليوم، يبدون قدرا كبيرا من الامتعاض تجاه الحاسوب وتجاه مستعميله وصانعيه، وليست عندهم ثقة كافية في برامجه وفي المعلومات والبيانات التي تستقى منه.
ففي كثير من المؤسسات التعليمية مثلا، في عالمنا العربي لازالت كشوف التلاميذ ومحاضر النتائج والنقط تحرر بطرق يدوية تقليدية لأن بعض المدراء لا يثقون كفاية في معطيات الحاسوب، أو أن الثقة لديهم لا تثبت إلا بمعاينة خطوط الأساتذة والمعلمين على اللوائح والمحاضر، وإن كلفهم ذلك أعباء إضافية مجانية في المراجعة وإدخال البيانات التي يمكن برمجتها آليا ربحا للوقت واختصارا للمجهود، وتلافيا لكثير من الأخطاء البشرية الناجمة عن الغفلة أو التعب أو السهو والنسيان.
وهذه حالة تشبه كثيرا حالة الرواة الشفاهيين قديما، عندما دخل الخط والتدويين البيئة الثقافية العربية من بابه الواسع، مع نهاية القرن الهجري الأول وبداية الثاني، فكان الرواة الحفاظ ينعتون أصحاب الكتب والأقلام ب (الصحفيين)، للحط من مصداقيتهم، لأن العرب لا تعتد بالمخطوط على الصحف قدر اعتدادها بالمحفوظ في الصدور.
وفي داخل البيوت قد تتحول نعمة الحاسوب لدى الزوج مثلا إلى نقمة لدى الزوجة إذا أشعرها بانشغاله الزائد عنها بالحاسوب، بغض النظر عن طبيعة استخدامه له. وقد يصل بها حنقها أن ترى في الحاسوب صورة لضرتها، سواء أسرت ذلك في نفسها أو أعلنته من خلال سلوكها وتصرفها وكلامها.. والعكس صحيح أيضا إذا كانت الزوجة في نفس وضعية الرجل في استخدامه له…
أما الحديث عن الفـَجْوة الرقمية بين جيل الآباء والأبناء، وبين الذكور والإناث داخل البلدان العربية فموضوع طويل عريض، سنعود إليه في إدراجات لاحقة…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق