كتب يوم الأحد,كانون الثاني 15, 2006
ما عاد ساستنا وحكامنا يجتمعون كالسابق. فقد مضى زمن غيريسير، ولم يعقدوا مؤتمرا من مؤتمراتهم العادية أوالطارئة!!.
ويبدو أن عقارب أمريكا ووصيفتها السامة قد دبت بينهم، وألقت بنار فتنتها في ساحاتهم، فأخذ زيد يضرب عمروا، وبدأ الأخضر يحترق باليابس، والصحيح يُعدي المريض، حتى غُم الأمرُ على الجميع، وما عاد يعرف القاتل من المقتول، ولا الجلاد من الضحية، ومضى كل واحد في سبيله يلتمس النجاة لنفسه، محاذرا أو مهادنا أومحتالا أومساوما ….
ترى، ماذا كان يفعل حكامنا في الزمن العربي القديم، عندما كانت تشتد عليهم المحن، وتدور عليهم دوائر الطغاة من عدو ظاهر أو باطن؟؟!!..
نقدم الآن بعض ملامح هذا الجواب من خلال سرد قصة الخليفة العباسي القائم بأمر الله عندما بغى عليه البساسيري في منتصف القرن الهجري الرابع.
وكان قصده من ثورته على القائم بأمر الله أن يمحو من بغداد رسوم الخلافة العباسية، كما تسعى أمريكا الأن إلى محو كل رسومها العربية…
ولكن القائم بأمر الله ما دعا إلى عقد مؤتمر قمة طارئ أو عاجل جدا، بل كتب رسالته إلى ربه ورب كل العباد، عز وجل، يشكو إليه ضعفه وتقصيره في حقه تعالى، وفي حق المواطنين من عباده،
فهلا اقتدى حكامنا به؟!!، واتفقوا صادقين على كتابة رسالة واحدة إلى ربهم، ثم أمروا بتعليقها على الكعبة ليعلم مواطنونهم المطحونون برحى هذه الفتنة إخلاصهم وصدقهم، وليدفع عنهم ربهم شرور البلاء المحدقة بهم.؟!!
وإليكم نص هذه الرسالة كما ورد في كتاب ( بدائع السلك في طبائع الملك ) :
( بسم الله الرحمان الرحيم، إلى الله العظيم، من عبده المسكين.
اللهم إنك عالم بالسرائر، ومطلع على مكنونات الضمائر.
اللهم إنك غني بعلمك واطلاعك على أمور خلقك عن إعلامي لك.
وهذا عبد من عبيدك قد كفر نعمتك وما شكرها، وألقى العواقب وما ذكرها، أطغاه حلمك، وتجبر بأمانك حتى تعدى علينا بغيا، وأساء إلينا عتوا وعدوا.
اللهم قل الناصر، واعتز الظالم، وأنت المطلع العالم، والمنصف الحاكم، بك نستعين عليه، وإليك نهرب من يديه، فقد تعزز بالمخلوقين ونحن نستعين بالله رب العالمين.
اللهم إنا حكَّمناه إليك، وتوكلنا في إنصافنا منه عليك، ورفعنا ظلماتك إلى حلمك، ووثقنا في كشفها بكرمك، فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين، وأظهر قدرتك فيه، وأرنا ما نرتجيه، فقد أخذته العزة بالإثم.
اللهم فاسلبه عزه، وملكنا بقدرتك ناصيته، ياأرحم الراحمين يارب العالمين.
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيئين وعلى آله الطيبين وسلم تسليما).
فلما وصل الكتاب إلى مكة، وعلق على باب الكعبة، ودعا بما فيه، ذُبِح البساسيري في ذلك اليوم وهُزم جيشه على يد المظفر طُغْرل بن ميكال الغَزي صاحب خراسان، وأعاد الخليفة إلى ما كان من حاله، ورجع إلى داره.
وهاهو الزمن قد دار دورته، مرة أخرى ، وعاد الأمر إلى ما كان عليه زمن القائم بأمر الله أو أفدح..!!
ما عاد ساستنا وحكامنا يجتمعون كالسابق. فقد مضى زمن غيريسير، ولم يعقدوا مؤتمرا من مؤتمراتهم العادية أوالطارئة!!.
ويبدو أن عقارب أمريكا ووصيفتها السامة قد دبت بينهم، وألقت بنار فتنتها في ساحاتهم، فأخذ زيد يضرب عمروا، وبدأ الأخضر يحترق باليابس، والصحيح يُعدي المريض، حتى غُم الأمرُ على الجميع، وما عاد يعرف القاتل من المقتول، ولا الجلاد من الضحية، ومضى كل واحد في سبيله يلتمس النجاة لنفسه، محاذرا أو مهادنا أومحتالا أومساوما ….
ترى، ماذا كان يفعل حكامنا في الزمن العربي القديم، عندما كانت تشتد عليهم المحن، وتدور عليهم دوائر الطغاة من عدو ظاهر أو باطن؟؟!!..
نقدم الآن بعض ملامح هذا الجواب من خلال سرد قصة الخليفة العباسي القائم بأمر الله عندما بغى عليه البساسيري في منتصف القرن الهجري الرابع.
وكان قصده من ثورته على القائم بأمر الله أن يمحو من بغداد رسوم الخلافة العباسية، كما تسعى أمريكا الأن إلى محو كل رسومها العربية…
ولكن القائم بأمر الله ما دعا إلى عقد مؤتمر قمة طارئ أو عاجل جدا، بل كتب رسالته إلى ربه ورب كل العباد، عز وجل، يشكو إليه ضعفه وتقصيره في حقه تعالى، وفي حق المواطنين من عباده،
فهلا اقتدى حكامنا به؟!!، واتفقوا صادقين على كتابة رسالة واحدة إلى ربهم، ثم أمروا بتعليقها على الكعبة ليعلم مواطنونهم المطحونون برحى هذه الفتنة إخلاصهم وصدقهم، وليدفع عنهم ربهم شرور البلاء المحدقة بهم.؟!!
وإليكم نص هذه الرسالة كما ورد في كتاب ( بدائع السلك في طبائع الملك ) :
( بسم الله الرحمان الرحيم، إلى الله العظيم، من عبده المسكين.
اللهم إنك عالم بالسرائر، ومطلع على مكنونات الضمائر.
اللهم إنك غني بعلمك واطلاعك على أمور خلقك عن إعلامي لك.
وهذا عبد من عبيدك قد كفر نعمتك وما شكرها، وألقى العواقب وما ذكرها، أطغاه حلمك، وتجبر بأمانك حتى تعدى علينا بغيا، وأساء إلينا عتوا وعدوا.
اللهم قل الناصر، واعتز الظالم، وأنت المطلع العالم، والمنصف الحاكم، بك نستعين عليه، وإليك نهرب من يديه، فقد تعزز بالمخلوقين ونحن نستعين بالله رب العالمين.
اللهم إنا حكَّمناه إليك، وتوكلنا في إنصافنا منه عليك، ورفعنا ظلماتك إلى حلمك، ووثقنا في كشفها بكرمك، فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين، وأظهر قدرتك فيه، وأرنا ما نرتجيه، فقد أخذته العزة بالإثم.
اللهم فاسلبه عزه، وملكنا بقدرتك ناصيته، ياأرحم الراحمين يارب العالمين.
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيئين وعلى آله الطيبين وسلم تسليما).
فلما وصل الكتاب إلى مكة، وعلق على باب الكعبة، ودعا بما فيه، ذُبِح البساسيري في ذلك اليوم وهُزم جيشه على يد المظفر طُغْرل بن ميكال الغَزي صاحب خراسان، وأعاد الخليفة إلى ما كان من حاله، ورجع إلى داره.
وهاهو الزمن قد دار دورته، مرة أخرى ، وعاد الأمر إلى ما كان عليه زمن القائم بأمر الله أو أفدح..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق