الجمعة، 8 فبراير 2008

حكاية الكبش والديك

كتب يوم السبت,كانون الثاني 07, 2006

لاحديث في هذه الأيام، قبيل العيد، و في أوساط الموظفين المغلوبين على أمرهم خاصة، إلا عن أسعار الكبش وتوابعه وتوابله.!
آه! آه! آه … كلمات تخرج من نفوسهم المصدورة المكلومة، بعد فصل طويل من الأعباء المادية الباهضة ناؤوا بحملها تباعا وبشكل متلاحق متصاعد، من بداية شهر سبتمبر إلى نهاية ديسمبر؛
كانت أولى مشاهده مع تكاليف الموسم الدراسي، ثم رمضان فعيد الفطر، ثم كانت الطامة الكبرى بأداء فاتورة الضرائب السنوية، لتطوى بذلك صفحة فصل كان الأثقل والأطول من كل فصول السنة الماضية .
ولتبدأ فصول أخرى من سنة 2006، وهاقد بدأت تباشيرها التفاؤلية، بأمطار الخير العميم، وبفرحة الأطفال بالأضحى وبالعطلة الفصلية، وبنزيف الدماغ الشارونية ـ أتلفها الله ـ ، والخيبة الأمريكية في البلاد العربية، لا بارك الله في ديموقراطيتها المعلبة المزعومة.

والآن، جاء دور حكاية الكبش والديك:

(كان لإبراهيم بن مزيد ديك، وكان كريما عليه. فجاء العيد وليس عنده شئ يضحي عليه. فأمر امرأته بذبحه، واتخاذ طعام منه وخرج إلى المصلى. فأرادت المرأة أن تمسكه، ففر فتبعته، فصار يخترق من سطح إلى سطح، وهي تتبعه. فسألها جيرانها، وهم هاشميون، عن موجب ذبحه، فذكرت لهم حال زوجها، فقالوا: ما نرض أن يبلغ الاضطرار بأبي إسحاق إلى هذا القدر. فأرسل إليه هذا شاةً، وهذا شاتين، وهذا بقرةً، وهذا كبشا حتى امتلأت الدار.
فلما جاء ورأى ذلك قال: ما هذا؟! فقصت عليه زوجته القصة، فقال: إن هذا الديك لكريم على الله، فإن إسماعيل نبي الله فدي بكبش واحد، وهذا فدي بما أرى
). (1)

ثم قلت لنفسي عند نهاية الحكاية :
لو علم جيران إبراهيم بن مزيد بخبر مرض (أنفلونزا الطيور) لا نقلبت حكايته رأسا على عقب.
————-
هامش:
(1) الحكاية مقتبسة من كتاب ( المستطرف من كل فن مستظرف ) للإبشيهي.

ليست هناك تعليقات: