كتب يوم الجمعة,كانون الثاني 06, 2006
بشار بن برد:
الصورة التي رسمها المترجمون لبشار بن برد أقرب ما تكون إلى أحدب نوتردام في القصة الأوربية المشهورة:(الجميلة والوحش) .
ولكن من وراء هذه الصورة المعتمة يتفتق قبس من إنسانية الإنسان، وشفافية مرهفة جعلته يتصدر قائمة الشعراء العرب المطبوعين، وجعلت النساء في عصره يتهافتن على شعره الغزلي الرقيق، حتى اضطر المهدي إلى إسكات صوته خوفا على النساء الحرائر، فكيف يجتمع الجمال والقبح في شخص غريب الأطوار كبشار؟!.
مما جاء في ترجمته أنه كان أقبح الناس عمى، فقد كان جاحظ العينين يتدلى منهما شحم أحمر.
وكان بالإضافة إلى عماه المرعب ضخما عظيم الخلق والوجه مجدورا.
وذكر الجاحظ في الحيوان أن بشارا الأعمى لم يجزع من هجاء قط كجزعه من بيت حماد عجرد حيث يقول:
ويا أقبح من قرد ـــ إذا ما عمي القرد
فقد كان بشار يعلم مع غزله المشهور بين النساء أن وجهه وجه قرد، بل قرد أعمى
و مع ذلك عرف بشار بحبه الشديد لأسرته وبره الشديد بأخويه، وقد كانا معاقين مثله، كما كانوا ثلاثتهم مختلفي الآباء. ولذلك قال صفوان الأنصاري في هجاء بشار وإخوته، مخاطبا أمهم:
ولدت خلدا وذيخا في تشتمه ـــ وبعده خزرا يشتد في الصعــــــــد
ثلاثة من ثلاث فرقوا فرقـــا ـــ فاعرف بذلك عرق الخال في الولد
وشرح الجاحظ الألفاظ المقصودة بالهجاء فقال:
الخلد: ضرب من الجرذان يولد أعمى. والذيخ ذكر الضباع، وهو أعرج. والخزرذكر الأرانب وهو قصير اليدين لا يلحقه الكلب في الصعد.
وقد تنمحي هذه الصورة التي رسمت لبشار إذااستحضرنا فقط شعره الإنساني الجميل، من غزله الذي يلا مس شغاف القلوب، وقد استعمل فيه الحوار وأسلوب تراسل الحواس قبل الرمزيين الأوربيين بزمان، قال:
ياقوم أذني لبعض الحي عاشقـــة ـــ والأذن تعشق قبل العين أحيانـــا
قالوا بمن لا ترى تهذي فقلت لهم ـــ الأذن كالعين توفي القلب ما كانـا
وقال أيضا:
يزهدني في حب عبدة معشـــــــــــــــر ـــ قلوبهم فيها مخالفة قلبـــــــــــــي
فقلت دعوا قلبي وما اختار وما ارتضى ـــ فبالقلب لا بالعين يبصر ذو اللب
هذا بشار مثال واحد لإنسان اجتمع فيه الجمال والقبح فهل أنصفه عصره؟!، وفي كتاب (نكت الهميان في نكت العميان) للصفدي أخبار طويلة عن حكايات العميان.
ولكن ما حكاياتنا اليوم معهم، وكيف تنقل أخبارهم!!
نرجو أن ننقل بعض أحوالهم وأخبارهم في الفصول القادمة.
بشار بن برد:
الصورة التي رسمها المترجمون لبشار بن برد أقرب ما تكون إلى أحدب نوتردام في القصة الأوربية المشهورة:(الجميلة والوحش) .
ولكن من وراء هذه الصورة المعتمة يتفتق قبس من إنسانية الإنسان، وشفافية مرهفة جعلته يتصدر قائمة الشعراء العرب المطبوعين، وجعلت النساء في عصره يتهافتن على شعره الغزلي الرقيق، حتى اضطر المهدي إلى إسكات صوته خوفا على النساء الحرائر، فكيف يجتمع الجمال والقبح في شخص غريب الأطوار كبشار؟!.
مما جاء في ترجمته أنه كان أقبح الناس عمى، فقد كان جاحظ العينين يتدلى منهما شحم أحمر.
وكان بالإضافة إلى عماه المرعب ضخما عظيم الخلق والوجه مجدورا.
وذكر الجاحظ في الحيوان أن بشارا الأعمى لم يجزع من هجاء قط كجزعه من بيت حماد عجرد حيث يقول:
ويا أقبح من قرد ـــ إذا ما عمي القرد
فقد كان بشار يعلم مع غزله المشهور بين النساء أن وجهه وجه قرد، بل قرد أعمى
و مع ذلك عرف بشار بحبه الشديد لأسرته وبره الشديد بأخويه، وقد كانا معاقين مثله، كما كانوا ثلاثتهم مختلفي الآباء. ولذلك قال صفوان الأنصاري في هجاء بشار وإخوته، مخاطبا أمهم:
ولدت خلدا وذيخا في تشتمه ـــ وبعده خزرا يشتد في الصعــــــــد
ثلاثة من ثلاث فرقوا فرقـــا ـــ فاعرف بذلك عرق الخال في الولد
وشرح الجاحظ الألفاظ المقصودة بالهجاء فقال:
الخلد: ضرب من الجرذان يولد أعمى. والذيخ ذكر الضباع، وهو أعرج. والخزرذكر الأرانب وهو قصير اليدين لا يلحقه الكلب في الصعد.
وقد تنمحي هذه الصورة التي رسمت لبشار إذااستحضرنا فقط شعره الإنساني الجميل، من غزله الذي يلا مس شغاف القلوب، وقد استعمل فيه الحوار وأسلوب تراسل الحواس قبل الرمزيين الأوربيين بزمان، قال:
ياقوم أذني لبعض الحي عاشقـــة ـــ والأذن تعشق قبل العين أحيانـــا
قالوا بمن لا ترى تهذي فقلت لهم ـــ الأذن كالعين توفي القلب ما كانـا
وقال أيضا:
يزهدني في حب عبدة معشـــــــــــــــر ـــ قلوبهم فيها مخالفة قلبـــــــــــــي
فقلت دعوا قلبي وما اختار وما ارتضى ـــ فبالقلب لا بالعين يبصر ذو اللب
هذا بشار مثال واحد لإنسان اجتمع فيه الجمال والقبح فهل أنصفه عصره؟!، وفي كتاب (نكت الهميان في نكت العميان) للصفدي أخبار طويلة عن حكايات العميان.
ولكن ما حكاياتنا اليوم معهم، وكيف تنقل أخبارهم!!
نرجو أن ننقل بعض أحوالهم وأخبارهم في الفصول القادمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق