كتب يوم الأحد,شباط 05, 2006
منذ سنوات خلت لم أعد أسمع عن عالمنا العربي خبرا يسر النفس، ويبهج الصدر.
بدأت أَنْفِرُ من سماع نشرة الأخبار العربية المشؤومة، إذا بدأتها بدأت بالأسى، وإذا ختمتها ختمت بالأسف!…
مساكين أولئك المذيعون والمذيعات المسجونون خلف الشاشة، وحتى أولئك المراسلون الشباب المجازفون المنفيون في الخلاء والعراء، وفي الحر والقر، يبحثون عن الأشلاء المتناثرة بالحروب والفتن والكوارث.
في كل يوم موت على موت، ودمار على دمار، وخراب على خراب…. !!!
لا شك أنهم يموتون كل يوم ألف مرة برعب القصف العشوائي من فوق رؤوسهم بالطائرات، وبالنسف من تحت أقدامهم بالقنابل البشرية والعبوات الناسفة المؤقتة عاجلا أو آجلا.
ما أشقاهم وأشقانا جميعا بأخبار الجراح، ويوميات نزيف هذا الوطن!
وحتى المساحيق وإكسسوارات الإخراج التلفزي البراقة المخادعة لم يعد في استطاعتها أن تحجب عنا ملامح وجوههم المكدودة بثقل ما يحملونه إلينا، على مدار الساعة، من أخبار مكرورة تنذر أكثر مما تبشر، وخاصة أولئك المذيعون والمذيعات الذين رافقوا مسيرة القنوات الفضائية الإخبارية العربية منذ اللحظة الأولى لانطلاقها.
ومنهم مذيعون تمرسوا بالعمل الإذاعي ردحا من الزمن، عرفناهم سابقا، من خلال ميكرفون الإذاعة، وأحببنا صوتهم الجهوري الصداح مترددا مسافرا عبر التلال والجبال، محمولا على أمواج الأثير المتوسطة والقصيرة، وأعجبنا بمواهبهم الفذة في السجال وفن إدارة الحوار الحي المباشر المعاكس والمنعكس.
لقد كتب على هؤلاء جميعا، مذيعين ومراسلين وتقنيين في الصوت والإضاءة، وفي التوضيب والإخراج أن يتجرعوا مرارة النكبات القديمة والجديدة معا، وأن يتحملوا أعباء الماضي ووطأة الحاضر ومداهمات المستقبل.
لم تتغير أمور هذا الوطن كثيرا بين اليوم الراهن والأمس القريب أو البعيد، إلا في ارتفاع عدد الضربات والسقطات والانبطاحات، وخاصة بعد أحداث أيلول سبتمبر التي أيقظت الوحش الكامن في داخل الغرب وأغرته بنا، ونبهته إلى عيوبنا، ومواطن ضعفنا وعجزنا، وهواننا على الناس وعلى أنفسنا!!
صراحة، أشفق على المذيعات الحسناوات أكثر، وأخاف على جمالهن أن تذهب به جوائح الأخبار العربية، وعلى عواطفهن أن تقسو بمشاهد القتل والاغتيال والدمار المستمرة على أرض العرب، إلا أن يكن هياكل مقدودة من الحديد أو تماثيل منحوتة من الحجر.
لا شك أن شقيقاتهن في قنوات المنوعات، والموسيقى أوفرهن حظا، وأكثرهن مرحا وحبورا. إنهن على الأقل يمضين الساعات الطوال في دغدغة مشاعر المعجبين والمعجبات بين الهمز والغمز واللمز وكل فنون الغنج ومضغ الكلام.
يحملني الإشفاق على مذيعات نشرات الأخبار العربية أحيانا، على خفض صوت التلفاز إلى أقصى حد ممكن، فأنشغل لبعض الوقت عن وجوههن بقراءة شريط الأخبار المنسدل أسفل الشاشة بلا نهاية ولا بداية.
ربما يكون الشيء الوحيد الجديد الهام الذي أستفيده كل يوم من قراءة شريط الأخبار التدرب على مهارات التركيز و سرعة القراءة.
منذ سنوات خلت لم أعد أسمع عن عالمنا العربي خبرا يسر النفس، ويبهج الصدر.
بدأت أَنْفِرُ من سماع نشرة الأخبار العربية المشؤومة، إذا بدأتها بدأت بالأسى، وإذا ختمتها ختمت بالأسف!…
مساكين أولئك المذيعون والمذيعات المسجونون خلف الشاشة، وحتى أولئك المراسلون الشباب المجازفون المنفيون في الخلاء والعراء، وفي الحر والقر، يبحثون عن الأشلاء المتناثرة بالحروب والفتن والكوارث.
في كل يوم موت على موت، ودمار على دمار، وخراب على خراب…. !!!
لا شك أنهم يموتون كل يوم ألف مرة برعب القصف العشوائي من فوق رؤوسهم بالطائرات، وبالنسف من تحت أقدامهم بالقنابل البشرية والعبوات الناسفة المؤقتة عاجلا أو آجلا.
ما أشقاهم وأشقانا جميعا بأخبار الجراح، ويوميات نزيف هذا الوطن!
وحتى المساحيق وإكسسوارات الإخراج التلفزي البراقة المخادعة لم يعد في استطاعتها أن تحجب عنا ملامح وجوههم المكدودة بثقل ما يحملونه إلينا، على مدار الساعة، من أخبار مكرورة تنذر أكثر مما تبشر، وخاصة أولئك المذيعون والمذيعات الذين رافقوا مسيرة القنوات الفضائية الإخبارية العربية منذ اللحظة الأولى لانطلاقها.
ومنهم مذيعون تمرسوا بالعمل الإذاعي ردحا من الزمن، عرفناهم سابقا، من خلال ميكرفون الإذاعة، وأحببنا صوتهم الجهوري الصداح مترددا مسافرا عبر التلال والجبال، محمولا على أمواج الأثير المتوسطة والقصيرة، وأعجبنا بمواهبهم الفذة في السجال وفن إدارة الحوار الحي المباشر المعاكس والمنعكس.
لقد كتب على هؤلاء جميعا، مذيعين ومراسلين وتقنيين في الصوت والإضاءة، وفي التوضيب والإخراج أن يتجرعوا مرارة النكبات القديمة والجديدة معا، وأن يتحملوا أعباء الماضي ووطأة الحاضر ومداهمات المستقبل.
لم تتغير أمور هذا الوطن كثيرا بين اليوم الراهن والأمس القريب أو البعيد، إلا في ارتفاع عدد الضربات والسقطات والانبطاحات، وخاصة بعد أحداث أيلول سبتمبر التي أيقظت الوحش الكامن في داخل الغرب وأغرته بنا، ونبهته إلى عيوبنا، ومواطن ضعفنا وعجزنا، وهواننا على الناس وعلى أنفسنا!!
صراحة، أشفق على المذيعات الحسناوات أكثر، وأخاف على جمالهن أن تذهب به جوائح الأخبار العربية، وعلى عواطفهن أن تقسو بمشاهد القتل والاغتيال والدمار المستمرة على أرض العرب، إلا أن يكن هياكل مقدودة من الحديد أو تماثيل منحوتة من الحجر.
لا شك أن شقيقاتهن في قنوات المنوعات، والموسيقى أوفرهن حظا، وأكثرهن مرحا وحبورا. إنهن على الأقل يمضين الساعات الطوال في دغدغة مشاعر المعجبين والمعجبات بين الهمز والغمز واللمز وكل فنون الغنج ومضغ الكلام.
يحملني الإشفاق على مذيعات نشرات الأخبار العربية أحيانا، على خفض صوت التلفاز إلى أقصى حد ممكن، فأنشغل لبعض الوقت عن وجوههن بقراءة شريط الأخبار المنسدل أسفل الشاشة بلا نهاية ولا بداية.
ربما يكون الشيء الوحيد الجديد الهام الذي أستفيده كل يوم من قراءة شريط الأخبار التدرب على مهارات التركيز و سرعة القراءة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق