كتب يوم السبت,كانون الثاني 21, 2006
للقدماء وقفات وانطباعات مبهرة أمام أسرار الكون ومعجزات خالقه. وقد أودعوها فصولا من مذكراتهم وكتبهم، بأسلوب أدبي بديع يثير الإعجاب، و وصف علمي دقيق يبعث على التأمل والتفكير.
وتلك الفصول قد لا تقل إحاطة وإثارة، في كثير من الحقائق العلمية عن أحدث الأشرطة الوثائقية المصورة اليوم، بأحدث الأجهزة المعاصرة، رغم ما يمكن أن يكون بيننا وبينهم من تباعد في الزمان والمكان، أو اختلاف في الوسائل والإمكانيات..
وهذه بعض اللقطات من تلك الفصول العلمية الجميلة تخيرناها من كتاب (الإمتاع والمؤانسة) لأبي حيان التوحيدي. وهو أحد رجالات القرن الهجري الرابع المغمورين. وهو أحد كبار الأدباء الفلاسفة، أو الفلاسفة الأدباء الذين وقع الانتباه إليهم مؤخرا.
ــ من عجائب الطيور:
ما ذكره التوحيدي عن إناث (القبج)، قال:
إناث ( القبج) عندما تبيض، يطلب الذكر موضع بيض أنثاه فيدحرجه مخافة أن تقعد عليه وتشتغل عنه، فيفسده.
ولذلك هي تحتال أبدا في الهرب منه، وتخفي موضع عشها، فتبيض في أماكن خفية.
ومتى قصدها قامت عنه، وأطمعته في نفسها حتى تبعد عن أماكن بيضها.
فإذا بعدت طارت ثم احتالت في الرجوع إليه.
ـ ومن عجائب الحيوانات الجحرية:
هذا الفصل المثير الذي تحدث فيه عن اليرابيع، قال:
اليرابيع إذا اجتمعت في موضع ارتفع رئيس لها حتى يكون في موضع مشرف أوعلى صخرة أو تل ينظر منه إلى الطريق من كل ناحية، فإن رأى أحدا مقبلا، أو سبعا صر بأسنانه وصوت، فإذا سمعته انصرفت عن الموضع إلى جحرتها.
فإذا أغفل ذلك، وعاينت البقية سبعا أو راجلا قبل أن يراه ذلك الرئيس انصرفت إليه وقتلته لتضييعه أو غفلته.
وإذا كان حسن الرصد مضت اليرابيع فقطعت أطرأ ما يكون من الخضرة، وأطيب العشب فتحمله بأفواهها حتى تأتيه تحية وتكرمة.
وإذا كانت في جحرتها خرج الرئيس أولا فيبصر الطريق، فإن لم ير أحدا صر بأسنانه وصوت لها لتخرج فترعى.
ومن عجيب ما ذكره عن القنفذ:
أن القنفذ يعمد إلى الكرمة فيحركها فيقع منها العنب، فيتمرغ فيه حتى يملأ شوكه، ويعود إلى عشه، فإذا بصرت به جراؤه أطافت به تلتقط ذلك الحب من شوكه وتأكله.
وقال عن عظام الأسد:
عظام الأسد جاسية جدا، وإن دلكت بعض عظامه ببعض خرجت منها نار كما تخرج من الحجارة.
وقال عن الحمار:
الحمار في طبيعته معرفة صوت الإنسان الذي اعتاد سماعه وإيناسه، لا يضل الطريق الذي سلكه مرة ولا يخطئه. إذا ضل راكبه الطريق هداه وحمله على المحجة.
ثم استطرت على كلام شيخنا التوحيدي وقلت:
…ربما تكون ثقة بعض الأطفال القرويين بمعرفة الحمار بالمسالك والممالك هي التي تجعلهم يداعبونه ويركبونه بالمقلوب….!!!
للقدماء وقفات وانطباعات مبهرة أمام أسرار الكون ومعجزات خالقه. وقد أودعوها فصولا من مذكراتهم وكتبهم، بأسلوب أدبي بديع يثير الإعجاب، و وصف علمي دقيق يبعث على التأمل والتفكير.
وتلك الفصول قد لا تقل إحاطة وإثارة، في كثير من الحقائق العلمية عن أحدث الأشرطة الوثائقية المصورة اليوم، بأحدث الأجهزة المعاصرة، رغم ما يمكن أن يكون بيننا وبينهم من تباعد في الزمان والمكان، أو اختلاف في الوسائل والإمكانيات..
وهذه بعض اللقطات من تلك الفصول العلمية الجميلة تخيرناها من كتاب (الإمتاع والمؤانسة) لأبي حيان التوحيدي. وهو أحد رجالات القرن الهجري الرابع المغمورين. وهو أحد كبار الأدباء الفلاسفة، أو الفلاسفة الأدباء الذين وقع الانتباه إليهم مؤخرا.
ــ من عجائب الطيور:
ما ذكره التوحيدي عن إناث (القبج)، قال:
إناث ( القبج) عندما تبيض، يطلب الذكر موضع بيض أنثاه فيدحرجه مخافة أن تقعد عليه وتشتغل عنه، فيفسده.
ولذلك هي تحتال أبدا في الهرب منه، وتخفي موضع عشها، فتبيض في أماكن خفية.
ومتى قصدها قامت عنه، وأطمعته في نفسها حتى تبعد عن أماكن بيضها.
فإذا بعدت طارت ثم احتالت في الرجوع إليه.
ـ ومن عجائب الحيوانات الجحرية:
هذا الفصل المثير الذي تحدث فيه عن اليرابيع، قال:
اليرابيع إذا اجتمعت في موضع ارتفع رئيس لها حتى يكون في موضع مشرف أوعلى صخرة أو تل ينظر منه إلى الطريق من كل ناحية، فإن رأى أحدا مقبلا، أو سبعا صر بأسنانه وصوت، فإذا سمعته انصرفت عن الموضع إلى جحرتها.
فإذا أغفل ذلك، وعاينت البقية سبعا أو راجلا قبل أن يراه ذلك الرئيس انصرفت إليه وقتلته لتضييعه أو غفلته.
وإذا كان حسن الرصد مضت اليرابيع فقطعت أطرأ ما يكون من الخضرة، وأطيب العشب فتحمله بأفواهها حتى تأتيه تحية وتكرمة.
وإذا كانت في جحرتها خرج الرئيس أولا فيبصر الطريق، فإن لم ير أحدا صر بأسنانه وصوت لها لتخرج فترعى.
ومن عجيب ما ذكره عن القنفذ:
أن القنفذ يعمد إلى الكرمة فيحركها فيقع منها العنب، فيتمرغ فيه حتى يملأ شوكه، ويعود إلى عشه، فإذا بصرت به جراؤه أطافت به تلتقط ذلك الحب من شوكه وتأكله.
وقال عن عظام الأسد:
عظام الأسد جاسية جدا، وإن دلكت بعض عظامه ببعض خرجت منها نار كما تخرج من الحجارة.
وقال عن الحمار:
الحمار في طبيعته معرفة صوت الإنسان الذي اعتاد سماعه وإيناسه، لا يضل الطريق الذي سلكه مرة ولا يخطئه. إذا ضل راكبه الطريق هداه وحمله على المحجة.
ثم استطرت على كلام شيخنا التوحيدي وقلت:
…ربما تكون ثقة بعض الأطفال القرويين بمعرفة الحمار بالمسالك والممالك هي التي تجعلهم يداعبونه ويركبونه بالمقلوب….!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق