الاثنين، 11 فبراير 2008

كامل النصيرات وعداد الزيارات

كتب يوم الأحد,أيار 21, 2006

أقرأ بانتظام مدونات الاخوة والأخوات على موقع ( مكتوب ) من مختلف البلدان العربية، وأستفيد وأستمتع كثيرا وأنا أقلب النظر بين صفحاتهم، في كل شؤونهم الصغيرة والكبيرة…

هؤلاء المدونون هم في الحقيقة ناطقون غير رسميين وسفراء بالنيابة عن غيرهم من المواطنين البسطاء على امتداد رقعة الوطن العربي.

والحمد لله على خدمات الأنترنت التي ألغت الرسوم الجمركية، وحطمت الحواجز الوهمية القائمة في أذهان حكامنا وساساتنا. والحمد لله أننا ما عدنا بحاجة إلى ساعات الانتظار الطويلة أمام سفارات بلداننا لأخذ تصاريح السفر والتنقل عبر المواقع.

هؤلاء المدونون، على قلتهم بالقياس إلى حجم سكان كل بلد، يسهمون مع غيرهم من الكتاب العرب الأحرار في ملء فجوات الصمت المطبق على واقعنا العربي، وفي توسيع دائرة الوضوح حول ذواتنا وحقيقة حياتنا العربية المأزومة، كل من زاويته الخاصة، ومن موقع اهتمامه ومعرفته واطلاعه…

ورغم كل الأحداث والوقائع الخطيرة التي جرت ولا زالت تجري على الساحة العربية، بكل ما نتج عنها من تفاعلات كثيرة تركت آثارا واضحة على كتابات المدونين والمدونات، في أفكارهم وأخيلتهم وأمزجتهم وغضبهم وحزنهم وفرحهم وأملهم …

وقد بقيت الأمور عادية، على موقع مكتوب، حتى طلعت علينا مؤخرا مدونة الأخ المحترم كامل النصيرات من الأردن الشقيق التي حركت كثيرا من المياه الراكدة في بحيرة التدوين على هذا الموقع المحترم، فيما يخص واقع الزوار لصفحات التدوين على موقع (مكتوب).. ..

وما أثارني حقا هو التصاعد الصاروخي لعَدَّادِ زوار صفحة أخينا كامل النصيرات الظريفة… ومن المحتمل جدا أن يصير عدد زوار صفحته في غضون أسابيع معدودة، إن حافظ على وتيرته في الكتابة اليومية، بعدد سكان منطقته (الكرامة) أو بعدد سكان بلده الأردن، بل وربما بعدد سكان عموم الوطن العربي إذا ما توفرت خدمة الأنترنيت لعموم الشعب العربي….

ولكن، عندما قَدِم أخونا الصحافي أحمد موفق زيدان إلى عالم التدوين من حدود الباكستان وأفغانستان، كادت موازين القوى تنقلب لدى أخينا كامل عندما انتزع منه هذا القادم الجديد قصب السبق، وتصدر الرتبة الأولى لبعض الوقت.

ومعلوم أن الأخ موفق قد سبقته شهرته في القناة الفضائية الإخبارية العربية (الجزيرة) كمراسل لها ومدير لمكتبها في الباكستان إلى صفحته التي أنشأها على مدونات (مكتوب)…

وكأني بالأخ كامل قد استشعر خطورة الحرب عبر المواقع الساخنة بنار المدافع، والملغومة بالمتفجرات التي نقلها الأخ موفق من القناة الإخبارية إلى صفحة التدوين العربية، سيما وأن الأخ موفق مراسل محنك في شؤون ملف المقاومة الأفغانية والشؤون الباكستانية، ويعلق عليه زواره آمالهم العريضة للتعرف على تفاصيل الطالبان وأسرار الشيخ أسامة ومن معه هناك وراء الجبال الأفغانية المتمنعة، ولو نكاية بعرَّاب حروب الإرهاب الدولي الشيخ جورج بوش..!!

ولعل في كلمة التهاني التي تبادلاها موفق وكامل مع بعضهما بخصوص قضية الرتبة الأولى، وهما الجاران في الوطن (سوريا والأردن)، وفي موقع (مكتوب) الذي يضمهما معا عند أعلى الصفحة الأولى، ما يدل على تواضعهما ورحابة صدرهما بغض النظر عن روح المنافسة الشديدة الكامنة في نفس كل واحد منا، وخاصة عندما قبل أخونا كامل، بأريحية العرب المعهودة، تسليم مركز الصدارة إلى منافسه الجديد، بتلقائية وطواعية..

فهل كان أخونا كامل يعلم في قرارة نفسه أنه قادر على استعادة المركز الأول، ولو بحشود الفقراء والمظلومين والمحرومين الذين يقفون خلفه داخل كل البلدان العربية من المحيط إلى الخليج، بعد ما نصب نفسه محاميا للدفاع عن كرامتها المنتقصة وحقوقها المغتصبة، ولو في الحدود الدنيا من متطلبات العيش الكريم، من ماء وكهرباء ورغيف عيش حاف…. ؟!!.

يعجبني في الأخ كامل بساطته في المعالجة، وقدرته على اقتناص المواقف المعبرة عن حاله وعن نفسيته التي يتحدث عنها بكل ما أوتي من صدق وشفافية، رغم كل عذابه وجراحه العميقة ومعاناته التي أكسبته تعاطفا جماهيريا منقطع النظير…

لقد اختزل الأخ كامل بعباراته الساخرة وبألفاظه الصريحة المعبرة التي يلتقطها من أفواه البسطاء وواقع المحرومين والمنبوذين، بكل مفارقاتهم العجيبة في الحياة والسلوك، وبكامل تفاصيل العيش اليومي الكادح لدى المواطن العربي المغلوب على أمره، بعيدا عن كل أشكال الزيف والخداع التي تطبع عيش وسياسة حكامنا وأعوانهم المستبدين وكل من والاهم من المنتفعين.

وقد جعل الأخ كامل من مبدأ الكرامة عنوانا عريضا لحياة أهل منطقته (الكرامة) ولكن، هناك على امتداد هذا الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه مناطق كثيرة ك(الكرامة) لا تحمل من الكرامة غير الاسم….

أخي كامل، فلتهنأ بهذا الإقبال العفوي لجماهير الزوار على مدونتك، وأنا واحد منهم، وربما حاولت بهذا الإدراج الذي أهديه لك أن أنوب عنهم وأن أتكلم بلسان حالهم فقط.

وقد سبقني كثير من الاخوة إلى التعبير عن ذلك بما يزيد عما قلته في حقك من خلال التعليقات الكثيرة التي توجد أسفل كل صفحة من صفحات مدونتك..

وكم كنت أتمنى عل حكامنا وساساتنا وأولياء أمورنا أن ينشئوا مدوناتهم الخاصة، ويحكوا تفاصيل حياتهم الرغيدة مثلهم مثل سائر عباد الله، ربما تغيرت عندها نكهة التدوين العربي ، واغتنت بكل ما لذ وطاب من رقيق عيشهم بدل مدوناتنا ومدونتك يا أخ كامل التي خلت من كل شيء، إلا من الجوع والعطش وشظف العيش.

بالله عليك قل لي: أين نكهة سيجارتك (المركوري) الأحمر الذي تتباهى به من نكهة غليونهم و(سيجارهم) الفاخر الذي تفوق ميزانية الواحد منه ميزانية أسرة عربية متوسطة خلال يوم كامل أو أكثر، وقس على ذلك باقي الكماليات ياكامل..!!

بالمناسبة أخ كامل أحب أن أسألك عن نوع سيجارك ( المركوري) هذا، ما ثمنه عندكم في الأردن؟! هل هو نوع محلي أم مستورد؟؟، أنا لست من المدخنين، ولكن التدخين عندنا في المغرب آفة كثير من الأسر الفقيرة.

ثم قل لي: كيف يجتمع الفقر والتدخين في جسد منهك محبط، ومسؤول عن زوجة وعيال؟؟!!، وهل وفرت لهم الدولة قوتا وعيشا كريما كافيا حتى تأتي هذه الملعونة السيجارة وتجهز على البقية الباقية من أجر يومي أو راتب ؟؟!!، وحتى على الصحة والعافية؟؟!!…

نسأل الله العفو عنك والعافية لك، ولسائر المدخنين…

وأنواع السجائر عندنا في المغرب بعدد شرائح المجتمع، وتستطيع أن تستدل على كل شريحة فقط من خلال شكل العلبة ونوع اللفافة والمصفاة، ونسق الكتابة المطبوعة، بين حبر أسود أو ملون أو مذهب، كما شكل ولون التبغ داخل اللفافة، وزد على ذلك كل ما يرتبط بالتدخين من عود كبريت وقداحات عادية وحتى إلكترونية ومنفضة لرماد السجائر خشبية أو معدنية أو حتى ذهبية، فهل الوضع عندكم كوضعنا في ارتباط ماركات السجائر ب(ماركات) المجتمع أو طبقاته، وهل نوع سيجارتك يدل حقيقة على نوعية الشريحة التي تنتمي إليها، والتي طالبت في أحد إدراجاتك بنزع جيوبها لأن وجودها كعدمها.

فأين ستضع علبة سجائرك وولاعتك أو كبريتك إذا استجابت وزارتكم لطلبك وأمرتكم بلبس قمصان وسراويل منزوعة الجيوب ..!!

أخي كامل اعذرني على هذه المداعبة الساخرة، يا صاحب القلم المبدع الساخر، وآسف إن أطلت عليك، وتذكر أننا وإن كنا في بلدين متباعدين في المسافة، فإن بين المغرب والأردن نقط تجاور وتقاطع كثيرة…

ودمت لقارئيك وزوارك مبدعا تضمد الجراح وترسم البسمة على الشفاه المرتعشة خوفا وتعبا وجوعا وعطشا…. وفقك الله ومتعك بالصحة والعافية.
أخوك في التدوين، عبد اللطيف المصدق، صاحب ( كلمات عابرة ) من مدينة مراكش الحمراء، بالمغرب الأقصى.

ليست هناك تعليقات: