الجمعة، 8 فبراير 2008

حديث الثقلاء

كتب يوم السبت,كانون الأول 31, 2005

مما جاء في الثقلاء آية الثقلاء، قال الله تعالى ( فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستا نسين لحديث)، الأحزاب/ 53.
قالت عائشة رضي الله عنها: هذه الآية نزلت في الثقلاء، وروي عنها قولها: حسبك في الثقلاء أن الله لم يحتملهم.
وسماها بعض المفسرين ب آية الثقلاء، تأديبا لهم.

وكان للأعمش (1) نظريات عجيبة ونوادر طريفة في الثقل والثقلاء، ربما لأنه كان متبرما بالناس حرجا ضيق الأخلاق بسبب ما يراه من طباعهم الفاسدة، و( دمائهم الثقيلة ).
ومن ذلك أنه؛

كان إذا رأى ثقيلا قال: (ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون ، الدخان /11 ).
وقيل :إنه نقش على خاتمه: ( يامَقيت، أبْرَمْت فَقُم!)، فإذا استثقل جليسا ناوله إياه.
وأنه قال: من فاتته ركعتا الفجر فليلعن الثقلاء.
وقيل له: لم عَمَشت عينُك؟ قال: من نظري إلى الثقلاء.
وكان إذا حضر مجلسه ثقيل قال:

فما الفيل تحمله مِّيتا ــ بأثقلَ من بعض جُلاَّسِنا

وحديث الثقلاء لا ينبغي أن ينصرف إلى الأفراد فقط، بل حتى إلى بعض الدول المستعِمرة التي جثمت على صدورنا، مع تبجحها السافر بشعار الحرية واحترام خصوصية الشعوب المغلوبة التي حلت كالضيف الثقيل على أرضها، ملتهمة وناهبة.

وربما يقع اللوم علينا، لأن حكامنا وساستنا لا يملكون شجاعة الأعمش حتى يرفعوا شعار خاتمه في وجه أمريكا راعية الديموقراطية والحرمة والخصوصية وبقية وصيفاتها، أو ربما لأن دولنا كريمة وطيبة، وغير شرِّيرة. وقد يحلو لها أن تتبجح بذلك ؟؟!!.
————-
(1) هامش: الأعمش سليمان بن مهران محدث الكوفة وعالمها، توفي سنة 148 هج .

ليست هناك تعليقات: