كتب يوم الثلاثاء,كانون الثاني 17, 2006
تختلف مذاهب الناس في العشق والحب باختلاف طبائعهم في الألفة والمودة، وتباين قلوبهم في الرقة والقسوة.
وتحدث القدماء كثيرا عن أثر الشعور بالجمال بين المتحابين في تمكين الألفة بينهما، بغض النظر عن موضوع الجمال أوالقبح، في حد ذاتهما. وقد بينا ذلك سابقا، كما مر معنا كيف اختار أحمد بن حنبل الزواج بالعوراء الدميمة على أختها الجميلة، لأنه آثر زواج العقول والأرواح على زواج الأجساد والأشباح..
وأجاز الشرع للرجل النظر إلى وجه المرأة قبل التزويج، تمكينا للألفة بين الطرفين، قال الأعمش: (كل تزويج يقع على غير نظر فآخره هم وغم) .
وأمرالجمال والقبح، في حد ذاتهما، نسبي، فلا نهاية لهما ولا بداية. وليس هناك وصف كامل يمكن أن يحيط بهما، ولو تعاون على ذلك جميع مبدعي العالم، في فن الكلام الشعري والقصصي والدرامي، أو حتى في الأشكال المختلفة والمبهرة لفنون الرسم والتلوين والنحت والتصوير الثابت أو المتحرك…
ولكن، في أيامنا هذه، قد تتساوى القبيحة مع الجميلة تماما ـ كما قد يتساوى الباطل مع الحق وزيادة ـ إذا تدخلت قوة مشراط الطبيب الجراح، لتعديل قسمات الجسد والوجه بالزيادة أو الحذف أو التعويض، حتى تعتدل على أحسن وجه ـ تماما كما في (خطة الطريق) الأمريكية ووصيفتها لترميم وهندسة الجسد العربي القبيح ، حسب زعمها ـ.إذ لا فرق عندي بين جسد المواطن والوطن، فهذا من ذاك، ما دمنا نتحدث عن القبح والجمال، سواء في أجساد البشر أو أجساد الأمم، فأصل العشق واحد، وقد يتعدد ولكنه لا يتجزأ.
والجمال المصنوع أو المجلوب بوسائل الجراحة الترميمية أو التعويضية أو بوسائل الزينة التقليدية والعصرية أمر شغل القدماء أيضا، والحديث فيه ذوشجون. وربما عدنا إليه في إدراجات لاحقة.
أما الأن، فنود أن نختم هذا الحديث ببعض الحكايات العجيبة التي كانت تعرض للمحبين والعشاق قديما، فيما يشبه الخيال الحالم المتجاوز لكل الحدود، وليتأكد لنا أن موضوع الحب أبعد من كل وصف، وأسمى من أن يبقى محصورا في حديث صور الأجسام الجميلة أو القبيحة..
فللمحبين عجائب قد لا يتصورها البعض حتى في الخيال:
الحكاية الأولى:
روي عن عمر بن الحارث الرافعي قال: كنت في مجلس بالرقة عند صديق لي، وكان معنا فتى يتعشق جارية مغنية، وكانت معنا في المجلس فضربت بالقضيب وغنت:
علامة ذل الهوى ـ على العاشقين البكا
ولاسيما عاشــق ـ إذا لم يجد مشتــكى
فقال لها الفتى: أحسنت والله ياسيدتي، أفتأذنين لي أن أموت؟!! فقالت : مت راشدا!!
قال: فوضع رأسه على الوسادة وأطبق فمه وغمض عينيه، فحركناه فإذا هو ميت.
الحكاية الثانية:
قال سمنون المحب: كان في جيراننا رجل وله جارية يحبها غاية الحب، فاعتلت الجارية فجلس الرجل يصلح لها حيسا، فبينما هو يحرك القدر إذ قالت الجارية: آه!! قال : فدهش الرجل وسقطت الملعقة من يده وجعل يحرك ما في القدر بيده حتى سقطت أصابعه!! فقالت الجارية: ما هذا؟!! قال : هذا مكان قولك: آه!!
الحكاية الأخيرة، وليست الآخرة:
حكي عن محمد بن عبد الله البغدادي قال: رأيت بالبصرة شابا على سطح مرتفع، وقد أشرف على الناس وهو يقول:
من مات عاشقا فليمت هكذا ـ لا خير في عشق بلا موت
ثم رمى بنفسه الأرض، فحملوه ميتا
وللناس في العشق مذاهب!! وهل الموت في سبييل الحق والوطن والهوية والحرية.. إلا عشق، على عشق، على عشق….!!!
أما عبارات الناس عن الحب والمحبة فكثيرة، وسندرج بعضها لاحقا.
تختلف مذاهب الناس في العشق والحب باختلاف طبائعهم في الألفة والمودة، وتباين قلوبهم في الرقة والقسوة.
وتحدث القدماء كثيرا عن أثر الشعور بالجمال بين المتحابين في تمكين الألفة بينهما، بغض النظر عن موضوع الجمال أوالقبح، في حد ذاتهما. وقد بينا ذلك سابقا، كما مر معنا كيف اختار أحمد بن حنبل الزواج بالعوراء الدميمة على أختها الجميلة، لأنه آثر زواج العقول والأرواح على زواج الأجساد والأشباح..
وأجاز الشرع للرجل النظر إلى وجه المرأة قبل التزويج، تمكينا للألفة بين الطرفين، قال الأعمش: (كل تزويج يقع على غير نظر فآخره هم وغم) .
وأمرالجمال والقبح، في حد ذاتهما، نسبي، فلا نهاية لهما ولا بداية. وليس هناك وصف كامل يمكن أن يحيط بهما، ولو تعاون على ذلك جميع مبدعي العالم، في فن الكلام الشعري والقصصي والدرامي، أو حتى في الأشكال المختلفة والمبهرة لفنون الرسم والتلوين والنحت والتصوير الثابت أو المتحرك…
ولكن، في أيامنا هذه، قد تتساوى القبيحة مع الجميلة تماما ـ كما قد يتساوى الباطل مع الحق وزيادة ـ إذا تدخلت قوة مشراط الطبيب الجراح، لتعديل قسمات الجسد والوجه بالزيادة أو الحذف أو التعويض، حتى تعتدل على أحسن وجه ـ تماما كما في (خطة الطريق) الأمريكية ووصيفتها لترميم وهندسة الجسد العربي القبيح ، حسب زعمها ـ.إذ لا فرق عندي بين جسد المواطن والوطن، فهذا من ذاك، ما دمنا نتحدث عن القبح والجمال، سواء في أجساد البشر أو أجساد الأمم، فأصل العشق واحد، وقد يتعدد ولكنه لا يتجزأ.
والجمال المصنوع أو المجلوب بوسائل الجراحة الترميمية أو التعويضية أو بوسائل الزينة التقليدية والعصرية أمر شغل القدماء أيضا، والحديث فيه ذوشجون. وربما عدنا إليه في إدراجات لاحقة.
أما الأن، فنود أن نختم هذا الحديث ببعض الحكايات العجيبة التي كانت تعرض للمحبين والعشاق قديما، فيما يشبه الخيال الحالم المتجاوز لكل الحدود، وليتأكد لنا أن موضوع الحب أبعد من كل وصف، وأسمى من أن يبقى محصورا في حديث صور الأجسام الجميلة أو القبيحة..
فللمحبين عجائب قد لا يتصورها البعض حتى في الخيال:
الحكاية الأولى:
روي عن عمر بن الحارث الرافعي قال: كنت في مجلس بالرقة عند صديق لي، وكان معنا فتى يتعشق جارية مغنية، وكانت معنا في المجلس فضربت بالقضيب وغنت:
علامة ذل الهوى ـ على العاشقين البكا
ولاسيما عاشــق ـ إذا لم يجد مشتــكى
فقال لها الفتى: أحسنت والله ياسيدتي، أفتأذنين لي أن أموت؟!! فقالت : مت راشدا!!
قال: فوضع رأسه على الوسادة وأطبق فمه وغمض عينيه، فحركناه فإذا هو ميت.
الحكاية الثانية:
قال سمنون المحب: كان في جيراننا رجل وله جارية يحبها غاية الحب، فاعتلت الجارية فجلس الرجل يصلح لها حيسا، فبينما هو يحرك القدر إذ قالت الجارية: آه!! قال : فدهش الرجل وسقطت الملعقة من يده وجعل يحرك ما في القدر بيده حتى سقطت أصابعه!! فقالت الجارية: ما هذا؟!! قال : هذا مكان قولك: آه!!
الحكاية الأخيرة، وليست الآخرة:
حكي عن محمد بن عبد الله البغدادي قال: رأيت بالبصرة شابا على سطح مرتفع، وقد أشرف على الناس وهو يقول:
من مات عاشقا فليمت هكذا ـ لا خير في عشق بلا موت
ثم رمى بنفسه الأرض، فحملوه ميتا
وللناس في العشق مذاهب!! وهل الموت في سبييل الحق والوطن والهوية والحرية.. إلا عشق، على عشق، على عشق….!!!
أما عبارات الناس عن الحب والمحبة فكثيرة، وسندرج بعضها لاحقا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق