كتب يوم الخميس,أيار 11, 2006
على ساحة التدوين العربي بدأت ترتسم ملامح أزمة نفسية عميقة حقيقية تجتازها اليوم معظم الشعوب العربية المغلوبة على أمرها، والمطحونة برحى الفتنة والفقر والتخلف والفساد والاستبداد.
وطالما تحدثت في إدراجاتي السابقة في زاوية (حكايات المواطن العربي) عن نوع من الراحة المفتقدة لدى شعوبنا العربية. تلك الراحة الجماعية التي تستشعرها الشعوب عندما تكون في حالة صفاء وتوافق وتصالح مع ذاتها ومحيطها، في ماضيها وفي حاضرها وفي مستقبلها.
في ماضي الشعوب العربية وحاضرها لا يختلف الوضع كثيرا، إذ يمكن أن تقف بكل سهولة على حالات كثيرة منوعة من حالات الجفاء والقطيعة بين رغبات شعوبنا المصادرة في أدنى حقوقها ومتطلبات عيشها، وبين رغبات حكامنا التي تنزع دائما إلى الخارج، فتذهل عن كل قريب لا يطربها داخل كل بلد، وتصم آذانها عن كل نداءات الداخل، إن لم تسكتها بالقوة والقسوة حتى ترتاح وتهنأ، ويلذ لها طيب العيش.
فقد تعود حكامنا منذ فجر الدولة العباسية أن يسلموا مقاليد أمورهم إلى أعدائهم الذين طالما حالوا بينهم وبين شعوبهم كالبعبع الذي يخيف الأطفال الذين لم يشبوا بعد عن الطوق، وتلك حقيقة الشعوب العربية في نظر حكامنا، فكثيرا ما ألصقت بها صفات الدهماء والغوغاء والرعاع..، وقرنت سلوكها بسلوك بعض الحيوانات العجماوات التي تحتاج أن تساس بالسياط والكرابيج.
لقد كان وضع الشعوب العربية في مجمل التاريخ العربي بين خيارين أحلاهما مر؛ استبداد القريب وجور البعيد؛ فحكم عليها بالصمت أو الموت، والصمت شكل من أشكال الموت الذي لا يبقي أثرا.
أين تاريخ شعوبنا في الماضي وحتى الحاضر؟!! من منكم يدلني على كتاب واحد في الماضي البعيد أو القريب يحمل نبض الشعوب العربية نبضا خالصا، ثم من يكتب تاريخ شعوبنا الآن؟!.. غيرالرصاص والقمع أو النفي خلف جدران السجون حتى تصير نسيا منسيا..
التاريخ العربي كان ولا يزال ملكا خالصا لحكامنا، والشعوب دوما كانت ولا تزال خارج المعادلة، أوفي حكم العدم.
وهاهي أزمة شعوبنا اليوم تتفاقم بأضعاف مضاعفة على حساب رغباتها وكرامتها ووقتها وراحتها منذ أن حلت أمريكا على أرضنا بقضها وقضيضها كالبعبع أو كالضيف الثقيل، ناهبة ومبيدة ومهينة، وخاصة بعد أن طبقت بنجاح وبإسناد جهوي ودولي دروس الدمار الشامل على رؤوس شعوبنا في العراق المرعوبة المكلومة النازفة عرضا ودما على مدار الساعة، وفي فلسطين المحاصرة بجدار الجوع والنار والعار حتى تذعن للقرار الأمريكي المتصهين الذي يأبى إلا أن يمرغ ما بقي لنا من نخوة وعزة في التراب.
وتزداد ملامح أزمة الشعوب العربية لديك وضوحا وعمقا كلما أوغلت في قراءة المدونات العربية، من المحيط إلى الخليج.
وفي كل يوم تنضم إلى ساحة التدوين أسماء جديدة، لتساهم في نشر غسيل هذا الوطن الذي طالما عمل حكامنا مع جوقتهم على إخفائه أو طمسه أو مصادرته أو تجميله بالمساحيق الزائفة، ومن الذي يستطيع أن يغطي عين الشمس بالغربال..!!
ولا يستطيع أحدنا اليوم أن ينكر أهمية المدونين العرب من مختلف الأعمار والأقطار في تفتيق جراح هذا الوطن، والإشارة بأصابع الاتهام دون خوف أو وجل، والنفاذ إلى المواطن الدفينة لكل داء وألم، بأساليب تفيض صراحة ومرارة وسخرية وعبثية، في كثير من الأحيان.
وفي مشهد التدوين العربي على موقع مكتوب الذي بدأ يستقطب خيرة المدونين العرب المقيمين في أوطانهم العربية، من المحيط إلى الخليج، على ظلم أو ضيم أو تخلف أو فساد أو استبداد، أو بعض المغتربين الغيورين في بلدان العالم كافة الذين لم تذهلهم حضارة بلدانهم المستقبلة عن حقيقة مأساة بلدانهم الأصلية، ربما لأنهم في وضع أريح وأفضل للمقارنة والمقايسة بين ما يوجد هنا وما يوجد هناك….
وفي مشهد التدوين على موقع (مكتوب) تتضح حقيقة فسيفساء الوطن العربي بأوجاعه وآلامه، وآماله وأحلامه وأوهامه، وليسهم هذا الموقع بذلك في رفع وتيرة حمى التدوين داخل بلداننا العربية يوما عن يوم، حتى صار لكثير من المدونين والمدونات الملاذ الأفضل للبوح، ولإطلاع القراء والزوار على هموم بلدانهم التي هي في الأصل هموم واحدة لعموم العرب أينما كانوا، مع استثناء اختلافاتها المحلية البسيطة، وذلك إما؛
ـ من خلال تأملاتهم وإسقاطاتهم وانطباعاتهم الذاتية التي لا تخلو من فنية وأدبية وشعرية..
ـ أو من خلال مذكراتهم ومشاهداتهم واستطلاعاتهم وأخبارهم التي تكاد تسابق عجلة الزمن، وتسحب البساط من تحت أقدام الصحفيين الرسميين لانتشار المدونين الواسع في قلب الأحداث الساخنة، ووجودهم في أماكن نائية أو بعيدة عن اهتمامات الصحف ووسائل التعتيم الرسمية.
وفي بعض الاستطلاعات الأخيرة التي قرأتها حول مدونات موقع ( مكتوب ) يتصدر ما هو سياسي قائمة اهتمامات كتاب الصفحات وزوارهم، وهذه حقيقة جلية بادية للعيان، وقد يكفيك إلقاء نظرة سريعة على المدونات التي تحظى بأكثر نسب القراءة والتعليق على حد سواء، أو تلك التي تعلن باستمرار على الصفحة الأولى ( للبلوغرز)،
ولتتأكد بذلك الحقيقة التي سجلناها وتحدثنا عنها في هذا الإدراج، أقصد بذلك راحة الشعوب العربية المفتقدة حتى إشعار آخر. تلك الراحة العظيمة التي تبعث على الفأل الحسن والثقة بالنفس والمحيط للإخلاص في العطاء والعمل. تلك الراحة الغالية في النفس والعقل والبدن إذا ما عاشتها الشعوب العربية في بعض الأيام من حياتها يمكن، عندها، أن يصبح لكلام المدونين طعم آخر أحلى من هذا الكلام المر الذي يملأ معظم صفحات التدوين العربي، وأخف وطأة وضررا على نفوس وعقول أجيالنا الصاعدة التي تقف الآن عند ملتقيات طرق ومنعرجات خطيرة تنذر بأوخم العواقب التي قد تمحى معها ملامحنا وصفاتنا، لا قدر الله، وما ظاهرة العزوف المستشرية هذه الأيام في صفوف أجيالنا عن كل شيء إلا دليل واضح على ما نقوله…
ومن ذا الذي لا يسأم من حديث النكد…، ولا حول ولا قوة إلا بالله..!!
على ساحة التدوين العربي بدأت ترتسم ملامح أزمة نفسية عميقة حقيقية تجتازها اليوم معظم الشعوب العربية المغلوبة على أمرها، والمطحونة برحى الفتنة والفقر والتخلف والفساد والاستبداد.
وطالما تحدثت في إدراجاتي السابقة في زاوية (حكايات المواطن العربي) عن نوع من الراحة المفتقدة لدى شعوبنا العربية. تلك الراحة الجماعية التي تستشعرها الشعوب عندما تكون في حالة صفاء وتوافق وتصالح مع ذاتها ومحيطها، في ماضيها وفي حاضرها وفي مستقبلها.
في ماضي الشعوب العربية وحاضرها لا يختلف الوضع كثيرا، إذ يمكن أن تقف بكل سهولة على حالات كثيرة منوعة من حالات الجفاء والقطيعة بين رغبات شعوبنا المصادرة في أدنى حقوقها ومتطلبات عيشها، وبين رغبات حكامنا التي تنزع دائما إلى الخارج، فتذهل عن كل قريب لا يطربها داخل كل بلد، وتصم آذانها عن كل نداءات الداخل، إن لم تسكتها بالقوة والقسوة حتى ترتاح وتهنأ، ويلذ لها طيب العيش.
فقد تعود حكامنا منذ فجر الدولة العباسية أن يسلموا مقاليد أمورهم إلى أعدائهم الذين طالما حالوا بينهم وبين شعوبهم كالبعبع الذي يخيف الأطفال الذين لم يشبوا بعد عن الطوق، وتلك حقيقة الشعوب العربية في نظر حكامنا، فكثيرا ما ألصقت بها صفات الدهماء والغوغاء والرعاع..، وقرنت سلوكها بسلوك بعض الحيوانات العجماوات التي تحتاج أن تساس بالسياط والكرابيج.
لقد كان وضع الشعوب العربية في مجمل التاريخ العربي بين خيارين أحلاهما مر؛ استبداد القريب وجور البعيد؛ فحكم عليها بالصمت أو الموت، والصمت شكل من أشكال الموت الذي لا يبقي أثرا.
أين تاريخ شعوبنا في الماضي وحتى الحاضر؟!! من منكم يدلني على كتاب واحد في الماضي البعيد أو القريب يحمل نبض الشعوب العربية نبضا خالصا، ثم من يكتب تاريخ شعوبنا الآن؟!.. غيرالرصاص والقمع أو النفي خلف جدران السجون حتى تصير نسيا منسيا..
التاريخ العربي كان ولا يزال ملكا خالصا لحكامنا، والشعوب دوما كانت ولا تزال خارج المعادلة، أوفي حكم العدم.
وهاهي أزمة شعوبنا اليوم تتفاقم بأضعاف مضاعفة على حساب رغباتها وكرامتها ووقتها وراحتها منذ أن حلت أمريكا على أرضنا بقضها وقضيضها كالبعبع أو كالضيف الثقيل، ناهبة ومبيدة ومهينة، وخاصة بعد أن طبقت بنجاح وبإسناد جهوي ودولي دروس الدمار الشامل على رؤوس شعوبنا في العراق المرعوبة المكلومة النازفة عرضا ودما على مدار الساعة، وفي فلسطين المحاصرة بجدار الجوع والنار والعار حتى تذعن للقرار الأمريكي المتصهين الذي يأبى إلا أن يمرغ ما بقي لنا من نخوة وعزة في التراب.
وتزداد ملامح أزمة الشعوب العربية لديك وضوحا وعمقا كلما أوغلت في قراءة المدونات العربية، من المحيط إلى الخليج.
وفي كل يوم تنضم إلى ساحة التدوين أسماء جديدة، لتساهم في نشر غسيل هذا الوطن الذي طالما عمل حكامنا مع جوقتهم على إخفائه أو طمسه أو مصادرته أو تجميله بالمساحيق الزائفة، ومن الذي يستطيع أن يغطي عين الشمس بالغربال..!!
ولا يستطيع أحدنا اليوم أن ينكر أهمية المدونين العرب من مختلف الأعمار والأقطار في تفتيق جراح هذا الوطن، والإشارة بأصابع الاتهام دون خوف أو وجل، والنفاذ إلى المواطن الدفينة لكل داء وألم، بأساليب تفيض صراحة ومرارة وسخرية وعبثية، في كثير من الأحيان.
وفي مشهد التدوين العربي على موقع مكتوب الذي بدأ يستقطب خيرة المدونين العرب المقيمين في أوطانهم العربية، من المحيط إلى الخليج، على ظلم أو ضيم أو تخلف أو فساد أو استبداد، أو بعض المغتربين الغيورين في بلدان العالم كافة الذين لم تذهلهم حضارة بلدانهم المستقبلة عن حقيقة مأساة بلدانهم الأصلية، ربما لأنهم في وضع أريح وأفضل للمقارنة والمقايسة بين ما يوجد هنا وما يوجد هناك….
وفي مشهد التدوين على موقع (مكتوب) تتضح حقيقة فسيفساء الوطن العربي بأوجاعه وآلامه، وآماله وأحلامه وأوهامه، وليسهم هذا الموقع بذلك في رفع وتيرة حمى التدوين داخل بلداننا العربية يوما عن يوم، حتى صار لكثير من المدونين والمدونات الملاذ الأفضل للبوح، ولإطلاع القراء والزوار على هموم بلدانهم التي هي في الأصل هموم واحدة لعموم العرب أينما كانوا، مع استثناء اختلافاتها المحلية البسيطة، وذلك إما؛
ـ من خلال تأملاتهم وإسقاطاتهم وانطباعاتهم الذاتية التي لا تخلو من فنية وأدبية وشعرية..
ـ أو من خلال مذكراتهم ومشاهداتهم واستطلاعاتهم وأخبارهم التي تكاد تسابق عجلة الزمن، وتسحب البساط من تحت أقدام الصحفيين الرسميين لانتشار المدونين الواسع في قلب الأحداث الساخنة، ووجودهم في أماكن نائية أو بعيدة عن اهتمامات الصحف ووسائل التعتيم الرسمية.
وفي بعض الاستطلاعات الأخيرة التي قرأتها حول مدونات موقع ( مكتوب ) يتصدر ما هو سياسي قائمة اهتمامات كتاب الصفحات وزوارهم، وهذه حقيقة جلية بادية للعيان، وقد يكفيك إلقاء نظرة سريعة على المدونات التي تحظى بأكثر نسب القراءة والتعليق على حد سواء، أو تلك التي تعلن باستمرار على الصفحة الأولى ( للبلوغرز)،
ولتتأكد بذلك الحقيقة التي سجلناها وتحدثنا عنها في هذا الإدراج، أقصد بذلك راحة الشعوب العربية المفتقدة حتى إشعار آخر. تلك الراحة العظيمة التي تبعث على الفأل الحسن والثقة بالنفس والمحيط للإخلاص في العطاء والعمل. تلك الراحة الغالية في النفس والعقل والبدن إذا ما عاشتها الشعوب العربية في بعض الأيام من حياتها يمكن، عندها، أن يصبح لكلام المدونين طعم آخر أحلى من هذا الكلام المر الذي يملأ معظم صفحات التدوين العربي، وأخف وطأة وضررا على نفوس وعقول أجيالنا الصاعدة التي تقف الآن عند ملتقيات طرق ومنعرجات خطيرة تنذر بأوخم العواقب التي قد تمحى معها ملامحنا وصفاتنا، لا قدر الله، وما ظاهرة العزوف المستشرية هذه الأيام في صفوف أجيالنا عن كل شيء إلا دليل واضح على ما نقوله…
ومن ذا الذي لا يسأم من حديث النكد…، ولا حول ولا قوة إلا بالله..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق