كتب يوم الجمعة,أيار 26, 2006
خصصت قناة الجزيرة الفضائية حلقة خاصة بالمدونين العرب، تحت عنوان: (المدونون، المعارضة بصوت جديد). وقد بثت ليلة أمس الخميس 25 أيار/ مايو 2006 على الساعة التاسعة بالتوقيت العالمي الموحد، ضمن برنامج ( تحت المجهر).
وقد كادت هذه الحلقة أن تكون خاصة بظاهرة التدوين العربي في مصر، ربما لارتباطها أكثر بالمعارضة السياسية التي تجاوزت نطاق التدوين بالكلمة والصوت والصورة لتنزل إلى الشارع، وتسهم في تغيير الوعي السياسي لدى الناس بشكل مباشر، ومن خلال المشاركة في المظاهرات والاعتصامات.
وقد رأينا كيف كان بعض المدونين الشباب ينزلون إلى الشارع العام بآلات التصوير والتسجيل، ويطوفون في كل مكان ويوزعون المنشورات، تحت عيون السلطة المراقبة المتوجسة التي لم تجد غضاضة، عند احتدام الأمر ونفاد الصبر، في ملاحقة بعض المدونين الشباب، بالتهديد تارة، وبالتحقيق والاعتقال تارة أخرى.
وقناة الجزيرة بالتفاتها المتأخر، إلى ظاهرة التدوين العربي الحديثة التي لا يتجاوز عمرها السنتين، كما في معظم بلدان العالم، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك القيمة المتزايدة للتدوين العربي الذي دخل في منافسة قوية مع الإعلام التقليدي الذي تشرف عليه الحكومات والأحزاب والهيئات الرسمية، وليغدو بذلك أمرا واقعا لا مفر منه، ولا سبيل إلى إنكاره أو التقليل من شأنه، رغم علاته وشوائبه الكثيرة التي ربما تحدثنا عنها لاحقا.
ورغم أن التدوين واقع افتراضي بامتياز، قائم في جزر وهمية ودوائر كهربائية، إلا أنه متاح للجميع من خلال العناوين الإلكترونية التي تقود إليه، أو من خلال محركات البحث الهائلة التي تدل عليه.
وبما أنه واقع افتراضي، وقابع في مكان ما مجهول من هذا العالم، فلا رقابة على المدون، إلا رقابة ضميره، ولا إملاء ولا متابعة ولا مراجعة إلا بما يتفاعل في داخل كيانه، بين ما هو نفسي وما هو عقلي وما هو جسمي، في محيطه الصغير أو الكبير، بخيره وشره، وحلوه ومره…
لقد أصبحت سلطة الرقابة لدى مختلف الأنظمة العربية و حتى العالمية عاجزة عن التدخل أو التحكم في مد طوفان التدوين العربي الذي يتدفق من هنا أو هناك عبر أودية السليكون ويتزايد في كل يوم، حتى صارت تلك الأنظمة تخشى على نفسها أن يجرفها تيار التدوين الهائل، بدل أن توقفه أو تحاصره أو تصادره..
وقد يجدر بها الآن أن لا تعترض طريقه، وأن تكتفي بمراقبته من بعيد..
فالتدوين وإن أشبه الماء في جريانه، أو الهواء في انسيابه، فهو كالنار الخامدة، ربما يكون إكرامها إضرامها، كما قالت العرب ، قديما، في أمثالها.
خصصت قناة الجزيرة الفضائية حلقة خاصة بالمدونين العرب، تحت عنوان: (المدونون، المعارضة بصوت جديد). وقد بثت ليلة أمس الخميس 25 أيار/ مايو 2006 على الساعة التاسعة بالتوقيت العالمي الموحد، ضمن برنامج ( تحت المجهر).
وقد كادت هذه الحلقة أن تكون خاصة بظاهرة التدوين العربي في مصر، ربما لارتباطها أكثر بالمعارضة السياسية التي تجاوزت نطاق التدوين بالكلمة والصوت والصورة لتنزل إلى الشارع، وتسهم في تغيير الوعي السياسي لدى الناس بشكل مباشر، ومن خلال المشاركة في المظاهرات والاعتصامات.
وقد رأينا كيف كان بعض المدونين الشباب ينزلون إلى الشارع العام بآلات التصوير والتسجيل، ويطوفون في كل مكان ويوزعون المنشورات، تحت عيون السلطة المراقبة المتوجسة التي لم تجد غضاضة، عند احتدام الأمر ونفاد الصبر، في ملاحقة بعض المدونين الشباب، بالتهديد تارة، وبالتحقيق والاعتقال تارة أخرى.
وقناة الجزيرة بالتفاتها المتأخر، إلى ظاهرة التدوين العربي الحديثة التي لا يتجاوز عمرها السنتين، كما في معظم بلدان العالم، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك القيمة المتزايدة للتدوين العربي الذي دخل في منافسة قوية مع الإعلام التقليدي الذي تشرف عليه الحكومات والأحزاب والهيئات الرسمية، وليغدو بذلك أمرا واقعا لا مفر منه، ولا سبيل إلى إنكاره أو التقليل من شأنه، رغم علاته وشوائبه الكثيرة التي ربما تحدثنا عنها لاحقا.
ورغم أن التدوين واقع افتراضي بامتياز، قائم في جزر وهمية ودوائر كهربائية، إلا أنه متاح للجميع من خلال العناوين الإلكترونية التي تقود إليه، أو من خلال محركات البحث الهائلة التي تدل عليه.
وبما أنه واقع افتراضي، وقابع في مكان ما مجهول من هذا العالم، فلا رقابة على المدون، إلا رقابة ضميره، ولا إملاء ولا متابعة ولا مراجعة إلا بما يتفاعل في داخل كيانه، بين ما هو نفسي وما هو عقلي وما هو جسمي، في محيطه الصغير أو الكبير، بخيره وشره، وحلوه ومره…
لقد أصبحت سلطة الرقابة لدى مختلف الأنظمة العربية و حتى العالمية عاجزة عن التدخل أو التحكم في مد طوفان التدوين العربي الذي يتدفق من هنا أو هناك عبر أودية السليكون ويتزايد في كل يوم، حتى صارت تلك الأنظمة تخشى على نفسها أن يجرفها تيار التدوين الهائل، بدل أن توقفه أو تحاصره أو تصادره..
وقد يجدر بها الآن أن لا تعترض طريقه، وأن تكتفي بمراقبته من بعيد..
فالتدوين وإن أشبه الماء في جريانه، أو الهواء في انسيابه، فهو كالنار الخامدة، ربما يكون إكرامها إضرامها، كما قالت العرب ، قديما، في أمثالها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق