الاثنين، 11 يناير 2010

روابط التدوين؛ من الاتصال إلى الانفصال.

تمثل الروابط والوصلات في عالم القراءة الافتراضية ما تمثله الإحالات المرجعية في الكتب والمنشورات الورقية.

والروابط تتوجه في المقام الأول إلى القارئ، حيث تتيح له إمكانيات بديلة للتعرف على الموضوع المُحال عليه من زوايا أخرى قد تكون مماثلة أو مختلفة أو مكملة، كما أنها تبرهن على سعة اطلاع الكاتب والمدون معا، وعلى جهودهما في التوفيق بين أفكارهما وأفكار غيرهما।

والروابط والإحالات تتعدى كونها مجرد إشارة مرجعية لتصبح شكلا من أشكال التواصل مع الآخرين، وحثا للقارئ على الانخراط الدائم في مشروع البحث والتنقيب عن أصول المعرفة أنى كانت مصادرها।

غير أن الروابط في عالم الإنترنت، وبغض النظر عن ما يمكن أن تجلبه للقارئ من فوائد معرفية، قد أصبحت مطلوبة في حد ذاتها لأنها تعد الآن من أهم المؤشرات على شهرة المواقع والمدونات والصفحات الإلكترونية…
ويكفي أن تجرب البحث في الشبكة عن أي كلمة أو صورة أو اسم موقع أو مدونة حتى يأتيك كوكل أو غيره من محركات البحث بكافة روابطها العشوائية المتصلة بها بسبب مباشر أو غير مباشر .
ولهذا السبب قد يعمد بعض أصحاب المواقع والمدونات المحترفين إلى استخدام بعض الحيل التشبيكية الخاصة حتى تصبح مواقعهم ومدوناتهم معروفة أكثر لدى الزوار ولدى محركات البحث।

ترى، كيف يتم التعامل مع تقنيات الربط والتشبيك في واقع التدوين العربي؟
في البداية ينبغي التمييز بين نوعين مختلفين من الروابط؛ فهناك روابط داخلية خاصة بكل مدونة على حدة، وهناك روابط خارجية تصل مدونة ما بغيرها من المواقع والصفحات الإلكترونية المنتشرة على الشبكة؛

ونقصد بالروابط الداخلية مجموع الوصلات التي تربط مضامين الإدراجات الجديدة بالقديمة। وهنا تتجلى عناية المدون بنسق مدونته الفكري المنتظم، مما يجنبه الوقوع في الحشو والتكرار.

أما الروابط الخارجية فنقصد بها كل خيوط التشبيك التي تصل مدونة ما بما يناسبها في الخارج مما هو مدرج على الشبكة.
والروابط الخارجية قد تكون من صنع المدون نفسه حينما يعمد عن قصد واختيار إلى نوع معين من التشبيك الخارجي الذي يناسب سلوكه ومنهجه في التدوين، وقد تكون من صنع غيره، ولا يكون له فيها يد। ربما لأن طبيعة موضوعاته تغري غيره بأن يضعوا لها رابطا واحدا أو أكثر على مدوناتهم ومواقعهم.

وإذا كانت الروابط والوصلات بهذه الأهمية، في خلق وشائج القربي بين المدونين، وفي إيجاد عناصر التقارب بين المواقع والمدونات، فينبغي أن تعطى لها الأهمية التي تستحقها بحيث تكون مميزة باللون أو الخاصية، ثم كيف يمكن للقارئ أن يميز بين كلمة مرتبطة وأخرى غير مرتبطة إذا كان بنط الخط واحدا؟!।

وفي العادة فإن اللون الأزرق الفاتح هو اللون الافتراضي المميز للكلمات والفقرات ذات الارتباط الداخلي أو الخارجي، الجزئي أو الكلي॥

وكما يمكن للمدون أن يفك الارتباط عن الكلمات والفقرات المرتبطة في أي وقت، يمكنه كذلك أن يغير لونها بما يتناسب مع شكل مدونته। من خلال محرر النصوص، أو من خلال لغة الهوتمييل، إن كانت له معرفة ببعض خصائص لغات البرمجة.

ومع أن الروابط مفيدة للقارئ، غير أن كثرتها في الصفحة الواحدة قد تشتت اهتمامه وتطوح به بعيدا عن السياق العام، وخاصة إذا كانت تلك الروابط عشوائية وليست لها صلة قوية بالموضوع الأساسي।

غير أن ما يحبط القارئ أكثر أن تكون تلك الروابط معطلة، بسبب خلل ذاتي فيها عند الوضع। ولذلك لا بأس إذا جرب المدون روابط مدونته أو موقعه، وتأكد من سلامتها من كل خلل قبل إصدارها. فالروابط مثل الأزرار والمفاتيح السحرية لأنها تنقلنا عند الضغط عليها بالمؤشر الرقمي من موضوع إلى موضوع، وترفعنا من مقام إلى مقام.

غير أن الروابط مثلها مثل أي جسر واصل بين ضفتين موجودتين على الأرض يمكن أن تتعرض في أي وقت للتلف والانهيار بسبب الرياح الهوجاء، وبسبب عوامل التعرية التي تتعرض لها حياتنا الافتراضية أيضا سواء بسواء।

وقد يكفي مثلا أن أحذف مدونتي هذه (كلمات عابرة) بضغطة زر واحدة بالعمد أو الخطأ لتتداعى كل روابطها على بعضها البعض كأحجار الدومينو، ولتتحول صفحاتها المربوطة إلى محركات البحث وإلى المواقع والمدونات الأخرى إلى بياض افتراضي.

وربما كانت أهم عيوب الروابط والإحالات الافتراضية أنها قد لا تصمد كثيرا مع مرور الوقت كما تصمد الروابط والإحالات الورقية المحفوظة بعناية في الصناديق أو في المكتبات، وذلك لكثرة العوارض والآفات التقنية في دنيا الإنترنت.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

http://www.khvaya.net/vb/forumdisplay.php?f=6
http://www.khvaya.net/vb/

http://www.khvaya.net/vb/forumdisplay.php?f=8