الجمعة، 1 يناير 2010

جدار في القلب

تحفر الدول عميقا في أرضها، وعلى حدودها، لغرض البناء والتعمير لتوطين الناس في مناطق عيش جديدة، بكل مرافقها الحيوية التي تزود الناس بسبل العيش والتواصل..
أما أن تعمد الحكومة المصرية إلى الحفر لتدفن في الأرض حاجزا فولاذيا ضخما له كل هذا السمك وهذا الطول وهذا الارتفاع فهذا يثير في نفس وعقل المواطن العربي العادي أكثر من تساؤل.
إذ لم يعد الحفر في هذه الحالة المصرية هبة للحياة بل منعا وإعداما لها عندما جعلت من بين إخواننا الفلسطينيين في غزة ومن خلفهم سدا.
ومهما كان من أمر الحجج المنمقة التي قدمتها الحكومة المصرية لمواطنيها في مصر وللرأي العام، فإنها لن تصب في الأول والأخير إلا في مصلحة العدو.
وكأنه لم يكف الفلسطينيين ما عانوه خلال الأعوام الماضية من ظلم وحصار وقتل وتدمير حتى طلعت عليهم الحكومة المصرية بخطة الطريق الفولاذية هذه حين لم تنفع كل خطط التفتيش والتضييق الأخرى على الشعب الفلسطيني।

قد يكون جدار الفصل والعار هذا حاجزا لعبور السلاح إلى الضفة الأخرى لبعض الوقت، ولكنه لن يستطيع ردع الفلسطينيين عن الوقوف في وجه الصهيوني الغاصب طول الوقت، لأنه ليس بالسلاح وحده تضرب المقاومة وإنما برباطة الجأش وبالعزيمة التي تسكن بين جوانح وضلوع المقاومين الشرفاء بكل أرض.
وهذا الجدار الفولاذي وإن دفنته مصر في باطن أرضها ليكون سدا باطنيا يمنع تدفق الحياة إلى الجهة الأخرى فقد جثم بكل خزيه وعاره علينا فهو جدار في كل قلب واحد منا।

إنه هديتنا في هذه الأيام التي نودع فيها عاما آخر مضى على أزمة الحصار الفلسطيني في الداخل قبل الخارج، ومن القريب قبل البعيد…
كل عام والناس بكل أرض بألف خير ومحبة.

ليست هناك تعليقات: