السبت، 26 ديسمبر 2009

سر الغمازات الضوئية على الطرقات المغربية

تستخدم غمازات السيارة في العادة للتنبيه، فالضوء الكشاف المسلط علينا من الأمام أوالخلف علامة انتباه قوية تحفز بسرعة على العودة إلى الوضع السليم على الطريق عند الغفلة أو الشرود।

ولكن لاستخدام الغمازات الضوئية مآرب أخرى تتعدد وتتلون بحسب اختلاف المغاربة في السلوك والثقافة والمهن ووسائل العيش.
وهكذا يتحول وميظ الكشافات المتقطع والمتموج والسريع والبطيء إلى إشارات ورسائل كثيرة تفيض بالمعاني والدلالات مما قد يستدعي رسالة سيميولوجية خاصة।

غير أن مرجعية تلك الدلالات والإشارات تبقى محصورة بين أصناف مستعملي مختلف الطرق المغربية السيارة وغير السيارة في هذه الجهة أو تلك؛ فلأصحاب شاحنات نقل البضائع علامة ضوئية مخصوصة، ولأصحاب التهريب ترميز ضوئي آخر ربما يكون أكثر تعقيدا والتواء، وللخطافة وأصحاب النقل البشري السري في القرى والمداشر علامة ضوئية أخرى تتناسب مع طبيعة سياراتهم المهترئة، بل وحتى لأصحاب السيارات المخملية الفارهة ذوي الوسامة والوجاهة والمكانة العالية…

ولكن مهما تعددت وتنوعت لغة الغمازات الضوئية لدى المغاربة عموما بحسب الوظيفة أو الصنعة أو المكانة أو الجهة فإن لهم إشارة واحدة تفهم بحسهم الغريزي الواحد الذي يجمعهم ولا يفرقهم. وفحوى تلك الإشارة يقول: بالقرب منكم في هذا الاتجاه أو ذاك وفي هذا الطريق أو ذاك يكمن رجال الدرك أو الشرطة، خلف شجرة أو خلف رابية.

ليست هناك تعليقات: