الخميس، 24 ديسمبر 2009

ويسألونك عن العلل والأسباب الافتراضية…. !!

لكل علة افتراضية سبب مزمن أو طارئ. وقد طال اغترابي وبعدي عن العوالم الافتراضية حتى يئست من الرجوع إليها بعد أن تبدد شملي الافتراضي وذهب كل واحد من أصدقاء وزوار مدونتي (كلمات عابرة) في سبيله، يرجو دارا غير الدار، ويطرق بابا غير الباب.

وقد بقيت خلال هذه المدة الطويلة أرقب هذه المدونة عن بعد خلسة كأني غريب عنها أو كأني لست ذاك الشخص الأول الذي أسس قواعدها الأولى من عناصر كوننا الافتراضي التى لا تعدو أن تكون دوائر كهربائية وأزرارا وشاشة ضوئية، فكنت بين اللحظة واللحظة كمن يعاين طللا دارسا عصفت به ريح الصحراء الهوجاء ونثرت أشلاءه المتساقطة على الطرقات المتفرقة بعد أن غادره أحباؤه وساكنوه।

والآن، صرت أومن، أكثر من أي وقت مضى، بأن البيوت الافتراضية كالبيوت الحقيقية تماما؛ فإذا ما غادرها أصحابها لبعض الوقت حلت بها الوحشة وأطبق عليها السكون. وربما صارت، لا قدر الله، مرتعا للخفافيش والذئاب والفيروسات التي تنشر فيها الخراب والفساد والدمار، لتغدو أثرا بعد عين، وكأنها ما كانت إلا لتزول.

ولقد ترددت كثيرا في العودة مرة أخرى عبر بوابتي (كلمات عابرة) إلى أصدقاء هذه المدونة القدامى والجدد، ولقد هممت أكثر من مرة بتسليم مفاتيح الولوج إليها إلى سلة النسيان من غير رجعة، وفي أحسن الأحوال إلى عهدة الزمن الافتراضي ليفعل بها ما يشاء؛ فإما أن يحييها عبر محركات البحث أو يحفظها لبعض الوقت في الأرشيف الافتراضي المهمل، حيث تتراكم المدونات على المدونات والمواقع على المواقع، كما هوحال مقبرة سيارات الخردة، حيث العربات المتهالكة يركب بعضها بعضا بدل أن يركبها الناس، وإما أن يرديها ويتلفها إلى الأبد।

وها قد مرت قبل أيام قليلة الذكرى الرابعة على إنشاء هذه المدونة المتواضعة دون أن أنتبه أو أُنَبه إلى ذلك. وأنا هنا لا ألوم أحدا بل ألوم نفسي أولا وأخيرا، فأنا أقر على رؤوس الأشهاد وفي بورصة التداول الافتراضي اليومي بأن هذه السنة الأخيرة من عمر مدونتي كانت عجفاء من حيث العطاء، وذلك بالنظر إلى المقالات القليلة المدرجة فيها، فهي عند العد لا تتجاوز أصابع اليدين فضلا عن القدمين.
وأنا أعتبر هذا الشح نوعا من الكسل الافتراضي الذي ألم بي، إن لم يكن نوعا من تبلد الجوارح والأفكار لدي لأسباب نفسية ولأخرى خارجية عارضة لا علاقة لها بالعوالم الافتراضية، بل تدخل ضمن نكد الحياة اليومية من حولنا التي قد تذهلنا أياما وأياما حتى تحدث غشاوة البصيرة ويصدأ سيف العقل.

وأنا هنا في هذا الإدراج الافتتاحي الجديد، وبعد هذا الغياب الطويل لست بصدد التبرير أو التفسير لحالة هذا الغياب الافتراضي الطويل الذي ناهز ثمانية أشهر كاملة حتى كاد أن يصبح لدي حالة مزمنة…

وقد يكفيني في هذه اللحظة أنني فكرت وقدرت ثم عزمت على الرجوع। غير أنني أشعر كأنني أبدأ من الصفر، فالرؤية لدي غير واضحة، وأناملي لا تطاوعني كثيرا على الاستجابة السريعة عند ملامسة الأزرار ر كما في السابق. فالأفكار لازالت تتفاعل في داخلي وفي كياني، وعسى أن تتمخض في القريب العاجل عن بعض ما يمكن أن يكون مفيدا وممتعا لزوار هذه المدونة الكرام.

ليست هناك تعليقات: