الخميس، 27 نوفمبر 2008

أسلوب حكومة المغرب غير المغرب

يقال في بعض طرائق النقد والتحليل الأدبيين: (إن أسلوب الرجل هو الرجل نفسه). وكلمة الرجل في هذا القول أريد بها التعميم لا للتخصيص؛ إذ المقصود منها الرجل والمرأة والشاعر والكاتب وكل متكلم بلسان قومه أو مبدع في فنه أو في مجال تخصصه، وهذا عندما يكون الأسلوب امتدادا لشخصية صاحبه في نوعية تفكيره، وفي طريقة أدائه أو تعبيره.

وكما يمكن أن نحدث عن أساليب الناس العاديين سواء أكانوا متفرقين أو مجتمعين يمكن أن نتحدث أيضا عن أساليب الدول والحكومات؛ فمنها ما يكون بالأصالة تابعا للتاريخ الوطني ولمجموع عادات البلد، ومنها ما يكون بالتبعية خاضعا لحكم تاريخ الغير ولمجموع عاداتهم أيضا. فماهو يا ترى أسلوب حكومتنا الرشيدة المغربية؟ الجواب هو ما يمكن أن تقدمه الحكاية التالية، وإن بطريقة رمزية:

فعندما ذهبت في الأيام القليلة الماضية إلى مكتب البريد في حينا حي أمرشيش بمدينة مراكش المغربية لإجراء معاملة بريدية عادية طلب مني موظف الشباك رقم:2 قبل إنها معاملتي أداء مبلغ إضافي قدره عشرة دراهم تضامنا مع الحملة الوطنية ضد الحاجـَة، فقلت له: لا بأس، لقد اعتدنا على مثل هذه الأمور كلما ولجنا صيدلية أو مصلحة عمومية...
فسلمني وصل المعاملة مصحوبا بشعار الحملة الوطنية التضامنية مكتوبا باللغة الفرنسية. فقلت له: هل يمكن أن أستبدل هذا الشعار بآخر مكتوب باللغة العربية، فقال لي: لم يوزعوا علينا غير تلك المكتوبة بالفرنسية.

ثم ألقيت نظرة على لوحة المفاتيح التي يستخدمها ذلك الموظف لإدخال بيانات المعاملات، وكانت مكتوبة هذه المرة بالحروف العربية، وسألته: لماذا لا تسلم لي بيانات معاملتي مكتوبة باللغة العربية، فقال لي: لم تجر الأوامر العليا بذلك.

ثم دسست ذلك الشعار في جيبي، ونظرت إلى الوصل وإلى ورقة الطابور التي أمدني بها الحاسب الآلي عند مدخل المكتب وكانت مكتوبة أيضا باللغة الفرنسية، وتطلعت في مرافق مكتب البريد الداخلية التي أعيد تعديلها وتحديثها بما يتوافق مع آخر طراز في التصميم الهندسي المكتبي. ثم قلت في نفسي: لقد تكاملت الصورة في ذهني عن أسلوب حكومتنا المغربية؛ فهي حينما تفكر أو تدبر فإنما تبدأ أول الأمر بلغة موليير التي رضعتها من المستعمـِر الفرنسي أما اللغة العربية المسكينة فهي آخر شيء يمكن أن يخطر على بالها.

وإذا تأملنا في مضمون هذا الشعار: ( لنتحد ضد الحاجـَة ) بفتح الجيم نجد أنه قد ترجم ترجمة حرفية عن لغة موليير، فضلا عن أن معنى كلمة الحاجة فضفاض وغير دقيق فكم من حاجة قد قضتها حكومتنا إما بتركها جملة وتفصيلا، وإما بالمماطلة والتسويف، وكم من حاجات أخرى كثيرة يطمح إليها ناظر المواطن المغربي، وأقلها مثلا الحاجة إلى الحرية وإلى الشغل وإلى تكافؤ الفرص وغير ذلك...!!
وكأن حكومتنا هنا تناقض نفسها بهذا الشعار الذي يمكن أن يرفع في وجه الفقر وفي غير الفقر أيضا، وحتى في وجهها أيضا...

وكان الأولى أن يقال مثلا في هذا الشعار:( لنتعاون) بدل لنتحد، و(على) بدل ضد، و(الفاقة) بدل الحاجة. وبهذا يستقيم هذا الشعار دلالة وأداء فيكون أليق وأنسب للروح العربية.
ترى، متى تبلغ حكومتنا رشدها، ومتى تستعيد وعيها بذاتها على غرار حكومات العالم التي تحترم نفسها وتقدر شعور رعاياها اللغوي وغير اللغوي، وإلى متى ستبقى حكومتنا هكذا سادرة في غيها تمرغ كرامتنا اللغوية الحقيقية في التراب، ضاربة بعرض الحائط مشاعر ملايين المغاربة مقابل حفنة من المتفيهقين في بلدنا بلغة موليير أو بلغة العم سام أو نوح ؟.

317dem
صورة شخصية لشعار الحملة التضامنية الذي سلم إلي في مكتب البريد، مكتوبا باللغة الفرنسية

الأحد، 23 نوفمبر 2008

أثر التدوين العربي في محيطه

قد يكون من السابق لأوانه أن نتحدث عن أثر التدوين العربي في محيطه العام، وهو لم يتجاوز بعد حدود التجريب الأولى؛ فالتدوين الافتراضي مثله مثل بقية الأجناس الفكرية والأدبية الأخرى يحتاج إلى مراحل تطورية مفصلية متباعدة في الزمان والمكان لتكون نتائجه وآثاره صالحة للمقارنة والاستنتاج، ولإصدار أحكام ثابتة معقولة ومقبولة.

ومع ذلك، فإن أول ما يمكن أن يثيرنا في حركة التدوين العربي هو هذه الكثرة الهائلة من المدونات العربية التي تكدست على بعضها البعض في مدة زمنية قياسية قد تستعصي معها كل المحاولات الفردية للتتبع والإحصاء الشامل قبل التخير والفرز.

وتكاد هذه الحركة أن تغطي عالمنا العربي كله من خليجه إلى محيطه بنسب متفاوتة تبعا لما توفره كل دولة عربية لرعاياها من خطوط الإمداد والصبيب الافتراضيين اللذين تتحكم فيهما وزاراتنا الوصية على شأن الاتصال والداخلية. ولا شك أن تلك الوزاة الأم هي الوحيدة التي تستطيع أن تحصي أعداد المدونات وتعرف أسماءها وعناوين نطاقاتها تماما كما تعرف الحالة المدنية الكاملة لكل فرد يعيش داخل حدودها الجغرافية شبرا بشبر وذراعا بذراع، أو ليست المواطنة الافتراضية كالمواطنة الجغرافية؟، فأين المفر من أم الوزارات إذن؟

وهذه الكثرة الهائلة من المدونات العربية إن دلت على شيء فإنما تدل على الرغبة الدفينة في نفس كل مواطن عربي لتجريب إمكانية البوح الافتراضي عندما لا تسعفه وسائل البوح العلني. فكل مدونة هي في ذاتها وصفاتها شكل من أشكال الصراخ العربي المبحوح إن صح لنا هذا التعبير.
ولكن، من ينصت إلى هذا الصراخ أو النداء التدويني، وما نصيب كل مدونة من حصص الإنصات والزيارات؟ فواقع التدوين العربي لا يعكس حالة تطابق كاملة صحيحة بين المعروض والمطلوب، بين المدونات التي تعرف حالات إقبال غريبة وبين أخرى تعرف حالات إعراض غريبة أيضا، بين المدونات التي تعرف إخفاقا مجحفا وبين أخرى تعرف نجاحا غير مستحق. وكأن مجال التداول الافتراضي العربي لا تقاس فيه قيمة المدونات بمضمونها الإيجابي الفعال المؤثر في العقل أو الوجدان وإنما فقط بحصتها المرتفعة من عدد الزيارات والتعليقات.

وشيء طبيعي أن يعلق كل مدون آماله على حركة الزوار العابرين أو المداومين، ولذلك فإن عينه أول ما تتجه عند فتح مدونته فإنما تتجه صوب عدادها الظاهر أو الخفي؛ وكأن مؤشر العداد هو الذي يضبط إيقاع المدون النفسي والعقلي المتحكم في نشاطه التدويني ارتفاعا أو هبوطا حرارة أو فتورا.
وكل مدون، وحتى في الحالات التي يكتب فيها عن نفسه وأحواله وأسراره، فإنما مقصوده الأول الذي يدون لأجله هو القارئ الافتراضي المحتمل، وإلا فما الجدوى من إعلان مدونته على الملأ؟.

إن الأثر القريب المباشر الذي نستنتجه من حركة التدوين العربي منذ لحظة انطلاقتها الأولى حتى الآن هو في هذه الحركة الذاتية الخفية المتحكمة في عمل المدونين، أو لنقل في هذا الصراع النفسي الذي يعتمل في دواخلهم لتطوير أدائهم وتنمية مهاراتهم في التدوين شكلا ومضمونا؛
وأنا شخصيا ورغم مرور ثلاث سنوات تقريبا على إنشاء هذه المدونة التي أسميتها (كلمات عابرة) لا يمكن أن اعد نفسي مدونا محترفا لأنني أكتشف في كل يوم طريقة جديدة لتغيير مساري في التدوين شكلا ومضمونا.
وعليه، فأنا في كل يوم افتراضي جديد مدون آخر جديد؛ وأنا في هذه اللحظة التي أكتب فيها هذا الإدراج لا أستطيع أن أتذكر جلد مدونتي الأول، ولا سحنتها الأولى التي طلعت بها على الزوار الكرام أول مرة لحظة ولادتها الأولى العسيرة في محضن موقع (مكتوب) يوم الرابع عشر من ديسمبر كانون الأول عام 2005. ففي تلك اللحظة كان صبيب الإنترنت ببلادنا قليلا، وكانت الأجهزة الرقمية المتوفرة حينها تعمل بكفاءة متواضعة جدا عما هو عليه الحال الآن..

ولكنني، مع كل ذلك، لا أستطيع أن أنكر على نفسي على الأقل كل تلك الانفعالات الايجابية التي عشتها خلال هذه الرحلة الافتراضية السابقة على الصعيدين الفكري والوجداني مما لا يستطيع أن يستوعبه إحساس الزائر الكريم إلا بالمعايشة الحميمية للوحة المفاتيح الرقمية وأزرارها السحرية، تلك الأزرار التي نستطيع أن نخلق بها عوالم غير العوالم وأشكالا غير الأشكال...وتلك هي البوادر الأولى لأثر التدوين عندما تبدأ من المدون نفسه قبل أن تنتقل إلى محيطه.

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008

كوكل يهنئ المغرب بعيد استقلاله

كوكل يهنئ المغرب بعيد استقلاله، من خلال عرضه على صفحة محرك بحثه المغربية لوحة فنية رمزية لأشهر طراز من الأبواب التاريخية العتيقة التي يعرف بها المغرب، مما يمكن أن تجد لها نظيرا في فاس أو مكناس، وفي مراكش أو الرباط العاصمة وفي غيرها من المدن المغربية العتيقة المنتشرة عبر جهاته الأربعة.


مبروك


وخلف الصورة تظهر عبارة (مبروك عيد الاستقلال)، عند ملامستها بمؤشر الفأرة
فكل عام وشعب المغرب في عزة وكرامة.

الأربعاء، 12 نوفمبر 2008

إعلانات كوكل تغزو المدونات العربية

بدأت حمى الإعلانات في الانتشار التدريجي عبر المواقع والمنتديات وحتى المدونات منذ أن أضافت كوكل خدمة الإعلانات المبوبة عبر نظاميها المعروفين: (ADwords) و(ADSenSe) إلى باقي خدماتها الكثيرة التي يعرفها القاصي والداني؛ فحيثما وجهت صوبك نحو المواقع الافتراضية الكبيرة أو الصغيرة المشهورة أو المغمورة في هذه الأيام إلا وطالعتك الإعلانات من كل جانب ومن حيث لا تحتسب؛ فهي تتناسل على حواشي المواقع الافتراضية وعلى ضفافها كما يتناسل الفطر، مكتسحة مساحات كبيرة من صفحاتها الأمامية والخلفية بالطول وبالعرض.

وقد يصل هذا الاكتساح في بعض المواقع والمنتديات والمدونات حدا كبيرا تمتزج معه مواد تلك المواقع الأصلية المكتوبة أو المصورة مع المواد الإعلانية المختلفة في أحجامها وأشكالها وأهدافها فتقفز أمام ناظري كل زائر افتراضي فجأة ودون سابق إنذار، مما قد يخلق لديه كثيرا من الارتباك والتشويش، إن لم ينصرف عن المضمون الأصلي لتلك المواقع أو المدونات لينشغل كلية ببريق تلك الإعلانات وبما وراءها.

وأمر تلك الإعلانات في واقعنا الافتراضي الجديد كأمر الإعلانات الأخرى التي ألفناها حتى مججناها على صفحات الجرائد والمجلات أو على شاشات التلفزيون أو حتى تلك المبثوثة على أمواج الراديو، فقد أصبحت الإعلانات شرا لا بد منه، يتقبله أكثرنا على مضض لما يترتب عنه من تشتيت للانتباه وحبس للأنفاس وقطع لحبال التشويق عند قراءة صفحة ورقية أو افتراضية أو متابعة برنامج شيق على الأثير المرئي أو المسموع...

ومعلوم أن كل خدمة إعلانية ليست مجانية فوراءها ما وراءها من الغايات النفعية وتحكمها مصالح مشتركة بين المُعلِن والمُعلـَن عنه والمُعلـَن له، وتضبطها مواثيق وعهود وصكوك وبنود؛ لذلك يشترط فيمن يرغب في إضافة إعلانات كوكل إلى موقعه أو مدونته أن يتوفر على بطاقة ائتمانية وأن يكون مشتركا في أحد البنوك الإلكترونية لينال نصيبه من الأرباح المستحقة عن كل إعلان أو عن كل ضغطة زر يقوم بها أحد الزوار الافتراضيين على مادة ما من المواد الإعلانية المكتوبة أو المصورة ليسهم من حيث لا يدري هو أيضا في الرفع من قيمة رصيد المُعلـِن من الفوائد ويرفع من قيمة المعلـن له من الأرباح فضلا عن الشهرة والجاه.

لقد أصبحت خدمة الإعلانات الشغل الشاغل لكثير من المدونين في هذه الأيام، لذلك تراهم يبحثون عن الطرق المختلفة لتفعيلها على صفحات مدوناتهم، ويبادرون إلى الانخراط في البنوك الإلكترونية ويعملون ما في وسعهم للحصول على بطاقة ائتمانية واحدة أو أكثر، وإذا كانت قوالب مدوناتهم كلاسيكية لا تسعفهم في ذلك فإنهم يعملون على استبدالها بقوالب جديدة تدعم الخدمات الإعلانية وتطبيقاتها البرمجية الخاصة.

وتحرص كوكل على أن تكون المواد المعلنة في هذا الموقع أو ذاك، وفي هذه المدونة أو تلك ذات صلة بالمضمون العام الأساسي لكل موقع أو مدونة، وتقدم انطباعا عاما للجميع بأن محركات البحث لديها تقوم بشكل ألي على اختيار الإعلان المناسب للموقع الافتراضي المناسب.

غير أن هذه القاعدة لا تكون مطردة فكثيرا ما تظهر بعض الإعلانات غير المرغوب فيها من جانب صاحب المدونة نفسه أو من جانب زائره مما يخلق لديهما نوعا من الحرج النفسي أو الأخلاقي بسبب عشوائية بعض الإعلانات التي تلقي بها محركات البحث بشكل اعتباطي لمجرد التشابه السطحي البعيد عن الروح والجوهر.

لقد تغيرت طبيعة المدونات العربية في كثير من أهدافها ومبادئها الأولى التي تأسست عليها أول الأمر عند انطلاقة حركة التدوين العربي، وبدأ كثير من المدونين ينساقون وراء حمى الوهم الافتراضي الزائف إما للربح المادي السريع وإما للرفع من عدد الزوار بطرق ملتوية غير مقبولة.

ترى هل بدأ التدوين العربي يدخل مرحلة التشييىء حيث المعروض الافتراضي لا يعدو أن يكون من بقية الأشياء الأخرى العادية المعروضة للبيع في كل زمان ومكان؟. ولكن، عبر بوابات الإنترنت الربحية هذه المرة، بدل الأسواق التجارية الممتازة أو حتى الحوانيت المصفوفة في دروبنا العربية الضيقة.

وفي هذا الفضاء الافتراضي العالمي الجديد الذي نعيشه الآن صار الكل يبيع ويشتري وصار الكل يعرض و يتفرج في نفس الوقت والآن.

الجمعة، 7 نوفمبر 2008

أوباما الذي في خاطري

أوباما في هذه اللحظة من تاريخ شعب أمريكا المأزوم اقتصاديا ونفسيا وأمنيا هو الرجل المناسب لمثل هذا الظرف الأمريكي غير المناسب. وهو الرجل الحسن المبارك باسمه وبسمته وبلونه، وهو مهدي أمريكا الأسود المنتظر لسنوات خلت والموعود الأسود الأول لمثل هذه الأيام الصعبة على الأمريكيين وعلى رؤوس أموالهم.

وأوباما في هذه اللحظة أيضا هو هدية الديمقراطية الأمريكية إلى كل العالم، حيث الناخب هو السيد، وهو الآمر الناهي، وهو الحاكم، وهو القاطرة التي تجر وليست المقطورة التي تنجر بحكم العادة والقوة أو القهر والاستحواذ.
وأوباما في هذه اللحظة أيضا هو ناطور البلاد الأمريكية الجديد الذي اختاره الشعب الأمريكي بكل ثقة ومصداقية ليشذب مزرعة الشر التي أقامها سلفه جورج بوش داخل أمريكا وخارجها، تلك المزرعة التي لم تطرح غير الشوك والحنظل، ولم تخلف غير الخيبة والدمار والحسرة في قلوب الملايين داخل أمريكا وخارجها. ولطالما تحدثنا عن تلك المزرعة المشؤومة عبر كلماتنا العابرة.

أما الظاهرة السياسية الأمريكية الأوباماوية في هذه المرة وغير الأوباماوية في غيرها من الأحوال والظروف الأمريكية فما هي إلا حركة حضارية نوعية خاصة بالأمريكيين لتوديع رؤسائهم الطالحين قبل الصالحين أمثال جورج بوش سيء الذكر والسيرة، وفرصة متاحة لكل أمريكي بشكل دوري متجدد لكي يسهم بوعي ومسؤولية في كل تغيير نوعي يخلص البلاد والعباد من الشرور والأزمات. إنها حركة تصحيحية على الطريقة الأمريكية الخاصة تمكن الأمريكيين من أن ينظفوا بيتهم الأبيض من الداخل والخارج، وينفضوا عنه كثيرا من غبار الفساد السياسي والأخلاقي مرة واحدة كل أربع سنوات، ولكنها بثقل الذهب الأمريكي كله وبكل بريقها الحضاري وأكثر.

غير أن أوباما الذي في خاطري وفي خاطر كثيرين أمثالي أو ممن هم على شاكلتي فيبقى مجرد حلم أو فكرة قد تقتادني كما اقتادت غيري إلى قفص الاتهام أو حتى إلى حبل المشنقة.

وفي انتظار أن ينصلح حالنا العربي ويعود إلينا سعدنا العربي من مخبئه لا نملك إلا أن نردد مع الشاعر العربي الحالم قوله:
قد أحسن سعد في الذي كان بيننا
فإن عاد بالإحسان فالعود أحمــد


كل عيد انتخابي أمريكي جديد وأحلامنا العربية الصغيرة ولو في أدنى درجات التغيير والتجديد بألف خير وسلامة من بطش جبار أو مقص حسيب رقيب...

الخميس، 6 نوفمبر 2008

صورة مقال آخر منشور بجريدة دليل الإنترنت

صورة مقال منشور بدليل الإنترنت. ع159/ ص3يرجى ضغط الرابط أسفله لقراءة المقال بصيغة pdf
1225965271.pdf


الأربعاء، 5 نوفمبر 2008

كيف تُغتالُ اللغة العربية؟



من هنا، وفي أحد الشوارع الهامة بمدينة مراكش تُغتال اللغة العربية في واضحة النهار



الخطأ: افتيتاح قريبا ندارتي
الصواب: افتتاح محل (نظاراتي) قريبا





ترى كيف يجتمع علم البصريات والجهل بأبسط قواعد الإملاء العربي في هذا الإعلان؟!
إنه العمى اللغوي بعينه.

السبت، 1 نوفمبر 2008

هل سيستعيد المغرب دورته المناخية الممطرة...؟

كنت قد سمعت من أفواه بعض عامة الناس عند نهاية الصيف الماضي هنا في مدينة مراكش أن هذه السنة سنة 2009 ستكون بإذن الله سنة (ماوية) بلغة العوام أي: مائية، نسبة إلى ثروة الماء السماوية الطبيعية وليس إلى ثورة (ماو) تسي تونغ الأرضية الشعبية الاشتراكية الصينية.

وكنت قد قررت الكتابة في هذا الموضوع ضمن فئة: استراحة مراكشية وشؤون مغربية، غير أن ازدحام فكري بقضايا التدوين والمدونات أذهلني عن هذا الموضوع.
وكثير من الكلام الذي يصدر عن العوام قد يعتقده البعض مجرد شطحات جنونية وتهيؤات خرافية غير أن جذوره التاريخية والأنتروبلوجية قد تكون أبعد وأعمق مما قد نظن للوهلة الأولى. فلا شك أن أحكام القيمة التي تنشأ في مرصد العوام عن عادات الناس وأمزجتهم لها نظير مماثل عن عادات المناخ وتقلباته ومزاجه أيضا. وتلك الأحكام نتيجة خبرة ومقاربة فطرية شاملة ومراقبة طويلة لمجريات الأحداث والتطورات المختلفة التي تحصل في الزمان والمكان. والسلف يرث حصيلة تلك الخبرة عن الخلف عبر الكلام الشفوي المشترك دون انقطاع أو انفصام، ثم تسجل نتائجها وخلاصاتها لتنقش على صفحات الذاكرة الشعبية المغربية الجماعية كما تسجل حصيلة مراقبة الأرصاد الجوية في الجداول والخرائط الرقمية داخل دوائر الحاسوب الرقمية الآن.

وإذا رجعنا إلى التقلبات المناخية التي عرفها المغرب خلال شهر أكتوبر الذي أبى إلا أن يودعنا ليلة أمس على إيقاع أمطار الخير التي لا زالت متواصلة إلى حدود هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه السطور من صبيحة فاتح شهر نوفمبر فإنها باعتبار ماكان مألوفا عند مرصد المغاربة الشعبي تعد أمرا عاديا،غير أن نشرات الأخبار الجوية في تلفزيون وراديو المغرب التابعين لوزارة الاتصال والداخلية أبت إلا أن تصف أمطار الخير التي أرسلها رب العالمين لخلقه وبهيمته بالاستثنائية، وكأن المغرب ما اعتاد عبر حقبه الطويلة إلا على القحط والجفاف ضاربة عرض الحائط بأرشيف الذاكرة المغربية عن أيام المطر الطويلة المغربية في فصلي الخريف والشتاء، وعن الخلجان والوديان والجداول التي لم تكن تجف من الماء طيلة أيام السنة كما أذكر جيدا ويذكر غيري من المجايلين لفترة السبعينات وما قبلها من القرن الماضي. فمن حفر هذه الوديان الكثيرة ومن رسم تلك الخلجان والجداول التي لا تعد ولا تحصى على صفحة الخريطة المغربية من أقصاها إلى أقصاها.. أليست حبات المطر الكبيرة والصغيرة...؟؟ !!

إن مصاب بعض المواطنين المغاربة الذين تضرروا في أموالهم ومنازلهم ومواشيهم جراء أمطار الخير وخاصة في منطقة الريف الغربي والأوسط والشرقي وفي بعض مناطق الحوز ودرعة لا يرجع فقط إلى الحمولة الزائدة من السيول التي عرفتها بعض الوديان حتى فاضت وغمرت المنازل والمناطق الصناعية، وإنما لسياسة التعمير العشوائية التي بدأت تزحف أكثر من ذي قبل في اتجاه المنحدرات والمروج وضفاف الأودية في غياب خطة وقائية لتنبيه الناس وحماية أرواحهم وممتلكاتهم ومنشآتهم الصناعية من أضرار الفيضانات.
وقد يلاحظ الزائر للمغرب أن معظم القرى الطينية والمدن المغربية الشمالية على وجه الخصوص قد اختطها أسلافنا في أماكن عالية تكون بمنجاة من وصول السيول الجارفة إليها بل إن بعضها معلق في قرون الجبال والتلال العالية بحيث لا يمكن الوصول إليها إلا بالمشي على الأقدام أو بركوب الحمير والبغال.

ترى هل يكون المغرب بتباشير المطر المبكرة لهذا العام قد دخل مرحلة مناخية جديدة يتصالح فيها مرة أخرى مع السماء ليستعيد عادته المناخية المطيرة المألوفة في ذاكرة المغاربة، وليست في ذاكرة الوزارات المغربية الوصية في التجهيز والنقل وفي تدبير الشأن المغربي العام؟ إذ أبت الوزارات الوصية على التجهيز وتدبير الشأن المغربي العام إلا أن تلقي باللائمة على خيوط الرحمة التي تصل السماء بالأرض تهربا من تحمل مسؤوليتها الكاملة على هشاشة تجهيزاتها من طرقات وقناطر ومعابر مغشوشة. وقد انهاربعضها بسرعة وأصاب بعضها الآخر كثير من التلف في غضون أسبوعين ممطرين فقط، فكيف ياترى سيكون حال منشآت وتجهيزاتنا العمومية إذا استعاد المغرب دورته المناخية المطيرة كاملة غير منقوصة كما يدور في بعض قصاصات الأنباء المناخية الشعبية التنبؤية.. ؟ !!