الجمعة، 7 نوفمبر 2008

أوباما الذي في خاطري

أوباما في هذه اللحظة من تاريخ شعب أمريكا المأزوم اقتصاديا ونفسيا وأمنيا هو الرجل المناسب لمثل هذا الظرف الأمريكي غير المناسب. وهو الرجل الحسن المبارك باسمه وبسمته وبلونه، وهو مهدي أمريكا الأسود المنتظر لسنوات خلت والموعود الأسود الأول لمثل هذه الأيام الصعبة على الأمريكيين وعلى رؤوس أموالهم.

وأوباما في هذه اللحظة أيضا هو هدية الديمقراطية الأمريكية إلى كل العالم، حيث الناخب هو السيد، وهو الآمر الناهي، وهو الحاكم، وهو القاطرة التي تجر وليست المقطورة التي تنجر بحكم العادة والقوة أو القهر والاستحواذ.
وأوباما في هذه اللحظة أيضا هو ناطور البلاد الأمريكية الجديد الذي اختاره الشعب الأمريكي بكل ثقة ومصداقية ليشذب مزرعة الشر التي أقامها سلفه جورج بوش داخل أمريكا وخارجها، تلك المزرعة التي لم تطرح غير الشوك والحنظل، ولم تخلف غير الخيبة والدمار والحسرة في قلوب الملايين داخل أمريكا وخارجها. ولطالما تحدثنا عن تلك المزرعة المشؤومة عبر كلماتنا العابرة.

أما الظاهرة السياسية الأمريكية الأوباماوية في هذه المرة وغير الأوباماوية في غيرها من الأحوال والظروف الأمريكية فما هي إلا حركة حضارية نوعية خاصة بالأمريكيين لتوديع رؤسائهم الطالحين قبل الصالحين أمثال جورج بوش سيء الذكر والسيرة، وفرصة متاحة لكل أمريكي بشكل دوري متجدد لكي يسهم بوعي ومسؤولية في كل تغيير نوعي يخلص البلاد والعباد من الشرور والأزمات. إنها حركة تصحيحية على الطريقة الأمريكية الخاصة تمكن الأمريكيين من أن ينظفوا بيتهم الأبيض من الداخل والخارج، وينفضوا عنه كثيرا من غبار الفساد السياسي والأخلاقي مرة واحدة كل أربع سنوات، ولكنها بثقل الذهب الأمريكي كله وبكل بريقها الحضاري وأكثر.

غير أن أوباما الذي في خاطري وفي خاطر كثيرين أمثالي أو ممن هم على شاكلتي فيبقى مجرد حلم أو فكرة قد تقتادني كما اقتادت غيري إلى قفص الاتهام أو حتى إلى حبل المشنقة.

وفي انتظار أن ينصلح حالنا العربي ويعود إلينا سعدنا العربي من مخبئه لا نملك إلا أن نردد مع الشاعر العربي الحالم قوله:
قد أحسن سعد في الذي كان بيننا
فإن عاد بالإحسان فالعود أحمــد


كل عيد انتخابي أمريكي جديد وأحلامنا العربية الصغيرة ولو في أدنى درجات التغيير والتجديد بألف خير وسلامة من بطش جبار أو مقص حسيب رقيب...

ليست هناك تعليقات: