الخميس، 24 يناير 2008

موقع في دنيا عريضة تضيق كل يوم


كتب يوم الخميس, كانون الأول 15, 2005

الآن، وقد عزمت على السفر عبر هذا الموقع الأثيري، أود أن أعرض عند كل محطة لخاطرة عنت لي، ولتجارب متواضعة في قراءة مشاهد مؤتلفة أو مختلفة، من الأمس واليوم تراءت لمخيلتي.

في المرحلة الأولى من هذه الرحلة الافتراضية، أسألك عزيزي القارئ، كيف تقاوم حالات الخوف والرهبة عندما تهم بالكتابة والبوح لقارئ لا تعرفه ولكنك تترقبه وتترصده في هذا الموقع أوذاك، وترفع له نار نفسك الملتهبة فعل العرب القدامى بالضيف، عله يطرق بابك ؟!!، وكيف تفك مغالق عالم كبير يقال عنه أنه أصبح صغيرا بل متناهي الصغر، بحجم كف أو قلامة ظفر؟!!.

أنت أو أنا ما هو موقعك، وما هو موقعي، وما هو موقعنا معا في عالم يتضاءل حجمه كل يوم؟؟!!.
لاشك أنه أقل من الهباء المعلق في الفضاء، فمن ينتبه إليك أو يجذبه الحظ صوبك ؟!

وأنا أحاول أن أقاوم لاءات كثيرة، وصمتا ثقيلا بحجم الجبال الشاهقة والأمواج العاتية …قد أعرض بضاعة كاسدة أريد فقط التخلص منها لأستريح، سأقذف بها في وادي (السليكون) بعيدا إلى بحر(النت). فليلتقطها من شاء.

هذا كلامي نصف، ونصفه الباقي عند قارئه، ولو رد إلي على وجه الصواب عرفت غثي من سمينى، ويومي من أمسي.وشكري وامتناني دين لكل من تواصل معي معترضا أو منتقدا، وجل من لا يخطئ.

ترحيب ودعوة للسفر

كتب يوم الأربعاء,كانون الأول 14, 2005

إلى عهد قريب لم يكن بالإمكان أن يعبر كلام أحدنا حدود ذاته، أو أن يسافر بسمعه وبصره وفكره إلى أبعد نقطة في الكون دونما حاجة إلى مغادرة المكان الذي يقيم فيه.
سفر عجيب وغريب نحياه اليوم لا ضرورة فيه لحركة الأبدان.

وهل كان يعقل أن يكون بالأمس البعيد سفر إلا بإجهاد النفس والجسد وإنفاق الزاد، والتهيؤ لمجابهة لصوص الليل والذئاب الضارية، من أجل جلب مخطوط كتب بكف اليد سمع عنه في منطقة مهجورة،أو أخذ إجازة من عالم يقيم في قرية نائية، أو ربما حتى سماع كلمة واحدة غريبة وحشية من فم أعرابي يرعى بعض الشياه الطاوية في موسم صيف جاف يابس.

وأنا أكتب الآن على شاشة مسطحة وبحروف منسدلة، هي كل عدتي وعتادي وذخيرتي لسفر بعيد قريب، أرجو أن أحل أهلا وأنزل سهلا عند من يجود يدفء الكلام وعذب الروح في زمان بدا لي عامرا إلا من إنسانية الإنسان.